علي فضل الله ||
المتابع للمشهد السياسي العراقي في الاونة الاخيرة، يلاحظ وجود تصدعات سياسية كبيرة تحصل داخل البيتين السني والكردي، والسبب وراء ذلك هو غاية البعض التفرد بالقرار السياسي وتجاهل الشركاء في القضايا المحورية والتي تخص تلك المكونات.
وهنا لا بد من الاشارة ان الاعلام العربي والدولي بل وحتى بعض الاعلام المحلي سواء الفضائيات او مواقع التواصل الاجتماعي وعبر خطابهم الموجه بدقة خبيثة، يعمل على عدم تسليط الضوء على تلك الازمات المعقدة بطرق شتى، بل والعمل على جر الانظار باستخدام الخداع الاعلامي بتقنية تعظيم الصغير وتجاهل العظيم من الازمات السياسية) نحو البيت الشيعي وتصوير ان الازمات المعقدة والمركبة انها تتمركز داخل هذا المكون والجغرافية الشيعة، خذوا مثلا قناة الشرقية اذا ما حصلت جريمة جنائية في محافظات الوسط والجنوب يتم تسليط الضوء على مرتكبيها والخوض في ادق تفاصيل ويتم تناولها لعدة ايام والعمل على تحقيق لقاء مع ذوي الضحية او المتضرر وكأن العراق في غربه وشماله خلا من تلك الجرائم، بينما نفس الجرائم ان حصلت في المحافظات الغربية والشمالية فإنها تمر عليها مر الكرام، هذا ان لم يتم التغاضي عن تناولها اصلا”.
ونفس الحال ينطبق بإتجاه الطبقة السياسية الشيعية حال وجود اي اختلاف وليس (خلاف) بين قادة الشيعة نجد ان تلك القنوات المأجورة تستضيف بعض القرقوزات من المتحللين ويبدأ بنسج قصصا من الخيال الوهمي من اجل دفع الشركاء الى مساحة الخلاف الغير موجودة والعمل على تكوين صورة ذهنية للمشاهد والمستمع عن وجود خلاف خطير ( وهو في الحقيقة غير موجود) بين قيادات الشيعة.
إن لقاء السيد محمد رضا السيستاني وما يمثله من ثقل حوزوي واجتماعي مع السيد مقتدى الصدر ، والذي لم يكن لقاء” معلنا” عنه، يشكل اهمية كبيرة في المسار السياسي حيث(يتوقع) من هذا اللقاء ان يكون قد تم مناقشة الوضع الراهن لا سيما وضع البيت الشيعي والعمل على تصفير الازمات لتحقيق استقرارا ينعكس ايجابا على عمل الحكومة كون استقرار المكون السياسي الاكبر له دلالة كبيرة على تحقيق استقرار لعموم المشهد السياسي وهذا ما يشكل مصدر قوة للحكومة خصوصا في السياسة الخارجية وتمكينها من التفاوض من موضع قوة امام الدول الكبرى المتهافتة للدخول الى السوق العراقية.
ثم نلحظ زيارة الشيخ الخزعلي للسيد المالكي والتي جاءت لتفند ادعاءات الإعلام الاصفر عن وجود خلافات داخل قوى الاطار التنسيقي، وبرأي ان اهمية هذه الزيارة هي لإجهاض كل الشائعات التي تراهن على تفكك الاطار وبنفس الوقت طمأنة الجمهور الإطاري على قوة الأواصر الاطارية السياسية.. وهي دعامة لحكومة السيد السوداني للمضي بعيدا في تحقيق نجاحات على مستوى البرنامج الحكومي.
وعلى ما أعتقد إن هنالك جهدا حثيثًا يبذل من قيادة احد فصائل المقاومة، بحكم ما يمتلكه من ثقل في الساحة العراقية وكونه لم يكن طرفا في الصراع السياسي ما بين الاطار والتيار.. تلك القيادة تعمل اليوم على تقريب وجهات النظر ما بين قيادات الإطار ولا سيما السيد المالكي والتيار الصدري، ويبدو ان هنالك تجاوب كبير من طرفي الازمة لتحقيق تقارب واعادة لحمة البيت الشيعي.. واذا ما تحققت هذه النقطة فأن حكومة السيد محمد شياع ستمضي لإكمال عمرها الدستوري بدون منغصات داخلية، وسنشهد استقرارًا على كافة المستويات والأصعدة.
الاهم من كل ذلك، فأن البيت الشيعي لديه مفاتيح كثيرة لمعالجة اية ازمة يمر بها على عكس الساسة الكرد والسنة فالخلافات تبدو عميقة وقد تنشطر هذه البيوتات الى بيوتات أكثر..
تلك الاجتماعات الشيعية المعلنة وغير المعلنة، تقرأ على أنها حالة من النضج السياسي والذي بدأ يوجه ضربات سياسية أعلامية إجهاضية لكل الاعلام الاصفر.. ويعطي رسائل طمأنة لقواعده الشعبية على ان قادة الكتل السياسية الشيعية بدأت تصنع (المصل)السياسي والذي سيكون (مضاد) فعال في معالجة كل الفايروسات السياسية والإعلامية، لتكون مرحلة (أم الولد) من الماضي والمرحلة القادمة هو قيادة البلاد نحو مشروع الدولة الحقيقي وفق المعايير الدستورية من خلال أستثمار الأغلبية السياسية دون ان يكون هنالك غبن لباقي المكونات الأخرى.
ــــــــــــــــــــ