الأربعاء - 24 ابريل 2024

نظام الفواتح بين العرف القبلي والمحذور الشرعي..!

منذ سنة واحدة
الأربعاء - 24 ابريل 2024


حيدر الموسوي ||

من الطبيعي ان يقام مجلس عزاء للمتوفى من قبل عائلته واقربائه ، في السابق كان مجلس العزاء يقام لمدة ثلالة ايام ومن ثم جرى التخفيف ليومين متتالين بعد المناشدات
لكن هذا لا يكفي رغم عدول بعض العشائر عن ظاهرة الطعام والبذخ في مجالس العزاء الذي يعلم الجميع انه مكره كراهة شديدة الاكل في الفواتح وفق احاديث وروايات صحيحة وخاصة حينما قال رسول الله صل الله عليه واله في مصاب ال جعفر ( اصنعوا لال جعفر ) اي بمعنى اعينوا اهل المصيبة بمساعدتهم واطبخوا لهم الطعام وارسلوه اليهم لانهم في حال استثنائي وعزاء
بينما نحن نفعل العكس تحديدا ، حيث يتم تكليف اهل المصاب فوق مصيبتهم بعناء اكبر وتحديدا في مدن الجنوب والفرات الاوسط نظام الفواتح يكون ليومين متتالين يبدأ المعزين بالحضور من الثامنة صباحا ويصل الى التاسعة او حتى العاشرة من الليل وهنا اهل المصاب واقفين على ارجلهم وهم منهكين ومجبرين على ضرورة الاستقبال وحفاوته مع تقديم الخدمات من الشاي والماء والطعام والترحيب واغلبهم يشعر بالتعب والنعاس والارهاق ويتمنى ان لا يعيش اي مصيبة اخرى رغم ان الموت حق حتى لا يتعرض الى هذه المعاناة ، احد الاخوة استغرب مني مرة ما رغم اني قاطع مسافات طويلة باني لم اتناول الطعام في مجلس العزاء وحزن في داخله وانا قلت اني لا اتناول اي طعام في اي مجلس عزاء امتثالا للشرع وارضاء لدين محمد وال محمد الذي ينبذ تلك العادات التي هي من الجاهلية ولا اساس لها ولا سند بقدر ما انها متأتية من تطبيق مقولة ( هذا ما وجدنا عليه ابائنا ) فكيف يؤدي الجميع الصلاة حينما يتم الاذان في هذه الاماكن ويخالف الشرع في قضية طلب او تناول الطعام تحت مسمى اخر وهو الثواب والقصة لا تنتهي هنا اغلب الطعام يتم رميه بعد انتهاء الوجبات في النفايات وهناك اناس احوج الى هذا الاموال بل في الاصل الميت هو لا يحتاج هذه المظاهر بقدر ما انه يحتاج الى الصدقات والدعاء وامور اخرى
وبعد كل ذلك تأتي مرحلة لاحقة وهي المعمول بها وفق التقاليد ايضا سبعة الميت وهي الاخرى لا قيمة ولا اصل لها في الشريعة ومن ثم بعد ذلك الاربعين وهي ايضا لا اصل لها فلا اربعين الا اربعين الامام الحسين صلوات الله وسلامه عليه
ومن هنا نناشد العشائر الكريمة ان تغادر مقولة هدا ما وجدنا عليه ابائنا والامتثال الى حكم الشرع والدين وليس حكم القبيلة وتخفيف وطأة المعاناة عن اهل المتوفى وجعل مجالس العزاء مختصرة لسويعات والغاء وجبات الطعام

ـــــــــــــ