الخميس - 25 ابريل 2024

لبنان دخلَ مرحلة الإنفجار الكبير فَل نَعي خطورة المرحلة قبل فوات الأوان،

منذ سنة واحدة
الخميس - 25 ابريل 2024


د. إسماعيل النجار ||

قالتها مساعدة وزير الخارجية الأميركية قبل شهرين في مركز ويلسون للأبحاث في واشنطن بأن لبنان في خطر التفكك والأزمة القادمة قضائية وماليه بإمتياز!
مَن قَرَأَ جيداً ما جاءَ بين سطور “البومة” الأميركية يعرف حجم المخطط الكبير المرسوم للبنان داخل الغُرَف السوداء الصهيوأمريكية،
ومع إعطاء إشارة البدء بتنفيذهِ كانت إستنابات القاضي بيطار أول الغيث وتحركت جحافل الصرَّافين المشاركين في المؤامرة بعد إستلام كلمة السر من عوكر، فخرجت من الشياح لينتشروا في كل مكان وشكلوا سياجاً حول بيروت وعلى طول خط الساحل الجنوبي وصل إلى مدينة صور عاصمة العامليين،
هذه التحركات التي لم تكُن مفاجئة للبعض دفعت بمدعي عام التمييز الإسراع بحسم الموقف ووقف المهزلة البيطارية التي تجاوزت منطق القانون عبر استدعائه للمثول أمام النيابة العامة التمييزية ومنعه من السفر ووضعه تحت الإقامة الجبرية وإتخاذ قرار بإخلاء سبيل جميع الموقوفين بجريمة إنفجار المرفأ،
إنقسام قضائي خرجَ إلى العَلَن بعد زيارة قام بها الوفد القضائي الألماني الذي يحمل كلمة سر التفجير ومخطط سير الأزمة،
القوى السياسية المتضررة من قرارات البيطار العشوائية إلتقت جميعها داخل دائرة خط الدفاع الأول عن نفسها وخصوصاً المعنيين أو المتهمين المباشرين بتحمُل مسؤولية إنفجار 4 آب 2019 وأصبحَ الجميع أمام واقع خطير وهوَ إنفجار البلد من كل زواياه وعجز القوى الأمنية عن ضبط الوضع وهذا ما أشار اليه وزير الداخلية بسام مولوي عندما قال لن أضع القوى الأمنية بمواجهة الشعب ما يعني أن كلمة السر الثانية بنزول الناس الى الشارع باتت قريبة جداً،
ما يجري سيدفع بالمسيحيين للمطالبة بكانتون مُحصَن بحماية دولية ضمن خطوط الغرب الحمراء عام 1980 وإقامة دويلَة ينادي بها جعجع بعد إضعاف منافسه باسيل ما يعني إن حصلت تؤكد تمركز الأميركيين والصهاينة على تخوم جبال صنين والأرز المُطلتين على سهل البقاع الشمالي والغربي معقل حزب الله ومدينة حمص السورية، وما يعني فعلياً قطع الطريق البري الذي يربط طرابلس ببيروت ما يضعف النفوذ السني ويشتت شملهم ويضعهم بين فكَي كماشة من الجهة الشمالية والجنوبية الغربية لا يرغبون بها،
بينما يتوزع الباقون في مناطق نفوذ حزب الله وحركة أمل والحزب التقدمي الإشتراكي،
والإحتمال الآخر أن تَعي بعض القيادات المسيحية مخطط جعجع بربرا ليف وتذهب نحو التفاهم مع حزب الله من دون رفع سقف الشروط وانتخاب رئيس للجمهورية بإسم يرضي الطرفين يكون الوزير فرنجية كريماً بالتنازل لست سنوات أخرى كما فعل من قبل من أجل إستمرار لبنان واحد مُوَحَد وضرب مشروع جعجع التقسيمي وانهاء الأزمة بتشكيل حكومة،
حزب الله الذي يقوم بتدوير الزوايا مع التيار الوطني الحُر لديه الكثير من الخيارات السهلة والصعبه لمنع تفكيك لبنان وفدرلتهُ لكنه يفضل البحث عن حلول وَسَطية ترضي الجميع توصل اللبنانيين الى شاطئ الأمان من دون دماء،
البعض في لبنان يرى حل المشكلة بعد تأزمها لن يتوفر إلَّا بعد سيل من الدماء تبرر لجمهورهم التلاقي مع الشريك اللبناني الآخر حول طاولة حوار دولية لا تمُس نصاً وروحاً بإتفاق الطائف،
والأمر رهن التطورات يوماً بيوم.

بيروت في….
26/1/2023


ــــــــــــــــــــــــــــــــ