الجمعة - 19 ابريل 2024

شعار( صنع في العراق)..نريده واقعا

منذ 4 سنوات
الجمعة - 19 ابريل 2024



عبد الزهرة البياتي ||

شيء مفرح حقا ان يكون اول تعليق لوزير الصناعة والمعادن( منهل عزيز) في الحكومة الجديدة التي يراسها السيد مصطفى الكاظمي في اول يوم تطأ فيه قدماه اعتاب الوزارة ان شعار( صنع في العراق) سيكون على راس الاولويات..فالعراقي تواق لعودة صناعته الوطنية الى سابق عهدها حيث المنتج المحلي الذي يسد الحاجة لاسيما في مجال الصناعات الاستراتيجية كالاسمنت والبتروكيماويات والطابوق والاغذية والقائمة تطول بالمفردات لكن رفع الشعار الذهبي هذا شيء وواقع الحال شيء اخر واذكر جيدا ان وزيرين سبقا ان توليا حقيبة وزارة الصناعة لبعض من الوقت وهما محمد صاحب الدراجي ومحمد شياع السوداني وان الاول رفع شعار ( صنع في العراق) لكنهما اعترفا صراحة وعلى رؤوس الاشهاد بانهما اصطدما بقوى خفية ضاغطة او ماتسمى اصطلاحا ب( الدولة العميقة) حالت دون تحقيق ما ارادا..لان الدولة العميقة( منعولة الوالدين) لاتريد نهوضا ولاانتعاشا ولا تعاف بأي مستوى من المستويات في مجال الصناعة الوطنية بقطاعاتها العام والخاص والمختلط..وهذا يفسر لماذا ظلت الاحلام محفوظة في صندوق من جام؟!
لقد تعرضت البنى التحتية للصناعة الوطنية في البلاد الى اكبر نكسة مابعد عام (٢٠٠٣) حيث تعرضت العشرات بل المئات من المصانع والمعامل والمنشات للتدمير الشامل المقصود والممنهج ثم جاء دور الدولة العميقة لتجهز على ماتبقى ( لتكمل السبحة) ..نعم هناك اياد خفية لعبت دورا تخريبا في تعطيل نهوض صناعتنا لكن لابطل لحد الان يشير اليها بالابهام او يضع في وجوهها السخام ناهيك بان الحكومات السابقة لم تتوافر عندها الارادة الحقيقية للنهوض بالصناعة الوطنية و( انطتها الاذن الطرشه) لكن بالمقابل لايجوز الاستسلام والجلوس على التل بينما صناعتنا ميته سريريا وعليه لابد من رجال مخلصون وطنيون اشداء قادرون على التصدي لكل محاولات التعويق ولابد اذن من ترجمة شعار ( صنع في العراق) الى واقع ملموس لان تطبيقه يعني دوران عجلة الصناعة من جديد وتشغيل الالاف بل الملايين من الايدي العاملة وامتصاص البطالة لاسيما ونحن مقبلون على سنين عجافا تحتاج الى الف نبي يوسف وان تطبيق الشعار ياكل الشطار يعني توفير مليارات الدولارات لخزينة الدولة بدلا من ذهابها للاستيراد من ضمنها البطيخ والرشاد!!
املنا ان يحقق وزير الصناعة والمعادن شعار( صنع في العراق) فعلا وعندها سنصفق له من الاعماق..ولاننسى ان الاعمال بالنيات
ــــــــــــــ