الجمعة - 29 مارس 2024

نقطة نظام.. يوم ظلة آخر في العراق

منذ 4 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024



سمارا ||

بمناسبة الحر القائض الذي يمر على بلدنا العراق ويعيشه اهلنا العراقيون والذي تقارب درجاته لدرجة الغليان فوق ال 50 درجة مئوية خصوصا مع مؤامرة ملف الكهرباء الذي يتحكم به الاحتلال الصهيوامريكي علينا ان نتذكر قصة قوم نبي الله شعيبا عليه السلام الذي عانى ما عانى معهم وهو يدعوهم لعبادة الله والصدق بالميزان وان لا يبخسوا الناس اشياءهم لكنهم طغوا وتمردوا وتهكموا واستهزؤا بنبيهم الذي يريد لهم الخير والصلاح والنجاة وصاروا يحاربوه ويستهزوا به وهو نبي مرسل من عند الله فغضب الله عليهم و عذبهم بما يعرف بيوم الظلة حيث سلط الله عليهم سموما حارة جافة قاسية لاهبة تثبت الروايات انها كانت احد سموم جهنم فطافت بهم سبعة أيام حتى انضجت قوم شعيب حرا …
فحميت بيوتهم وغلت مياههم في الابار والعيون !! فخرجوا هاربين من بيوتهم والسموم معهم فسلط الله عليهم الشمس مباشرة فوق رؤوسهم فغشيتهم !! ثم سلط الله عليهم الرمضاء من تحت ارجلهم حتى تساقطت لحوم أرجلهم من شدة الحر !!
ثم نشأت لهم ظلة كالسحاب السوداء فلما رآوها ظلة كالسحاب السوداء ، ابتدورها يستغيثون بظلها ، فوجدوا لها بردا ولذة فلما تجمعوا جميعهم تحتها أطبقت عليهم وأمطرت عليهم نارا فهلكوا جميعا ونجى الله شعيبا والذين امنوا معه .
ان الله سبحانه وضع القرآن كدستور للبشر اجمع والقصص التي ذكرت فيه لم تذكر للمتعة او للقراءة فقط او ان نمر عليها مرور الكرام إنما ذكرت و وجدت للعبرة و الاعتبار و اخذ النصيحة و عدم تكرار اخطاء الغير ممن سبقنا…
ان قصة قوم شعيب عليه السلام فيها عبرة لنا نحن كعراقيين بالذات لأن اغلبنا خرج عن ملته و دينه و عقيدته و فينا من توجه لما يسمى بالعلمانية و الشيوعية وحتى الالحاد و فينا من بقي مسلما بالإسم فقط . فنسينا جميع مبادئنا و انسلخنا عن ديننا وعن عقيدتنا فصرنا نهاجم رجال الدين و نهاجم مراجعنا بمناسبة وبلا مناسبة ..
وهذا كان واضحا خاصة في احداث ما يطلق عليها بثورة تشرين فمن كان في خيام ثورة تشرين جميعهم عراقيون ولم يكونوا من جنسيات او دول أخرى وان تدخلت بالقضية دول اخرى…
فهاجمنا قادتنا و شهداءنا الذين ضحوا لأجلنا و لاجل الدين و الوطن و المقدسات و حرقنا مؤسساتنا وسقطنا بعضنا بعضا بل وحتى قتلنا بعضنا بعضا و جاهرنا بالقتل كما حدث مع الطفل ميثم البطاط الذي علقت جثته في ساحة الوثبة امام جموع و مرآى الناس دون أن ينطق احد منهم ببنت شفة بل إن اغلبهم كان فرحا وعبر عن ذلك بأخذ صور السيلفي مع الجسد المعلق … وجميعنا يعلم أن الضرب بالميت حرام ثم حرام فصرنا نجاهر بالفساد و الالحاد ورضينا الا ما رحم ربي برفع اعلام المثلية و تنكيس اعلام الحق و انسلخنا عن قيمنا بل و حتى عن عشائرنا ومضايفنا و دواوينا العامرة بالتربية العشائرية الزاخرة بالادب و الشعر وتنمية الرجولة و الغيرة والمروءة والحمية والفروسية.
وصرنا نبحث عن حياة المدنية والاختلاط التي تنشأ اجيال الجراوة و المتموعين المستخنين بحجة التطور فكل ما يمر به العراق حاليا من أمور خارجة عن إرادة وامكانيات تحكم الإنسان والتي تعود للطبيعة خصوصا هذه الأيام من ارتفاع بدرجات الحرارة التي تصل لدرجة الغليان فوق ال 50 درجة مئوية خاصة بالمحافظات الجنوبية وهزات أرضية وزلازل وتخسفات و حمم نارية في النجف الاشرف ومرض ووباء شديد لا علاج له حصد أرواح الكثير من الاهل والاحبة.
القحط والغلاء و امتناع الارض عن الزرع وامتناع السماء عن الغيم والمطر وحالات الولادة المشوهة وكثرة حالات الطلاق وتسلط سياسيي الصدفة وسراق المال العام وتسلط الأعداء و الاحتلال والمؤامرات وغيرها من العلامات الاخرى ما حدثت إلا بما كسبت ايدي الناس بعد أن نشروا الفساد والظلم والجور وهتك الاعراض والامتناع عن الامر بالمعروف و النهي عن المنكر والامتناع عن أعمال الخير وقطع سبيل المعروف وكف الاذى.
السكوت على انتشار المثلية والانحلال الأخلاقي وشيوع الشذوذ الجنسي والإعلان عن تغيير الجنس و الإلحاد والغفلة والابتعاد عن العبادات واستباحة المحرمات فانتشر اغتصاب الأطفال و الزنا بالمحارم وبان الفقر القتل واستباحة الدماء والتفكك الأسري والعقوق التوحد وتبرأ الاخ من أخيه والأمراض والعقد النفسية والكسب الحرام والربا والتبرج والتمكيج النسائي والرجالي فكثرت الكوارث وتوقفت القناعة زاد السعي وراء السلطة والمال والنجومية والازياء الموديلات والماركات.
فتجاوزنا حدود الله بكشف حياة و اسرار البيوت عبر المواقع الالكترونية فظهرت العجائب ووقعت الكوارث وعمت الفوضى و الامراض والاوبئة . وجميع تلك الأحداث و الحوادث ما هي إلا رسائل تنويه وتنبيه من عند الله وعلينا الانتباه لها والعودة لله و التوقف عما نحن ماضون به و إلا سيقع علينا غضب الله والعياذ بالله وسيحل بنا يوم ظلة أخر (نستجير بالله) كما حل بقوم شعيب عليه السلام .
والسلام …