الخميس - 28 مارس 2024

المقاصدُ الضائعة..في الأغلاطِ الشائعة

منذ 4 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024



إعداد: محمد الجاسم ||

” تَعَلَّموا العربيَّةَ..وعَلِّمُوها الناسَ ” ـ حديثٌ شريف
تزخرُلغتُنا العربيةُ المعاصرة بكمٍّ هائلٍ من كلماتٍ دخيلةٍ أو مغلوطةٍ أو محرَّفةٍ ،وبمرورِ الزمنِ والتداولِ اليوميِّ على الألسنِ وفي الكتب الرسمية والمخاطبات العامة ووسائل الإعلام والصِّحافة والرسائل الجامعية ومنجزات المبدعين الأدبية ويافطات أسماء الدوائر والمحالّ التجارية وعيادات الأطباء وغيرها،قد تسللت إلى لغتنا خلسة، حتى أصبحت من فرط تناقلها واستخدامها شائعةً ومقبولةً لدى القارئ والسامع ،ورسخت في الأذهان وانطلت على المتداولين إلا لذوي التخصص،فأمست المقاصد ضائعة في خضم الأغلاط الشائعة..
لذلك أعددت لكم أحبتي ـ لمناسبة شهر رمضان المبارك ـ ثلاثين حلقة من سلسلة تصويباتٍ منتخبة،إستكمالاً لعمودي اللغوي الذي واظبت على تحريره مدةً من الزمن في صحيفة(المصور العربي) التي أصدرَتْها جمعيةُ المصورين العراقيين في بغداد أواسطَ ونهايةَ التسعينات من القرن العشرين تحت عنوان (إضاءة في التراث).
(13)
ـ إستحوذَ بها..
قرأت في روايةٍ لكاتبة جزائرية عبارةً تكررت في الرواية تقول (إستحوذَ بها)و(إستحواذُه بها) وهذا غير صحيح..عليها أن تقول(إستحوذَ عليه)و(استحواذه عليها) ،قال تعالى:” اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ ۚ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ ۚ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ” المجادلة ـ 19.
ـ أردُوهُ قتيلاً !!
طَرَقَ سمعي مراتٍ عديدةً في نَشَراتِ الأخبارِ عبارةُ(أَرْدُوهُ قتيلاً) بضم الدال،وهذا لَحْنٌ..ففي العودةِ الى الفعل (أردَى)نجدُ أنَّ الدالَ مفتوحةٌ، وعليه ينبغي أن يُقالَ (أرْدَوْهُ قتيلا) بفتح الدال.
ـ نون النسوة..!
ثمة إستخدامات مغلوطة ترد في وسائل الإعلام،مثل(إشتركْنَ اللاعباتُ العراقياتُ في الدوريّ العربيّ)،(يواظبْنَ المعتصماتُ على إعتصامِهِنَّ)،وهذا غيرُ جائزٍقطعاً..
فالفعلان(إشترَكْنَ)و(يواظبْنَ)
قد لَحِقَتْ بكلِّ واحدٍمنهما(نون)النسوة التي تُعْرَبُ فاعلاً،ثم نَجِدُ في المثالين السابقين وجودَ(اللاعباتُ)
و(المعتصماتُ)وكلُّ واحدٍ من هذين اللفظين يُعْرَبُ فاعلاً أيضاً،وليس في العربية فاعلانِ لفعلٍ واحد.لذا
من الضروري أن يقالَ:( إشتركَتْ اللاعباتُ العراقياتُ في الدوريّ العربيّ)،(تواظِبُ المعتصماتُ على إعتصامِهِنَّ).
ـ لَعَلِّي..و..لَعَلَّني..!
(لَعَلَّ)حرفُ نَسْخٍ مشبَّهٌ بالفعل،يرد كثيراً في شواهدَ قرآنيةٍ وشعرية..قال تعالى:” وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ” الشورى ـ 17.
ويُنْسَبُ الى العباس بنِ الأحنف قولُهُ:”أَسِربَ القَطا هَل مِن مُعيرٍجَناحَهُ…لَعَلّي إِلى مَن قَد هَوَيتُ أَطيرُ “
ولم أرَ أنَّ نونَ الوقايةِ لَحِقَتْ ب(لعلَّ) كما لحقت ب(لَيْتَ)فجعلتها (ليتني).
ـ نرجوا.. منتسبوا..!
وقع نظري مرةً على مخاطبات رسمية وردت فيها كلمة(نرجوا)بألفٍ بعدَ الفعل..وكلمة(منتسبوا) بألفٍ بعدَ واوِ جمعِ المذكرِ السالم المُضاف بحذف النون : وهذا غير جائز،لأنَّ الألفَ لاتُكْتَبُ إلا بعد واو الجماعة في آخر الفعل الماضي والأمر والمضارع المنصوب أو المجزوم،وتدعي ألف التفريق..قال
تعالى:” الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ”آل عمران ـ 173..وقال أحمد شوقي
في رثاء عمر المختار:” رَكَزوا رُفاتَكَ في الرِمالِ لِواءَ … يَستَنهِضُ الوادي صَباحَ مَساءَ”
ورُبَّ قول..أنفذُ مِنْ صَوْل