الخميس - 28 مارس 2024

الشيخ قيس الخزعلي وتحديات المرحلة القادمة

منذ سنة واحدة
الخميس - 28 مارس 2024


رعد الدراجي ||

في الاغلبية العراقية رجال ابطال صدقوا ما عاهدوا الله والوطن عليه ؛ فمن منهم من قضى شهيدا ومنهم من ينتظر ؛ لأجل هؤلاء الغيارى الاصلاء تتناغم الكلمات دلالاً فوق سطور التاريخ , وتسبح العبارات بشكرهم , وتتلألأ الشعارات فوق جبينهم وحول صورهم ؛ فتنصهر وداً لرجالات الامة والاغلبية العراقية الكرام الأوفياء .
وتلوح في سماء العراق والاغلبية الاصيلة نجوما لامعة واقمار ساطعة ؛ بريقها وضوئها لا يخفت ابدا ؛ وهؤلاء يستحقون منا ان نتحدث عنهم , ونبين للناس معدنهم, ونسلط الاضواء على سيرتهم ومسيرتهم وخططهم التي تهدف للنهوض بالأمة والاغلبية العراقية .
ومن هذه الشخصيات الجنوبية الاصيلة والقامات العراقية الكبيرة : الشيخ قيس الخزعلي ؛ فقاموس هذا الرجل مليء بالإنجازات والنشاطات الثقافية والفكرية والدينية والسياسية والنضالية ؛ ومنهاجه لا يحتوي على مفردة الفشل او الكسل او التراخي ، يصنع من العجز قوة , و لا يتردد في الاعتراف بالأخطاء والتقصير ان وجد ، ويبادر في تصويب كل ما هو خطأ ويسعى لإزالة الشوائب سواء في اعماله الخاصة او في مسيرة حركة المقاومة الاسلامية (عصائب اهل الحق ) , وقد تميز بالمسؤولية الجادة من خلال مسيرة حياته .
وفي الوقت الذي تشتد فيه الازمات وتكثر الانتكاسات , وتتضارب الميول والاهواء والتصريحات , وتتصارع الاحزاب والحركات , ويزداد الغموض غموضا وتتوسع دائرة التيه السياسي والضياع الحكومي , وتتنوع الرؤى والاجتهادات والفلسفات , ويكثر الرجم بالغيب والتنبؤات … ؛ نقف نحن جماهير الامة والاغلبية العراقية حيارى وكأننا في حيص بيص , ونبحث عن بصيص أمل ولو على المدى البعيد .
ونحن في العراق لا تكاد تمر سنة الا و نتحدث فيها عن أزمة اقتصادية أو سياسية او تحركات وعمليات عسكرية أو غير ذلك، وكأنه كتب على هذا الوطن ألا يلتقط أنفاسه ، وألا يستريح استراحة المحارب … !
أيا كان الأمر، فإن صياغة العمل لتجاوز المراحل وصعوباتها أمر يحتاج إلى رجال يقدرون طبيعة الظروف، ويحتكمون إلى ما تفتضيه طبيعة الأشياء حتى لا يكون التسرع والارتجال حاضرين عند اتخاذ القرار.
ومن الرجال النبلاء والقادة الاصلاء الذين ضحوا بالغالي والنفيس وسهروا الليالي وساروا على نهج شهداء الاغلبية العراقية ؛ و الذود عن حياض الوطن والدفاع عن ارث الشيعة التليد والمقدسات : الشيخ الخزعلي ؛ فمن خلال تتبع خطوات الخزعلي في التعامل مع الخصوم الداخليين والاعداء الخارجيين وقوى الاستكبار والاستعمار … ؛ نجد أن الخزعلي يمتلك رؤية وطنية واضحة المعالم , ويرتكز على اسس فلسفة سياسية واقعية , بالإضافة الى امتلاكه الهوية العراقية العريقة فهو عراقي اصيل قلبا وقالبا , و يصنع من العجز قوة ، ويخلق من الهمس صخباً ؛ رجل لا يعترف بضغط الاعداء , ولا بتحديات القوى المعادية , ولا بصخب الاعلام المأجور, ولا بقلة الإمكانات, ولا بالجبن او التردد باتخاذ القرارات المصيرية ، ومن هنا كان ولا زال رجل عمل لا قول ، وصاحب إنجاز وخبرة سياسية لا جعجعة اعلامية فارغة.
تحتاج الامة والاغلبية العراقية اليوم الى رجل صريح لا يداهن الاعداء ولا يخذل بني قومه وابناء جلدته ؛ و يعي ما يحتاج إليه كل مواطن جنوبي ، وخاصة بعد فشل الحكومات السابقة التي تتدعي تمثليها للمكون العراقي الاكبر ؛ اذ لم تكن برامجها إلا دوافع إحباط دائم للمواطن؛ بل كانت تسعى – من حيث تعلم او لا تعلم – الى تأجيج الشارع العراقي بسبب انتشار ظاهرة الفساد والمحسوبيات والفئوية والحزبية ؛ اذ كان المفروض بها اتخاذ العدل سبيلا في التعيين – مثلا – او في توزيع الثروات الوطنية لاسيما على ابناء الوسط والجنوب العراقي المحروم , بالإضافة الى ضرورة كسر ظهر الفساد .
وعليه يجب علينا مساندة رجال بحجم نضال وجهاد الاغلبية العراقية الاصيلة وبحجم خطورة المرحلة الراهنة .


ــــــــــــــــــــ