الجمعة - 29 مارس 2024

تكرار ظاهرة حرق القرآن الكريم ما علاجها

منذ سنة واحدة
الجمعة - 29 مارس 2024


علي الخالدي ||

القرآن الكريم ضمن حفظه الله سبحانه وتعالى بقوله : ( إنا أنزلنا الذكر وإنا له لحافظون)، سورة الحجر الآية ٩، وهو من أهم معتقدات المسلمين ومن أولويات مقدساتهم والتي يجب الدفاع عنها ومن المسلمات التي لا تقبل الطعن والتشكيك .
قد تعرض القرآن الكريم للطعن وادعاء التحريف وكذلك الاساءة في عقد الثمانينات من القرن الماضي، على يد أقلام انكليزية صهيونية تحت روايات ما يسمى ( آيات شيطانية) لمؤلفها سلمان رشدي، ولكنها سرعان ما سحقت بتصدي الجمهورية الإسلامية بقيادة الإمام الخميني “قدس سره” حينها، و صعق الغرب لنتائج انهيار حملة ثمانين القرن التاسع عشر، لكن ما نلحظ في العقد الأخير من الزمن الحالي، تغير سلاح العدو بتعامله تجاه رموز الإسلام من تعدي وسب للنبي محمد ” صلى الله عليه واله ” الى حرق القرآن الكريم، بيد أن تطور الحملات بدل الفردية بغطاء شخصية تدعي تمثيل نفسها، الى تنظيمات جماهيرية تحت رعاية الدولة التي تجري فيها، وهي عين ما شهدناه في السويد مثلا، توظيف أعمال حرق القرآن الكريم بموافقة قانونية وبحضور الشرطة لحماية المتجمهرين، تحت مسمى التعبير عن الحريات.
ولتحليل تفشي هذه الظاهرة في العشر سنين الأخيرة، وحسب المتابعات لسياسات الغرب الجديد (أوربا وأمريكا) في العقود المنتهية، أن هناك علواً كبيراً ملحوظاً لليمين المتطرف الراعي للإرهاب بلا خجل، و المجاهر بعدوانياته للإسلام والمسلمين ومقدساتهم، خلاف اليسار الذي كان يخفي ذلك تحت قناع التعايش السلمي وحماية الاديان والمعتقدات، وقد شهدناه علنا في بيانات رؤساء هذه الدول ومحاولة توحيد الاديان تحت غطاء الابراهيمية، وهو ما شجع جماهيرها ومحبيها، حيث أصبح عداء الإسلام والتجاوز على القرآن الكريم، هو من متطلبات زيادة شعبية الحاكم او من يود التصدي له، وهذا لمسناه فعلا في الانتخابات السويدية في عام ٢٠١٩ ميلادية، حيث انهم ازجوا ذلك في شعارات حملاتهم الانتخابية.
هناك من يبرر ذلك بأن هذه حريات شخصية، ولا دخل للتنظيمات الحزبية او الحكومية شأن فيها وهي بريئة منها، لكننا وجدنا العكس من ذلك, ان هذه الأفعال موجهة ضد الإسلام والمسلمين فقط، ولم توجه ضد المسيحية والكنيسة او اليهودية والسامية، ولم نجد ادانة دولية لها ولا حتى ردات فعل شعبية غربية تجاهها، وهذا ما يؤكد رضى شعوب الغرب بأفعال حاكميها والعكس يثبت صحة دعوانا.
يبدو أن علاج هذه الظاهرة يكمن بمقاطعات فعلية صادقة، وليس بالشعارات والبيانات من قبل الدول الإسلامية يالتعاملات مع تلك الدول، وبما أن اغلب الحكومات عميلة للصهيونية فمسؤولية الرد تقع على الجماهير المسلمة فهي لبنة ونواة وشرارة النار التي تحرق المتجبرين، بمقاطعة تلك البلدان الإرهابية الظالمة للإسلام، والتنديد بأفعالها المسيئة عبر مهرجانات ومسيرات كبيرة تجوب المدن التي يتواجدون فيها، وملأ مواقع الحضور الاجتماعي والانترنت بحقيقة الإساءة للإسلام ومقدساته التي هدفها حماية الانسان .


ــــــــــــــــ