الخميس - 28 مارس 2024
منذ سنة واحدة
الخميس - 28 مارس 2024


نعيم الهاشمي الخفاجي ||


الإعلام يلعب دور مهم ورئيسي في التأثير على المتلقين، لذلك الإعلام النزيه إن وجد إعلام نزيه فهو من أهم الوسائل في تبليغ الحقيقة في حياة الشعوب، واجب الإعلام النزيه نقل الخبر الصادق وبيان الحقيقة، العالم تحكمه الأطراف القوية، بلداننا العربية نتاج طبيعي للقوى العظمى التي انتصرت بالحرب العالمية الاولى ورسم لنا المناصرون حدود دول عربية، ونصبوا علينا أنظمة عميلة تخدم مصالح الاستعمار، الذي غير طريقة الاحتلال العسكري المباشر، واوجد طريقة ونظام عالمي يدعم أنظمة فاشستية تسلطت على رقاب شعوب مايعرف بالدول العربية التي شكلها مستقل، والحقيقة عكس ذلك، أنظمة عربية عميلة تخدم مصالح الاستعمار.
المتابع للغالبية الساحقة من سائل الإعلام العربية وخاصة إعلام دول البداوة من أنظمة الرجعية العربية يراها مبنية على الكذب وتشويه الحقائق، كل ماتقدمه القنوات الفضائية والمرئية بمواقع الإنترنت سواء كانت برامج تلفزيونية أو اخبار أو مقالات تنشر بالصحف الورقية أو المنشورة بمواقع الإنترنت، يجد غالبية المواد الإعلامية والخبرية المقدمة للجمهور، هي كافة، وتتعمد على اتباع أساليب الكذب، وتضليل الناس، الكذب حرمته الأديان السماوية والوضعية ومنافي للأخلاق الانسانية، البيئة العربية بغالبيتها يغلب عليها الجهل، لذلك القنوات الفضائية والصحف يشاهد البرامج التلفزيونية عشرات ملايين الناس، ويقرأ الصحف المقروئة عبر الإنترنت أو من خلال الصحف الورقة عشرات الآلاف الناس، ويعبر المشاهدين هم جمهور مقدمي البرامج أو قراء الكتاب والصحفيين، ومن المعيب أن يتم الكذب على الجمهور والمتابعين، والغاية اضلالهم لمآرب تافهة، ومقاصد خبيثة، وأهداف غير نبيلة، مقابل حفنة من الريالات والدولارات.
المتابع لفيالق المرتزقة من الكتاب والاعلاميين والمحلبين أصدق أن يتم وصفهم أنهم منافقون، يقولون اليوم كلاماً، ثم إذا تغيرت الأجواء بدلوا كلامهم إلى الكلام النقيض، كما أنهم يعلمون كثيراً من الحقائق فيخفونها عن الناس ويقولون الكذب عامدين إلى إضلال الجمهور، مقابل كسب مادي.
المتابع لمايكتبه كتاب ومن كلا الجنسين بعضهم من كان يساري وبعضهم من كان قومجي، طبعا ومن كلا الجنسين، يكتبون بصحف البداوة الخليجية، يكتبون مقالات مطولة يخترعون اخبار صراعات وحروب تقع مابين حلفاء ومابين قادة دولة وجماهيرهم، قرأت بالصحف الخليجية مقالات لعدد من كتاب وكاتبات من التيارات اليسارية يتحدثون عن حروب مابين روسيا وايران في سوريا، وقالوا وجود خلافات مابين سوريا وايران، وكتبوا عن حروب مابين قادة الدولة الفلانية وبين جماهيرهم، طبعا هذه الصراعات التي يتطرقون لها تتدور ضمن دول ليست في معسكر الانبطاح والاستسلام والخنوع، مانراه مصائب كارثية أصابت الجماهير العربية بسبب عدم نزاهة النخب المثقفة العربية التي قبلت بالتنازل عن قيم اليسارية والقبول في الكتابة والعمل في وسائط الإعلام الخليجي البدوي، فهؤلاء يكذبون عن قصد للوصول لشهواتهم ورغباتهم، فكيف من الممكن أن تكون لدى العرب أمة ترفض الذل والانبطاح والظلم بظل وجود إعلام عربي كاذب ووجود الغالبية من الأقلام الصحفية التي كانت مصدعة رؤسنا بالتقدمية وتحرير المرأة والعدالة، وللأسف هؤلاء امتهنوا الكذب والقبول أن يكونوا عبيد لدى دول الرجعية العربية مقابل حفنة ريالات ودولارات وتحولوا إلى كلاب نابحة.
الان الساحة الإعلامية تضج بفيالق من الكذابين، ممن تسلقوا الأكتاف بالحيل والكذب والنفاق وأقصى درجات التملق، من المعيب أن يتعمد هؤلاء المرتزقة من الذين كانوا يدعون أنهم من مثقفي القوى اليسارية والتقدمية، ليتخلوا عن قيمهم ومبادئهم ليصلوا لغايات حقيرة، وبشكل واضح لنقول للحصول على العطاء.
مشكلة الكذب الإعلامي بات ظاهرة عالمية المسترجاك دريدا، في كتابه، تاريخ الكذب، يقول أن السياسة تعتبر مجالا خصبا للكذب، ويعتبر اللجوء إليه إحدى الوسائل الضرورية والمشروع لكل من يمتهن السياسة والديماغوجية.
هذا كلام مفكر غربي فمابالك نحن العرب اخي القارىء المحترم، ونعرف أن من رسم حدودنا ونصب علينا حكام وقادة هي دول الاستعمار. لذلك ينتشر في عالمنا العربي الذي يعيش حالة من الفلتان وانتشار الظلم والقتل والارهاب الممول خليجيا وهابيا، بحيث أصبحت الكثير بل غالبية وسائل الإعلام العربي وبالذات الخليجي تروج إلى الكذب والشبهات لصناعة رأي عام موال لها ومعاد لأطراف أخرى، يمارسون اتباع أساليب كاذبة والغاية نشر المعلومات المغلوطة، بصفتي متابع جيد للإعلام الخليجي، عندما يتعمدون لنشر خبر، تجد الموضوع يتم تناوله في قنواتهم الفضائية، وتبدأ حملة لكتابة مقالات يتناوب عشر كتاب بصحيفة واحدة للترويج للكذبة، يتبعون أسلوب توجيه مجموعةٍ مكثفةٍ من الرّسائل عبر كتابة المقالات التي تتناول نفس الموضوع، والغاية من ذلك، هو التّأثير على سلوك وآراء عددٍ كبيرٍ من الأشخاص المستهدفين، وعندما
تقرأ إلى فلان مستكتب يقول بمقالته فلان كاتب قال كذا، ويأتي اخر ويقول قال فلان، غايتهم ترويج للاكاذيب وتقديم معلومات، غير صحيحة بل وكاذبة وملفقة، لصالح اهدافهم الطائفية والسياسية النتنة.
الغاية من كل هذه الوسائل البروباغندا الإعلامية بشكلها الدقيق، والتي عرّفها قاموس كامبريدج، بأنّها معلوماتٌ أو أفكارٌ أو آراءٌ أو صورٌ، غالبًا ما تعطي جانباً واحدًا من الحقيقة، الّتي يتمّ بثّها أو نشرها بهدف التّأثير على آراء النّاس.
على سبيل المثال كاتبة يسارية لبنانية خلصت عمرها تكتب لافكار اليسار، خلعت ثوبها وأصبحت تكتب لصالح الأجندة الوهابية البدوية، كتبت مقال تطرقت بوجود خلاف وحرب بين مرشد الثورة بسبب تنفيذ حكم إعدام بحق شخص متورط بالتجسس، ياسبحان الله، ونسبت كذبتها بالقول نقلا عن مصادر خبرية.

كاتب وصحفي عراقي مستقل.
18/2/2023


ــــــــــــــــــــ