الجمعة - 29 مارس 2024

الى أين سيأخذ خاشقي السعودية؟!

منذ 5 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024

بسبب تهور بن سلمان وقلة خبرته وجشعه وطغيانه فقد ادخل السعودية في مخاطر وجودية كثيرة بدءا من حرب اليمن وليس انتهاءا بجريمة اغتيال خاشقچي.

ونحاول ان نلقي الضوء ها هنا على تداعيات مقتل خاشقچي داخل المملكة وما يمكن ان يترتب على ذلك من اختلاف وضعف وتشرذم داخل البيت السعودي.

اوقعت جريمة خاشقچي التحالف بين واشنطن والرياض في مأزق كبير جدا

ترامب طلب من السعودية المحافظة على اسعار النفط منخفضة وهذا يعني خسائر اضافية على الميزانية السعودية المنهكة.

ترامب يعرف ان ايا من ال سعود في مكان بن سلمان لن يتردد في تلبية كل الطلبات الامريكية ، ولذلك فانه يمكن ان يستبدل بن سلمان في حال تردده في تنفيذ هذه الطلبات

فترامب حريص جدا على المال السعودي ، واسرائيل تعول كثيرا على بن سلمان في قصة التطبيع وانهاء القضية الفلسطينية ولذلك فان الانتهاء من قصة خاشقچي سيكون مكلفا لكل الاطراف.

قتل خاشقجي سيجعل حكم ال سعود في مهب الريح ، لانه بالرغم من دعم ترامب ونتنياهو لمحمد بن سلمان ، يجب ان نتنبه ايضا الى ان احمد بن عبد العزيز الذي يحمل لواء المعارضة ومرشح تركيا لخلافة الملك سلمان وبدعم تركيا وبريطانيا التي تحاول ان تحصل على حصتها من البقرة السعودية لن يسكتوا على محاولات التشبث ببن سلمان في الحكم

فضلا عن ذلك فان نفاذ المال السعودي سيؤدي الى نقمة من تبقى من ال سعود الى جانب بن سلمان ،

وقد بدا واضحا ان المعارضة لحكم محمد بن سلمان تتسع بصورة متسارعة.

الان وبعد ان اعترف ترامب تحت ضغط الادلة المعلنة والتأثير الاعلامي بأن محمد بن سلمان كان يعلم بخطة قتل خاشقچي على الارجح ، وبعد ان اصبح من الواضح ان الادارة الامريكية متمسكة ببن سلمان وان اسرائيل بحاجة لهذا السفيه

ماذا نتوقع في قابل الايام ؟؟!

دعنا نتحدث عن ترامب وطريقة تفكيره ، فالرجل لا يفهم سوى لغة المال ، ولئن كان بن سلمان قد اوقعه في احراج كبير فان ترامب في المقابل لن يفوت هذه الفرصة بدون ارباح

ولذلك نتوقع ان يطلب ترامب لقاء ابقاء بن سلمان في منصبه والمحافظة على كرسيه ان يدفع اضعاف ما تم دفعه سابقا

فترامب اساسا كان يطلب وقبل قصة خاشقچي 75% من حصة ارامكو ، بمعنى ثلاثة ارباع النفط السعودي فماذا سيبقى للعائلة السعودية والشعب الحجازي

وسيطلب فضلا عن ذلك كل الاحتياطيات المالية للسعودية في البنوك الامريكية .

الخلاصة اننا سنشهد بعد بضعة اشهر بلدا يعيش على الكفاف ولا يملك اي قوة اقتصادية او رفاه اجتماعي ، وهذا يعني تراجع تأثير السعودية في الشأن الاقليمي والعالمي.

اسرائيل من جانبها ستستثمر هذه الجريمة لابتزاز بن سلمان وطرح فكرة اعلان العلاقات مع اسرائيل

هذه العلاقات التي بقيت سرية لعقود ، لكن اسرائيل اليوم بحاجة ماسة لاعلانها ولن تجد قيادة سعودية اكثر تسليما من بن سلمان لغرض اعلانها

هنالك عامل اخر مهم في قضية خاشقچي وهو ان الاعلام الامريكي الذي يعتبر امبراطورية بحد ذاته ، قد اصبح طرفا في القضية لان خاشقچي اصبح احد كتاب الواشنطن بوست احد اشهر الصحف في العالم.

فضلا عن كون الجريمة وقعت في بلد ثالث وهو تركيا مما اضاف عليها بعدا اعلاميا اخر ، وسنعرف تعقيد القصة لو علمنا ان هنالك صراعا على زعامة العالم السني ما بين تركيا والسعودية.

ولذلك فمن نافلة القول الاشارة الى ان تركيا ستستخدم ورقة خاشقچي لاضعاف السعودية وتقديم نفسها كبديل عنه للجمهور السني في العالم.

وقد ظهرت اشارات كثر بعد مقتل خاشقجي عن قرب هذا الاعلان.