الخميس - 28 مارس 2024

انسانية القوة والضعف وشيطنتها

منذ 4 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024



سجاد العسكري

يشهد العالم تغيرات حادة على جميع الاصعدة حتى الجوانب صغيرة الاهتمام تشهد الانحسار والسبب واضح ولايخفى على احد فكورونا بات عدو الجميع قدصفع العالم ليهتز ويدور مترنحا لشدة تاثيره والعجز عن ايقافه او علاجه او اسبابه والاغلب اخذ يرفع شعار توقفت حلول الارض ولم يبقى الا حل السماء .
الجميع في تحدي وهذا التحدي فرض نفسه وليس بتخطيط قد يكون مسبق برزت هنا مفهومين القوة والضعف والتي تختلف تفسيراتهما قديما وحديثا من جانب , وكذلك تختلف في وجهة نظر المفسر لها فالغني يفسرها بتفسير غير تفسير الفقير , والكريم غير البخيل ,والشجاع يختلف عن الجبان ,….وهلم جرا , لكن التفسير الاخطر لهما عندما تكون من وجهة نظر انسانية مقابل الشيطانية !
فالمتناول من التفسير هوالمفهوم الدولي للقوة والضعف والمنظار يختلف فبالامس كان التفسير هو القوة العسكرية ومدى فرض النفوذ عسكريا الجيش والسلاح واحتلال الاراضي التي يغلب على ابنائها البساطة والعيش البسيط ولايمتلكون ماتمتلكه هذه من المعدات المرعبة التي تدخل قلوب المواطنين السلميين ,فاذا ما تكلم احدهم او عبر عن وطنيته لقي مالايرضيه ابسطها القتل واتهم بانه رجعي وضد التطور الذي سيحصل جراء هذا الاحتلال متناسين المجازر والقتل المنظم ضد ابناء الارض المحتلة , والسبب واضح هو التصرف على اهوائهم بمقدرات البلدان وصنع زعامات موالية لمشاريعهم وجعلهم في اماكن ادارة هذه المقدرات والثروات.
قد يقال ان هذه التفسير القديم لمفهوم القوة والضعف يشبه المفهوم الحديث مع بعض الامور المتباينة مثلا اليوم السيطرة والقوة للاقتصاد المهيمن على جميع مفاصل العالم وذات القطب الواحد الذي يتفرد بتغلغل نفوذه داخل مؤسسات البلدان التي تخضع لهذه الهيمنة الاقتصادية , والتي اذا ماعصيت الاوامر فانها ستواجه بقرار يضع القيود والعصي في عجلة تقدمها او يكمم الافواه المطالبة بالتخلص من نفوذ القطب الواحد , او اللعب في تغير مواقع الشخصيات ذات التاثير بشخصيات اكثر ولاء وسكوت لمايجري من انتهاكات .
فالقوة اليوم للاقتصاد كما يفهمها من سلبت منه روح الايمان والعقيدة وهم يظنون بهذه القوة اخضاع الجميع واستسلامهم لرغبات المفهوم الشيطاني للقوة والضعف فايمانهم بكل ماهو مادي وكل المعطيات تشير الى تفوقهم المادي والذي قد لايناقش فيه البتة ,باعتبار محدودية الاطراف المقابلة وامكانيتهم البسيطة التي تخضع للضغوط المستمرة لتصنع منهم مستسلم لما تريده هذه القوة الاقتصادية التي تستخدم اساليب شيطانية لأخضاع الشعوب لتخويفها وتجويعها , والقضاء على الروح الثورية والمقاومة فيها.
لاشك انها نجحت في بعض الشعوب والبلدان , لكنها في شعوب وبلدان اخرى فشلت فشلا ذريعا بل تحول هذا الضعف الى قوة وقوة اقليمية مهمة اخذت ترصد وتفكر قبل ان يخطوا التخطيط العالمي والقوة الشيطانية خطوات تمهيدية للقضاء على الاحرار او اسكاتهم الى الابد لتمرير مخططاتهم , فعندما تصل قواهم الى الضعف والوهن يتهمون اصحاب الحق بأنهم يفتقدون الى الديمقراطية وانهم ينتهكون حقوق الانسان ,ولعل هذا هو الاختلاف بين المفهوم قديما وحديثا رغم تشابه النوايا في مختلف الظروف …
فاليوم محور مقاومة النفوذ العالمي ذات القطب الواحد بقيادة امريكا ومؤسساتها الدولية يستخدم الاساليب الانسانية للتعبير عن قوته وايمانه وعقيدته ومطالبه بحقوقه واستقراره وهذه الاساليب هي ليست مادية كما هو تفكير المادية الشيطانية !لذا وجدت هذه القوة التي بنت قوتها من استثمار الهيمنة الذي اراد اضعافها , واليوم باتت قوة عالمية تسيطر وتخطط وتتقاطع وتقول وتنفذ وتفرض كل مايضر المصالح والمكتسبات الانسانية ؟! وهي لم تعبر البحار والقارات بل شعوب امنة في بلدانها مدافعة عن حقوقها مقاومة للقوة المادية الشيطانية العالمية .
فالانسانية جميعا امام التميز بين مفهوم القوة وخصوصا ما يضرب العالم من فايروس كورونا حتى في هذا الوضع الانساني المؤلم والحساس هم يستخدمون اساليبهم الشيطانية لايعبئون بما تتعرض له الانسانية فهنالك من عرف الحقيقة ومنهم من ينتظر الحرية حرية الهيمنة والفارق بينما تموت حرا مقاوما , وان تموت خانعا والعنة والحسرات خلفك.