الثلاثاء - 16 ابريل 2024

شيبة من الحشد الشعبي

منذ 4 سنوات
الثلاثاء - 16 ابريل 2024

مشاهدة المقالة



حيدر السعيدي ||

لم يكتف ( ابو باسم ) بشهداء مدينته مدينة التابعي البطل سعيد بن جبير، وماقدمته مدينة الحي في واسط من قوافل الشهداء لاسقاط اعتى طاغية المجرم صدام .
فما ان تبسم ثغر النجف الاشرف بفتوى الجهاد حتى اعلن ( ابو باسم ) اخلاء مسؤوليته مؤقتا عن سدانة مقام (السيد العگار)، ليلتحق بالحشد الشعبي مرتديا بدلة العز وجلباب الكرامة .
ابو باسم الرجل الکبیر المسن الذي جمعنی به احتفال تکریم الابطال المجاهدین من سرایا الحشد الشعبي ، یقول لي : کلنا فداء للامام الحسین ، قلت له : حاج ايها البطل دعني اقبل هذه اللحية البيضاء وفيما كنت اقبل لحية الحاج المجاهد ابو باسم، رأيت احد قيادات الحشد يكفكف الدموع بمنديله ، حينما عدت الى مكاني بين الحضور همس ذلك القائد في اذني : لو تعرف كم تناثر من لؤلؤ العيون الغائرة من هذا الحاج على هذه الشيبة العظيمة لفراق ابنه الشهيد في جرف النصر، التي كانت تسمى جرف الصخر وفعلا كانت صخورها عصية على خطط الامريكان وقوات الاحتلال الاخرى ولكنها تهاوت تحت ضربات الفاتحين في عمليات الحشد الشعبي التي خُتمت بهذه المدينة لتبدأ عمليات اخرى ومناطق جديدة للفتح والنصر الحاسم والظفر المؤزر، فسألته هل كان ابنه في الجيش ام في الحشد الشعبي ؟ فقال لي : كان مع ابيه في الحشد .
ولم يمهلني في الكلام ليضيف ان هذا المجاهد على كبر سنه ورغم شديد مصابه بابنه الشاب، بقي اسبوعا واحدا فقط في بيته يستقبل المعزين باستشهاد مهجة الروح .
اي نفوس يحمل هؤلاء المجاهدون الرساليون واي نوع من الرجال الاشداء هم وبأي جبال من صبر سيدهم الحسين يتمترسون ؟ لم يمض سوى اسبوع واحد على استشهاد ابنه فلذة الكبد وريحانة الفؤاد وثمرة القلب، فحزم ابو الشهيد امتعته ليعود الى ساحات الجهاد، وهو يردد مقاطع مقتبسة من زيارة عاشوراء :
( اللهم احشرني وولدي مع الحسين واصحاب الحسين الذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السلام )
ــــــــــــــــــ