الجمعة - 29 مارس 2024

الظهور الشريف في عصر التكنولوجيا

منذ سنة واحدة
الجمعة - 29 مارس 2024

علاء الساعدي ||

نعيش اليوم في عصر التكنولوجيا، العصر الذي ازدهرت فيه العلوم شتى، فاستخدامنا لاجهزة الاتصالات الحديثة كالموبايل والايباد والتاب ، وكذلك اللابتوب والتلفاز، او قيادة السيارة، او ركوب الطائرة، والتقنيات العسكرية المتطورة المستخدمو في جميع جيوش العالم اليوم، والتقنيات المتعددة في ألآلات الكهربائية والميكانيكية ، هو واقع نعيشه بكل تفاصيله.
التكنولوجيا اليوم كوسائل وادوات سيكون لها الاثر الواضح في دلالات عصر الظهور الشريف، وما بعده عند القيام الشريف، حيث ترتبط هذه الوسائل والادوات بالواقع الحيوي كعصر حديث متطور، فليس من المعقول ان تتم المعارك اليوم بالسيف كما اشارت الروايات الشريفة ، وليس من المعقول ان تستخدم الفرس والبغال في الحروب اليوم كوسائل نقل للجنود والاسلحة وغيرها،حيث كان الائمة عليهم السلام يخاطبون المجتمع انذاك بلغة عقولهم، وبلغة افهامهم في ذلك الزمن، حيث كانت تستخدم تلك الوسائل المفهومه والواضحة لديهم .
الائمة عليهم السلام في رواياتهم التي خصت عصر الظهور الشريف وما بعده من القيام، ذكروا لنا السيوف، والبراذين، والشهب المحذوفة، والرسائل التي تأتي على الكف!، والمؤمن الذي في المشرق يرى اخاه الذي في المغرب!، واشاروا الى امور في حينها لم تصل افهام المتلقين الى هذه المرحلة، لكونها ستحدث في زمن غير زمانهم، وواقع غير واقعهم، حيث أدرك المؤمنون في ذلك الزمان أن الامر هذا بعيد عنهم، حيث أشار لهم الامام الباقر عليه السلام في رواية طويلة يحدث بها جابر بن يزيد الجعفي في مقطع منها …وما اراك تدرك ذلك، ولكن حدث به من بعدي عني.
كتاب الغيبة للنعماني _ج1 ص287 .
في رواية أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر عليه السلام أنه قال: كأني بقوم قد خرجوا بالمشرق، يطلبون الحق فلا يعطونه ثم يطلبونه فلا يعطونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما سألوا فلا يقبلونه حتى يقوموا، ولا يدفعونها إلا إلى صاحبكم، قتلاهم شهداء أما إني لو أدركت ذلك لأبقيت نفسي لصاحب هذا الامر.
بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٥٢ – الصفحة ٢٤٣
حيث تحدثنا الرواية عن قوم المشرق ودورهم في عصر ما قبل الظهور، حيث وضع السيوف على العواتق هنا تشير الى نوعية السلاح، وكناية عن السلاح في زمن الظهور الشريف، والعاتق: منطقة ما بين المنكب والعنق في أشارة هنا إلى أن السيف أي السلاح الزمني لفترة عصر الظهور الشريف يعلق ما بين المنكب والعنق وفيها اشاره ربما الى السلاح الآلي المحمول المعلق كالبندقية والرشاش وغيرها .
في رواية أمير المؤمنين عليه السلام ألمشهورة باختلاف الرمحان بالشام (إذَا اخْتَلَفَ الرُّمْحَانِ بِالشَّامِ، لَمْ تَنْجَلِ إلاّ عَنْ آيَةٍ مِنْ آياتِ اللّهِ. قِيلَ: وَمَا هِيَ يا أَميرَ الموَمنين؟ قالَ: رَجْفَةٌ تَكُونُ بالشَّامِ، يَهْلِكُ فِيها أَكْثَرُ مِنْ مائَةِ أَلْفٍ، يَجْعَلُها اللّهُ رَحْمَةً للمُوَْمِنينَ وَعَذَاباً عَلى الكافِرين َ. فَإِذَا كانَ ذَلِكَ، فَانْظُرُوا إِلى أَصْحابِ البَراذِينَ الشُّهبِ المحذُوفَة ِ، والرَّايَاتِ الصُّفْرِ ….الخ .
كتاب الغيبة – محمد بن إبراهيم النعماني – ج ١ – الصفحة ٣١٥
فتتحدث الروايه في هذا الجانب عن اصحاب هذه البراذين الشهب المحذوفة، ألتي تصل في خظم معارك او حدث يتسبب بقدوم هؤلاء مع هذه البراذين والشهب ، حيث البراذين : الدابة التي كانت تتخذ للأحمال كالبغال والخيل وما شاكل وتطلق على كل ما يتحرك حاملا لغيره، وهي بذلك تصلح على كل وسيلة نقل، والشهب : اللهب او النار المحذوفة التي ترمي بطريقة الحذف، فإن اصدق مصاديقها اليوم هي الدبابات والمدرعات وما شاكلها، أليوم ناقلات الجند كالمركبات والاليات العسكرية الضخمة دلائل عقليه على معنى البراذين كزمن آني.
عن محمد بن جعفر بن محمد، عن أبيه (عليه السلام)، قال: ” إذا قام القائم بعث في أقاليم الأرض في كل إقليم رجلا يقول: عهدك في كفك فإذا ورد عليك أمر لا تفهمه ولا تعرف القضاء فيه فانظر إلى كفك واعمل بما فيها،كتاب الغيبة – محمد بن إبراهيم النعماني – ج ١ – الصفحة ٣٣٢.
هذه الرواية الشريفة تخبرنا عن الرسائل التي تصل على الكف!، وأقرب مصداق لها هو جهاز الموبايل ، واستخداماته اليوم اقرب مصداق على ذلك، وعن عبد الله بن عجلان قال: ذكرنا خروج القائم عند أبي عبد الله الصادق عليه السلام فقلت له: كيف لنا بعلم ذلك؟ فقال: يصبح أحدكم وتحت رأسه صحيفة عليها مكتوب ” طاعة معروفة ” .بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٥٢ – الصفحة ٣٢٤
حتى أن الشخص منا إذا أقبل على النوم يضع جهاز الموبايل خاصته قريب عليه عند رأسه كمنبه لإيقاظة، وما أن يستيقظ صباحا حتى يضعه في كفه ويتصفحه، ليرى ما ورد له من رسائل في وسائل التواصل الاجتماعي، التي اصبحت كواقع لا يفارقنا حيث ارتبطت بواقع حياتنا اليومي،واقرب مصاديق هذه الاجهزة المتطورة اليوم الموبايل والايباد والتاب .
عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام :
إن المؤمن في زمان القائم وهو بالمشرق ليرى أخاه الذي في المغرب، وكذا الذي في المغرب يرى أخاه الذي في المشرق.
بحار الأنوار – العلامة المجلسي – ج ٥٢ – الصفحة ٣٩١.
وأقرب مصاديقها برامج الاتصال كالواتس اب والماسنجر والتلكرام ، حيث انك ترى اخاك او صديقك ولو كان في اخر نهاية العالم ، تكلمه وتراه مباشرة، بواسطة اجهزة الاتصالات الحديثه كالموبايل وغيره ، المرتبطة بالشبكة العنكبوتية.
أقرب مصاديق السيارات والطائرات نجدها في هذه الروايات الشريفة ، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفة القائم (عليه السلام)، قال: كأنني به قد عبر من وادي السلام إلى مسجد السهلة، على فرس محجل، له شمراخ يزهو، حيث أقرب مصداق لها هي السيارة ، والاطار هو الحجل ، حيث ان الشمراخ من اشكال التنوير، اي الازهرار، وهو كناية عن الاضائة الموجوده في مقدمة السيارة كما نراه اليوم ،معجم أحاديث الإمام المهدي عليه السلام – ج ٣ – الصفحة ١١١.
وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (كأني انظر إلى القائم على ظهر نجف فإذا استوى على ظهر النجف ركب فرساً ادهم أبلق بين عينه شمراخ ثم ينتفض به فرسه فلا يبقى أهل بلدة إلا وهم يظنون انه معهم في بلادهم)
والفرس الادهم الابلق الذي ينتفض كناية عن طائرة السفر الموجودة اليوم، وهي اقرب المصاديق للرواية، وعن أبي عبد الله (عليه السلام): (ينزل المهدي وأصحابه الكوفة في سبع قباب من نور)، وهنا مصداقها الطائرات ايضا.
رغم كل هذا التطور العلمي والتكنولوجي فانه لا يكون الا حرفان من السبعة والعشرين حرفا ، حيث ان الامام الحجة ابن الحسن سيأتي بالخمسة والعشرين حرفا المتبقية ، فتصور اي تطور واي علم سيكون في عهد القائم عجل الله فرجه الشريف ، فعن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : « العلم سبعة وعشرون حرفا ، فجميع ما جاءت به الرسل حرفان ، فلم يعرف الناس حتى اليوم غير الحرفين ، فإذا قام قائمنا ، أخرج الخمسة والعشرين حرفا فبثها في الناس ، وضم إليها الحرفين حتى يبثها سبعة وعشرين حرفا .
الخرائج ، ج 2 ، ص 841 . مختصر بصائر الدرجات ، ص 117 . بحار الأنوار ، ج 52 ، ص 326 .
التكنولوجيا اليوم سيكون اثرها واضح في الظهور والقيام الشريف بلا شك ، حيث الدلالات اليوم واضحة ، حيث نرى مصاديقها اقرب للحقيقة والواقع ، وسوف تتجسد في الكثير من وقائع عصرنا الحالي، الذي يراه المختصون بالقضية المهدوية انه عصر الظهور الشريف ان شاء الله ، وما يحدث اليوم من ارهاصات ووقائع وقضايا واحداث خير برهان على قربنا، بل قاب قوسين او ادنى من ظهور القائم بالحق ألحجة ابن الحسن ارواحنا وارواح العالمين له الفداء.
اللهم صل على محمد وال محمد، وعجل لوليك الفرج والعافية والنصر، واجعلنا من اتباعه ,وانصاره، واشياعه، والذابين عنه، والمستشهدين بين يديه، آمين يا رب العالمين.


ـــــــــــــــــــــــ