الجمعة - 29 مارس 2024

الشعائر الحسينية..وانتصارها على جائحة كورونا

منذ 4 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


السيد محمد الطالقاني ||


ان الشعائر الحسينية مزيج بين الفكر الثوري للامام الحسين عليه السلام, والعاطفة الجياشة الحماسية, حيث ان الفكر لوحده لا يكفي لتكون الروح الثورية عند الامة, الا اذا مزج بالمأساة والعاطفة.
ولهذا نجد الشعائر الحسينية تستقطب أعدادا كبيرة من البشر, ولها القدرة العالية على تهديد عروش الجبابرة وفضح الأساليب المعيبة التي يرتكبها الطغاة سرّا وعلنا، وتضع أمامهم مصائرهم التي لا يُحمَد عقباها.
ومن هنا نشا الحقد على الشعائر من قبل السلطات الجائرة , فقد عمل حكام الجور على منعها ومحاربتها , وذلك بسبب كشفها زيف الحكام وتوضيح الحقائق للأمة، وجعل الامة على دراية من الأمر.
ومن اصعب الفترات التي مرت بها الشعائر الحسينية , هي فترة المتوكل العباسي حيث شهدت قطع ارجل ورؤوس زوار ابي عبد الله الحسين عليه السلام , ومن ثم اعلن السلاجقة الحرب على الشعائر الحسينية , لياتي العثمانيون بعدهم وأصدروا اوامرهم بمنع هذه الشعائر , الى ان وصل الامر الى النظام البعث المجرم هو الاخر لم يتعض ممن سبقوه من الطغاة في محاربتهم الشعائر الحسينية , فهاجر الملايين من ابناء العراق هربا من بطش النظام البعثي الكافر حتى نشروا الشعائر الحسينة في كل بقاع العالم وفي عقر دار الاستكبار العالمي.
واليوم عندما اصيب العالم بجائحة كورونا سخر الاستكبار كل جيوشه الالكترونية من اجل عدم اقامة الشعائر الحسينية بحجة انتشار الوباء .
ولكن الطغاة تريد شيء والله يريد شيء اخر, حيث جاء صوت المرجعية الدينية العليا في النجف بضرورة اقامة الشعائر رغم الجائحة وفق الضوابط الطبية مع توسيع دائرة الشعائر هذا العام بشكل اوسع لتشمل الفضاء الإلكتروني حيث اوصت بالإكثار من بثّ المجالس الحسينية النافعة على الهواء مباشرة عبر المحطات التلفزيونية وتطبيقات الانترنيت، وعلى المراكز والمؤسسات الدينية والثقافية أن تنسق مع الخطباء الجيدين والرواديد المُجيدين بهذا الصدد وأن تحشد وتحثّ المؤمنين على الاستماع اليهم والتفاعل معهم وهم في أماكن سكنهم أو ما بحكمها. وبذا تكون دائرة الشعائر الحسينية قد توسعت على نطاق اوسع عالميا ولم تحصر محليا فقط , لتصبح شوكة في عين الاستكبار العالمي ونهجا لكل الاحرار في العالم وامتدادا لثورة الامام الحسين عليه السلام, فثورته خالدة بخلود هذه الشعائر المقدسة.