مقالات

برغم الحصار الخانق إيران تحتفل بنيروزها


إياد الإمارة ||

إيران كعادتها -ومنذ القدم- في كل عام تقيم إحتفالات رأس السنة الهجرية الشمسية الجديدة وسط مظاهر الفرح والسرور والإبتهاج الذي يستمر قرابة شهر كامل يمتد من ٢١ آذار وحتى أواخر نيسان، الحصار الإقتصادي الجائر المفروض من أمريكا يطبق على الإيرانيين منذ عقود من الزمن منذ إنتصار الثورة الإسلامية عام (١٩٧٩) وإلى يومنا هذا وهو يزداد شدة بقدر ما تزداد إيران الإسلامية تقدما، ولم يستطع أن يوقف عجلة تقدم إيران أو يقطع عليها مسيرة أفراحها التقليدية.
النوروز في إيران “اليوم الجديد” يحظى بأهمية كبرى لدى الإيرانيين والكثير من شعوب المنطقة، في العراق نسمي هذا اليوم بعيد الشجرة، تنطلق إحتفالات الإيرانيين بعامهم الجديد منذ آخر ليلة أربعاء في العام السابق “چهار شمبه سوري” وإلى ما بعد الثالث عشر من الشهر الأول “فروردين” من العام الجديد” سيزده بدر” إذ يخرج الإيرانيون -وهم لا يتفائلون بالرقم (١٣)- إلى المتنزهات وبقية الأماكن الترفيهية كتقليد معروف في التاريخ الإيراني منذ القدم.
الأسواق الإيرانية تمتلأ ببضائع الإحتفال بالسنة الجديدة التي ستدور هذا العام على أرنب كما تمتلأ بالمتسوقين الذين لا يفوتون فرصة الإحتفال بعامهم الجديد مهما تشتد بهم ظروف الحصار أو ظروف قاسية أِخرى..
وتزدحم في مثل هذه الأيام وسائل النقل بسبب كثرة السفر في عطلة النوروز بين مختلف المدن الإيرانية ولا يتخلف عن المشاركة في هذا العيد أي إيراني على الإطلاق من خوزستان ذات الغالبية العربية إلى المناطق الكردية أو مناطق الإثنيات الأخرى..
وتزدحم المعابر الإيرانية الجنوبية خصوصاً معبر منطقة الشلامچة في محافظة البصرة بالزوار الإيرانيين الذين قرروا الإحتفال بالنوروز هذا العام بالقرب من العتبات المقدسة في العراق في مدن النجف الأشرف وكربلاء المقدسة والكاظمية والعسكريين عليهما السلام.
أنا لا أنفي ضرر الحصار الإقتصادي الجائر على الإيرانيين وتأثيراته السلبية عليهم سيما وهو يضغط بشدة على قدرات الإيراني الشرائية وحركته السياحية نتيجة إنخفاض سعر “التومان” أمام الدولار، لكني أُريد الإشارة إلى أن ذلك لم يكن عائقاً أمامهم للإحتفال بسنتهم الجديدة..
الحصار لم يمنع الإيرانيين من التقدم والتطور في المجالات العلمية والصناعية وتقديم الخدمات بأعلى المستويات، إيران تقاوم وتتقدم علمياً بشكل سريع وتصنع وتنتج وتصدر وتقدم الدعم للكثير من دول المنطقة بما فيها تلك الدول التي تعتقد إنها غنية!
“سال نو مبارك”
عام جديد مبارك وإيران تقاوم وتنتصر.


ـــــــــــــ

عن الكاتب

أياد الإمارة

اترك رد إلغاء الرد

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.