الجمعة - 29 مارس 2024
منذ سنة واحدة
الجمعة - 29 مارس 2024


محمد صالح حاتم ||


رغم ما شهدته أمريكا من تطور وحداثة، وامتلاكها أسلحة متطورة وفتاكة متعددة ومتنوعة: سلاح الطيران والنووي والكيماوي، والغواصات البحرية وحاملات الطيران والبوارج البحرية والطيران المسير والصواريخ عابرات القارات وغيرها الكثير والكثير.. إلا انها لم تكتف بذلك، ولم تعتمد عليها في الهيمنة على العالم.
بل اعتمدت على أخطر وأفتك الاسلحة وهو السلاح الاخضر، والذي تستخدمه لاخضاع واذلال واستسلام الشعب لها . .
هذا السلاح هوالزراعة بشكل عام والقمح بشكل خاص، الذي يعد سلاحا استراتيجياً، من يمتلكه فقد تحرر وخرج من تحت الوصاية الامريكية.
سلاح القمح هو السلاح الذي تهيمن به أمريكا على العرب، وتجعلهم خاضعين لها، تنهب ثرواتهم النفطية والغازية، والمعادن وتستبيح أراضيهم وبحارهم وجزرهم..
تنشر قواعدها العسكرية في البلاد العربية، تتحكم في القرار السياسي، وذلك بفضل السلاح الاخضر القمح، بل إنها تسيطر على البذور، فهناك خمس شركات عالمية تتحكم في بذور العالم ومنها شركتان امريكيتان هما (مونسانتوا، وبابونير )، اللتان تتحكمان في البذور..
لقمة العيش لملايين العرب بيد عدوهم أمريكا، ينتظرون البواخر أن تأتي محملة بالقمح والدقيق الابيض المسموم !!.
فهل سنعي الدرس ونتوجه نحو أرضنا ونزرعها بالقمح، ونتحرر من الهيمنة الامريكية، أم سنظل عبيدا لأمريكا..؟!!.
إذا زرعنا أرضنا وامتلكنا السلاح الأخضر تحررنا، وامتلكنا قرارنا، وخرجنا من تحت الوصاية الامريكية.
السلاح الأخضر لايحتاج تكنولوجيا نووية، لايحتاج مفاعلات تحت الأرض، لايحتاج اقمارا اصطناعية، ورواد فضاء، لايحتاج مدنا صناعية سرية..
يحتاج منا قرار سياسي وتوجه حكومي، وتكاتف مجتمعي، وتسخير كل الامكانيات.. يحتاج منا معول ومفرس ومحراث.. يحتاج أن نعود كما كان الآباء والاجداد.
فأرضنا أرض خير وعطاء، أرض خصبة، ومساحات شاسعة، ونمتلك الكوادر المؤهلة والمدربة، ولاينقصنا شيء..
فالعزيمة والاصرار والارادة هي مانحتاجه حاليا، لنتوجه نحو الارض وكل واحد يزرع ويأكل من خيرات أرضه، يكتفي ذاتيا له ولأسرته.
فالاكتفاء الذاتي لابد أن يكون هو هدفنا.. وتحقيقه ليس بالمستحيل ، بل ممكن وبمقدورنا تحقيقه، بالتوكل على الله، واستغلال المقومات الزراعية، والتعاون فيما بيننا، والوعي بأهمية الزراعة ودورها في الحرية و العيش بعزة وكرامة..
هذا هو ما يتوجب علينا، وهو بداية الطريق لامتلاك السلاح الأخضر.

ــــــــــــــــ