الجمعة - 29 مارس 2024

لماذا سليماني والمهندس؟!

منذ 4 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024

فاضل الطائي

جاء في قوله تعالى
ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولا هم يحزنون.
نعيش احداثا” متسارعة أثمرت عن إنتاج شخصيات ليس لنا أن نختزل الحديث عنها في هذه السطور . ذلك لأن تلك الشخصيات أثرت أثرا” عميقا” في الوضع الجهادي والوجداني للافراد والمجتمعات . ولاابعد عن القارئ الكريم الأسمين الكبيرين للحاج ابي مهدي المهندس والحاج الجنرال قاسم سليماني رحمهما الله.
لو عاد بنا الزمن قليلا” إلى سابق الأعوام والأيام لرأينا كيف كانت المنطقة الاقليمية والشرق الأوسط قد فتكت بها الصراعات والحروب التي اشعل فتيلها الشيطان الأكبر (امريكا) مما ادى الى ضياع الارواح وهدر الثروات والممتلكات ، وخير مثال على قولنا احداث الحرب العراقية الإيرانية وحرب تحرير الكويت والعدوان الصهيوني على لبنان والاشتباكات في كشمير وبعض مناطق افريقيا وآخرها ظهور جماعات تكفيرية بمسميات مختلفة ومعروفة وداعش آخرها قد أنتجتها الأفكار المتطرفة والهدامة للشريعة السمحاء.
تلك الجماعات التي لبست رداء الإسلام زورا” وقد كانت ومازالت تحارب وتقتل عشرات الآلاف ودمرت الحياة والمقدسات والآثار والإنسانية في سوريا والعراق وأفغانستان وأفريقيا العربية ودول في القارة السمراء لم يكن ذنبها إلا أنها آمنت بمنهج الحق واتبعته فكان عقابها القتل والحرق والتنكيل والتعذيب ، وحدوث تباينات في الرؤى والأفعال بين أبناء المجتمعات الواحدة.
مما لاشك أن مثل تلك الأحداث الخطيرة جاءت كالبركان المدمر بعد هدوء وسكينة تنعمت بها المجتمعات المستضعفة . الامر الذي يحتم على الواقع ظهور شخصيات قادة امتحن الله قلبها بالإيمان قد استلهمت دروس العقيدة والإباء والثورة الحسينية لدرء الفتن والمخاطر وإعادة اتزان المعادلة إن لم يكن رجحان كفة الحق فيها . فكانت تلك الشخصيتين الجهادية خير من يمتطي صهوة المقاومة والعزم على قتال الشر المتمثل بمخططات أمريكا وإسرائيل ومحور الشر في المنطقة، الأمر الذي أعاد الثقة للمجتمعات الثورية بنفسها في إعادة تموضعها في جبهة الدفاع والهجوم على أعتى قوى الإستكبار العالمي وعملائه. وما حرب تموز من عام ٢٠٠٦ وهزيمة إسرائيل في جنوب لبنان وتحرير أرض العراق من أقوى هجمة شرسة تكفيرية إلا دليلان واضحان وملموسان للعيان على تلك الارواح الإيمانية التي نذرت نفسها للجهاد والتحرير ورفض الذل والهوان والهزيمة .
كل تلك الشواهد أشعلت نار الثورة الحسينية في أماكن متعددة في المنطقة اقتبست القوة والشجاعة من تلك الثورة ومن تضحيات وجهاد المجاهدين الذين قاتلوا بكل إيمان وشجاعة وواجهوا أمريكا من خلال حرب داعش وللحفاظ على محور المقاومة البطلة التي طالما أحاكت أمريكا المؤامرات ضدها لتتخلص منها فهي قوة ظهرت مستلهمة العنوان الكبير للجهاد والثبات وما فتوى المرجعية العليا إلا مصداق لذلك الجهاد وتلك التضحيات.
وهنا نود أن نشير إلى أن المجاهدين ( سليماني والمهندس ) رحمهما الله إسمان ناصعان في تاريخ الأجيال حتى بعد استشهادهما ورفاقهما نتيجة الهجمة الغادرة الأمريكية. ولا يختلف اثنان ان محور المقاومة الإسلامية الوطنية الممتدة على أرض العراق أربكت موازين الغطرسة الأمريكية التي أعادت النظر في تقييم الواقع العراقي والنظر لفصائل المقاومة على أنها قوة لايستهان بها في الحروب .
مما يستوحى مما مضى أن أمريكا لن ينتهي عداؤها لمحور المقاومة وخاصة في العراق بأعتباره اخذ زمام الامور منها وأنه على الجيل الحاضر والاجيال القادمة أن ترعى ولاتنسى تلك الدماء الحرة التي أبت إلا أن تطهر الارض وتحفظ العرض والمقدسات .
ــــــــــــــــــــ