الجمعة - 29 مارس 2024

الكاظمي بين الزناد والقادح ..!؟

منذ 4 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


صـبـاح زنـگنـة ||

في الفترة السابق كان اكثر ما ولّد القلق في المجمع العراقي هو الغموض السائد والسؤال الحائر بين اجوبة منفلته: “الى من يميل الكاظمي”؟.. هل هو نتاج امريكي ام صناعة ايرانية ؟ ام هو نتاج بين الضاغط على الزناد و المستفيد من نتاج القادح؟ وهل سيكون له دور في انهاء الخلاف في المنطقة والخليج ؟.
هناك من يعتقد ان إيران ساهمت في تشكيل حكومة الكاظمي, بدليل ان ايران اول المهنئين لحكومة الكاظمي عبرتغريدة لـ ايرج مسجدي سفير ايران لدى العراق وادلة سياسية اخرى تساق من بينها التنازلات التي اعطتها الكتل الشيعية وحالة الانبطاح الملفت !!
إيران بيّنت انها عملت الكثير لإنقاذ القوى الشيعية في العراق, إلّا أنّ رغبات البعض أفشلت جهدها في هذا الاطار .. فهل هو فشل شيعي ام تكتيك ايراني في معركة دبلوماسية خطيرة مع الولايات المتحدة؟
او لربما يوعزون ان الرضا الايراني لحكومة الكاظمي كان واضحا عند زيارة رئيس المجلس الأعلى للامن القومي الإيراني الى رئيس المخابرات العراقي والمرشح الثانوي لرئاسة الحكومة “مصطفى الكاظمي” ببغداد قبل شهرين من تنصيبه عندما ابلغ شمخاني “رغبة بلادهه في تشكيل حكومة عراقية قوية وفاعل”،علما ان الزيارة جاءت في وقت كانت فيه الاضواء مسلطة على مرشح كتلة النصر عدنان الزرفي من انه هو من سيحظى بالتكليف وليس الكاظمي!.
اللافت في الامر ان سياسة امريكا كانت واضحة عندما شددت الضغط باتجاه اختيار شخصية مدنية كالكاظمي ، وكانت الرسالة المسربة ( واضحة المعالم )والتي نفتها السفارة الامريكية لاحقا كانت ملئية بالتهديدات والوعيد عندما قالت على لسان سفير الولايات المتحدة في العراق : ” كأصدقائكم وشركائكم في السنوات الـ 17 الماضية ، نشعر بقلق بالغ من أن العواقب على العراق كدولة وعلى الشعب العراقي ستكون مدمرة إذا لم تتم الموافقة على حكومة السيد مصطفى الكاظمي. إذا تم تشكيل الحكومة فسوف نبذل قصارى جهدنا لمساعدة العراق على مواجهة المشاكل المقبلة. ” !!
على الرغم من السفارة الامريكية نفت الرسالة الا ان الكواليس كانت حبلى بالتهديدات الامريكية للاحزاب الشيعية للموافقه على المرشح المدني الجديد .
نيويورك تايمز رأت : ان الكاظمي المدعوم أمريكيا هو الحل الراهن لإيران ويمكن ان يكون قاسيا مع الولايات المتحدة وان يحصل على المزيد منها للعراق .
وولي العهد السعودي في اتصال هاتفي مع الكاظمي اول من وجه له دعوة لزياره المملكة ويقول ( ان بإمكان العراق ان يلعب دورا في تقريب وجهات النظر بين دول المنطقة ).
من هنا يتضح ممن الضاغط ومن المستفيد من حكومة الكاظمي !؟
ايران ترى بأنها تعمل باستراتيجية ثابتة و صريحة تجاه العراق و المنطقة غير قابلة للتغيير اذا ما تغير رئيس الجمهورية ،على خلاف ماهو عليه حال الولايات المتحدة حيث تعتمد ايران سياسة الاحتواء الذكي والولايات المتحدة تستخدم التصادم العنيف !
الواقع السياسي والمجتمعي في العراق اصبح جزءً من المشاكل العالقة بين امريكا وايران هذا امر طبيعي نتيجة صراع الارادات في منطقة النفوذ .
فالكاظمي يمكن ان يستبدل الوجود الامريكي المقلق في العراق بـ حلف الناتو وعندها سيكون قد ارضى ايران من دون ان يسخط امريكا !، وممكن ان نشهد تغيرات بالموقف الأمريكي اتجاه العراق فيما يرتبط بالعقوبات المفروضة على ايران وتخفيفها من اجل دعم الكاظمي.
هناك من يعتقد ان المكلف أمريكيا يبحث عن علاقة مع ايران أهو افضل بكثير من ايراني يبحث عن علاقة مع امريكا للخروج من مأزق الصراعات الحاصلة فهو يعتقد ان ايران في الخيار الأول لن تتحول الى دولة معادية للعراق كما فعلت كثير من دول جوار العراق او بعض الدول الخليجية ذات العقلية الطائفية ، فالعلاقات مع ايران ممكن لتقويتها والتدخل بينها وبين امريكا لكسب ود ايران لصالحه العراق دون ان تشعر الولايات المتحدة بالخسارة
والمفارقة الغريبة ربما الشيء الوحيد الذي تحقق هو “تغيير رئيس وزراء قريب من إيران الى رئيس وزراء أبعد منها أوقرب الى الولايات المتحدة ، فطالما ركّزت الشعارات التي رفعها وصدح بها المتظاهرون بشكل لافت منذ انطلاق تظاهراتهم على رفض التدخل الإيراني! من دون الاشارة الواضحة الى التدخل الامريكي ، وقد أشار استطلاع للرأي الى أن نسبة الشعارات التي رفعها المتظاهرون ضد إيران أكثر من 80% بينما كانت 20% منها ضد أمريكا” !!.
بعيدا عن الاسباب وقريبا من النتائج فانه من المتوقع ان الكاظمي سيستثمر علاقاته مع دول الخليج للتهدئة بينهم وبين ايران مستقبلا وتحديدا مع السعودية وبخاصة ان المؤشرات تقول ان قبول الايران بالكاظمي كمرشح للعراق جاء بصفقة مفادها تفاصيلها قيام امريكا بسحب قواتها التي ارسلتها الى السعودية لحماية مصالحها ومصالح حلفائها، بذريعة التوترات التي حصلت بين واشنطن والرياض، على خلفية الاضطرابات التي شهدتها أسواق الطاقة العالمية نتيجة قرار السعودية برفع مستوى انتاج النفط والذي اضر بالاقتصاد الامريكي بشكل صارخ .
وهي في الحقيقة صفقة ذكية جردت السعودية من قوتها امام ايران الذي يحمل من القوة الشيء الكثير وايضا فلتت امريكا من عبء الانفاق العسكري الحاصل لا سيما الانفاقات العسكرية اصابتها الشلل بعد الانهيار الكبير في اسعار النفط بسبب السياسة العجولة للسعودية ، فتكون حكومة الكاظمي مستقبلا حبل الوصل لتمكين التقارب بين الخليج وايران وتحقيق المصلحة العراقية من خلال قلع فتيل التوتر هذا اذا سمح الشركاء في الداخل ان تجري الامور بانسيابية المرسوم لها ما لم يدخل داعش على الخط بعملية نوعية تقابلها تظاهرات منفلتة استاءت من الحظر الحجر المنزلي والبطالة وعدم وجود مورد مالي تغير المعادلة وتضرب حكومة الكاظمي بنفس القاضية التي اسقطت حكومة عبد المهدي !