الجمعة - 29 مارس 2024

لماذا هذا الاستغراب تجاه الاتفاق السعودي الإيراني برعاية الصين

منذ سنة واحدة
الجمعة - 29 مارس 2024


مظهر الغيثي ||

اتابع باستصغار لبعض الأقلام والافواه التي تجير هذا التقارب الكبير لصالح اهواء سياسية باتجاه ضرب الدبلوماسية العراقية وحتى ذهبت ابعد من ذلك نحو ضرب المقاومة وعقيدتها العابرة للحدود
ودعونا نفكك الحدث بتجرد
كانت الدبلوماسية العراقية مساعدا مهما في نقل الرؤى والاراء والرسائل المختلفة بين الطرفين وكذلك كان العراق مسرحا لبعض الجلسات الحوارية كما اضطلع بهذا الدور عدد من الدول منها سلطنة عمان
لكن هل يمكن لنا أن نقول ان الحكومة السابقة كان لها دور اكبر من ساع بريد واذا كان الجواب الحقيقي هو ان راعي التقارب لم يكن يوما بدرجة تسمح له ان يتخطى هذا الدور الصغير فلماذا نحاول تقليل من شان الحكومة الجديدة ورعاتها وخاصة انها جديدة وتتجه باتجاه الدبلوماسية الايجابية المفيدة ولا تتحرك على ملف فيه مضيعة للوقت ولا يزيد لها شي على مستوى ملفات الخدمات الداخلية ولا الدبلوماسية الخارجية
وفي كل الأحوال فإن الاتفاق الذي حصل كان يحتاج إلى دولة ضامنة ومن غير الصين يمكن أن تكون ضامناً محايدا وقويا وذا تأثير على الطرفين ولذلك نقول ان الدبلوماسية العراقية نجحت ان تدفع عنها الحرج وخاصة ان تحرك رئيس الوزراء السابق تجاه إيران كان محرجا جدا للعراق بما يمثله من عنوان يؤثر سلبا على مواقف العراق حاليا وهذا يكفي ليكون ردا على من يدفع باتجاه ان هذا احفاق دبلوماسي عراقي والصحيح ان أفعال الرئيس السابق هو الاخفاق وينسحب بالجرح إلى من دعمه ليكون وسيطا سابقا وحاليا
فخيرا فعلت الواقعية الدبلوماسية العراقية انها التزمت الأدوار والحجوم ولم تضع نفسها موضعا لا يليق بها وبسمعة العراق،
وهذا عندنا يعتبر اكبر من الاستمرار بدور ساع البريد الذي لا يليق باسم العراق وتاريخه
ونشد على ايد قادة الحكومة ومن ورائها ان يستمروا بنهج الدبلوماسية الايجابية المفيدة بدلا من اضاعة الجهود نحو اعمال لا تضر ولا تنفع لا على المستوى التكتيكي او حتى الأستراتيجي
وبعد هذا العرض دعونا نتفق ان أمريكا لم تكن يوما لترعى هكذا اتفاق فضلا على ان تكون ضامناً
وان العقيدة المقاومة لم تتاثر بهذا الاتفاق بل ان العدو بالنسبة لهم لا زال نفسه
وان الكيان لازال المهدد الأول للأمن والمزعزع له في المنطقة ومع ما عرضناه فيما سبق عن إمكانية حدوث عمليات عسكرية واعتدآت في المنطقة لا ترتقي لمستوى حرب، فلا زال ذلك ثابتا لم يتغير وتؤكده كافة الظروف المحيطة بالكيان الداخلية والخارجية
ان سمعة العراق تحتاج ان تصان على ايد نضيفة جراء ما لحقها من الممارسات لراس السلطة السابق
وعلينا حاليا ان نرفع يدنا من الأدوار التي كان يضطلع بها ومن ثم ناخذ الدور الذي يليق بالعراق وشعبه وتاريخه ومستقبله كما يراه أبنائه البررة
العراق اولا
شعبا وارضا


ـــــــــــــ