الجمعة - 29 مارس 2024

خبايا العقل العراقي تجاه الشأن الأمريكي

منذ 4 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024

حيدر الطائي

أكثرُ ما نخشاه كعراقيين تجاه خروج القوات الأمريكية هو أن يتحول خروجها وإبقائها إلى ثقافة مكوناتية فنرى مكون رافض لخروجها ومكونٌ مؤيد لخروجها
وإذا أجرينا دراسةً مختصرة نجد أن الخصوصية تجاه الموقف الأمريكي تنقسم إلى أربع فئاتٍ إجتماعية
الفئة الأولى: وهي الرافضة لخروج القوات الأمريكية قلبًا وقالبًا وتحاول بذل المجهودات من أجل إبقائها وهذه الفئة هم عملاء أمريكا وغيرها والمرتبطون بها من المرتزقة والشخصيات والأحزاب فهم يمثلون الأجندة التابعة لها وهم الممثلون لمشروعها في العراق عمومًا. وخروجها يعني تبددٌ لأحلامهم ومشاريعهم وناقوس خطر يهدد زوالهم.
الفئة الثانية: وهم مع إبقاء القوات الأمريكية. فبقائهم يمثل حفاضًا لوجودهم المستقبلي وينهي جذوة الصراعات التي عانوا من ضآلاتها وماسببته لهم من كوارثٍ وخطوب نتيجة اظطهادهم على يد الإرهاب والمليشيات الغير منضبطة وهذه الفئة لاترغبُ أيضًا ببقاء القوات الأمريكية لكنها تفضل وجودها خوفًا من الأطراف المسلحة الغير قانونية التي ستفرض عليها لغة السلاح وتحاول تغيير هويتها المكوناتية وتعيثُ في جغرافيتها القتل والإرهاب والإجرام
الفئة الثالثة: وهي مع خروج القوات الأمريكية وكل وجود عسكري آخر وضد تدخل أي دولة تعبث بسيادة العراق لكن هذه الفئة مع (تقنين) الوجود الأمريكي وغيره وإبقاءه حسب الضرورات العقلانية للإبقاء مثل استتباب كامل الأمن والقضاء على الزمر الإرهابية وتطوير الخبرات على كافة الصعد وفق برنامجٍ حكومي مؤقت لهذه القوات ومع خورجها فورًا عند إنتهاء المدد الزمنية المحددة.
الفئة الرابعة: وهي ضد إبقاءالقوات الأمريكية بأي شكلٍ من الإشكال وضد أي مشروع يُتبنى منها. وهذه الفئة تُقاتل في جميع الميادين وباذلةً الجهد في سبيل إخراجها. لكن هذه الفئة ضد إبقاء القوات الأمريكية تنفيذًا لمشاريع دولةً ذات نفوذٍ عارم ولكي يسمحوا لمشروعهم للتوسع داخل العراق وتكون الساحة لهم وحدهم ويكونوا هم الوحيدون المتحكمون في القرار السيادي للبلد.
هذه دراسةٌ تحليلية مختصرة تستنطق خبايا العقل العراقي تجاه الشأن الأمريكي.
_____

#حيدرالطائي