الخميس - 28 مارس 2024

الدين الحقيقي واضح

منذ 4 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024



رضا جوني الخالدي ||

الدين المزيف يسيطر دائماً على سياسات العالم،
التزوير في الدين هو ايهام الناس بأن الجنة هي مثواهم، وكل ما يحدث الآن هي مشيئة الله ، والبلاء الموجود، يُضاعف لكم الحسنات ويدخلكم الجنة، يبعدون الأنسان عن التفكير بأرادته وحقوقه ودرايته، تحت مسمى الدين، وهذه الطبقة الدينية المزيفة دائماً ما تتنعم بالخيرات وتعيش على جهل الناس وخداعهم، هذه الطبقة تهاب يقضة الناس، لان ذلك يعني افلاسهم من النعم التي ينعمون بها.
عندما نتعمق أكثر في الشرك الخفي، نجده متستر بالباس الدين والتقوى، لانّهم لم يجدوا غير ذلك سبيلاً، هذا الشرك كان موجوداً في زمن نبي الله موسى، ذكره علي شريعتي ايضاً ،عندما حارب عبدة الأوثان والطاغوت، وبلعم بن باعورا عندما فشل في محاربة النبي موسى، دخل على شكل الحاخامات تحت زي التوحيد، والفريسين الذين قتلوا عيسى، تواطؤا مع اعداء نبي الله عيسى، حتى في رسالة رسول الله محمد عندما حارب الشرك الجلي، لم يتمكن الأمام علي من الأنتصار عليهم، لأنّهم دخلوا تحت زي دين التوحيد، وبنوا المساجد وعلقوا القرآن، وكان من الصعب على الأمام علي مجابهتهم.
لذلك لم يخطأ الفلاسفة والمفكرين في قول الدين أفيون الشعوب، لانه فعلاً مُخدر للشعوب، ويسّلب الناس تفكيرهم ومحاولة البقاء على جهلهم، هذه حقيقة لا يمكن أنكارها، والتستر عليها، لأن وضع المفكرين والعلماء هو دراسة تاريخ الأديان فكل الأديان كانت أفيون للشعوب ومخدراً كامل لهم،
لأنّهم لم يصرفوا النظر في معرفة الدين الحقيقي، كانوا يرون ما يُسّجل التاربخ من هيمنة رجال الدين على البسطاء.
العجيب في الأمر ان هذا الدين لم ينتهي الى اليوم، وبقي مسيطر على كثير من الناس، فقط يرتدي الزي الديني، ويوهم الناس بالدين ويبقى هو متنعم بالخيرات الدنيوية، ويصرف الناس عن التفكير بحقوقهم، ويحصّر الناس فقط بالرضا بالجنة وعدم المطالبة بحقوقهم الدنيوية الذي كفلها الله في القرآن الكريم.
من هنا نستنتج بأن الناس على حق عندما تقول اهل الدين كاذبين، ويمقتون الزي الديني، حتى وأن كان ذلك دين حقيقي عند أهل الدين، لأنّهم فقدوا الصدق في الدين، بسبب المتسترين به، وهذه كارثة من الصعب أرجاعهم لمعرفة الدين الحقّ، لأنهم وعلى مر العصور يعانون من الظلم سواء كان من رجال الدين أو من غيرهم.
لذلك ومن هذا المنطلق، تقع المسؤولية على المفكرين والعلماء لتوضيح الدين أكثر ونشر المعرفة والدراية عند الناس، وأيقاض درايتهم الفردية والمجتمعية، نعلم بصعوبتها، لكنها مسؤولية تقع على عاتق العلماء، يّعزُ علينا أن نرى الناس ، يسبون ويشتمون رجال الدين ويتشائمون عند السماع برجل الدين، الشعور بالمسؤولية واجب على كل عارفاً بالدين، ليس شرطاً أن يكون عالماً أو مفكراً، طفح الكيل ولابد من مواجهة دين التزييف، وخرط لباسه المزيف، وبيان رسالة الدين الحقيقي.
كتبت هذا المقال ليس فكرتي هذه فقط بل هي ظاهرة انتشرت كالنار في الهشيم، وأصبح اكتشاف رجل الدين المزيف من رجل الدين الحقيقي، وهذه مهمتنا للفصل بينهم رغم صعوبتها، وعلى الناس أن تُفكّر جيداً لتستطيع ابراز من هو سيء ومن هو جيد، وأن لا ينجروا خلف الأعلام المقرض، الذي يريد بذلك الأطاحة بدييننا الحنيف.