الجمعة - 29 مارس 2024

بقعة ضياء واحدة – في كل سِفْر الظلام..الأنصار (شروكَية )الجزيرة..!

منذ سنة واحدة
الجمعة - 29 مارس 2024

علي عنبر السعدي ||

– من طلع البدر علينا – الى جئتنا هارباً فآويناك .
في برنامج لبناني ،طرح المطرب المثقف مارسيل خليفة ،تساؤلاً حول التوراة ،مبدياً استغرابة من وجود نقطة ضياء واحدة (نشيد الانشاد) وسط هذه الأسفار الدموية المظلمة .
ذلك ما ينطبق على التاريخ الاسلامي في جوانب عديدة ، بدءاً من يثرب وأهلها .
أهل يثرب من الأنصار ،هم أكثر من دفع ثمن خديعة قريش وعنصريتها ،فقد سمحوا لهم باحتلال مدينتهم سلماً ،ثم شاركوهم أملاكهم وبيوتهم ، ثم استولت قريش على كل شيء عندهم ،ولم يسلموا حتى برقابهم وشرفهم ، وكانوا قد اشتكوا للرسول مما يعانونه من قريش ،وكيف استأثروا عليهم :جئتنا هارباً فآويناك ،وخائفاً فآمناك ، ومكذّباً فصدقناك – أهذا جزاؤنا ؟؟
كانوا يرون بأعينهم كيف اجتاحت قريش كلّ مفردات حياتهم ، لكنهم كما قلب كل نقي ،صدّقوا بوعود قريش ، الذين انتقلوا من الاستئثار الى الفتك ، فقتلوا زعيم الانصار سعد بن عبادة ،حين تجرأ بالقول :أمير منّا وأمير منكم ، واستمر التدهور في حياة الانصار ، الذين قدموا ابناءهم واملاكهم لنصرة الاسلام ،حتى وصلوا الى يوم الحرّة ، حين أحرقت مدينتهم ، واغتصبتْ نساؤهم ،وتواصلت الابادة ،فظهر ان قريش ،هي القبيلة الأكثر كراهية وخديعة – والأكثر عنصرية كذلك .
لكن ،وكما ظهر نشيد الانشاد في سِفْر دامس ومعفر بالخديعة والدماء ،ظهر الإمام علي ، ليكون نقطة الضياء الوحيدة في قريش ،لذا فعلوا كل شيء ،كي لا تبقى شاهداً على ما ارتكبوه ،في تلطيخ وجه التاريخ .


ـــــــــــــ