الخميس - 28 مارس 2024

قبسات من ثورة الإمام الحسين عليه السلام…

منذ 4 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


المحامي عباس كاطع الموسوي||

لماذا الإمام الحسين اتخذ الكوفة انطلاق ثورته
……. …. …………..
كنا نعتقد أن الإمام اتخذ الكوفة فقط انطلاقا لثورته وهذا غير صحيح بل اتخذ معظم العراق لنهضته وخاصة الكوفة والبصرة وان أسباب اتخاذه الكوفة بوابة الخلود هي اولا ان اهل الكوفة كتبوا له أن أقدم يابنت رسول الله فإن الثمار قد اينعت فارسل لهم رسل ثلاثه جميعهم قتلوا ومنهم مسلم بن عقيل عليه السلام.
وكذلك أن الحسين عليه السلام كتب إلى أهل البصره وخص بمراسلاته إشراف أهل البصره منهم الاشعث بن قيس قائلا لهم إن السنة قد ماتت والبدعه اينعت فبما انه كتب للبصره والكوفه فقد جعلهما ضمن نطاق حركته التاليه ولكنه خص الكوفه نطاق تحركه الاساسي لانهم كما قلنا كتبوا للحسين بكتب وهذه الكتب أصبحت حجه على الحسين وان التاريخ يحاسبه أن امتنع عن الاستجابه لهم.
ثانيا أن أهل الكوفة كانوا مركز التشيع وان ولاة الكوفة كانوا من الموالين للتشريع منذ انطلاق الدولة الاسلاميه كسلمان المحمدي وحبيب ابن مظاهر فالكوفه مهد التشيع إضافة إلى أن الكوفة لها حضارة عميقه تضرب عمقها في التاريخ وان الأنبياء مروا بها وكانت أرض الكوفة مراقد للأنبياء كادم ونوح عليهما السلام ضجعي أمير المؤمنين علي عليه السلام والأمر الثالث أن الكوفة فيها من التنوع البشري من خلال تنوع عشائرها.
وعندما اتخذها الإمام علي عليه السلام عاصمته بدأت الأقلام تجرح بالكوفه فلا بد أن نميز بين الكوفة من حيث اصلا ء أهل الكوفة وبين دخلاد أهل الكوفة وان أهل الكوفة الاصلاء يمتازون بالوعي السياسي لما يمتلكون من وعي كبير من خلال تاريخها الكبير وهو بارعون بكل صنعه وحرفه أن الوعي السياسي والفكري هي من الشهرة للكوفين وهذا سبب كبير في اتخاذ أمير المؤمنين عاصمة له .
وهناك ناحية كبيره للكوفه وهي الناحية الجغرافي لها جعلتها مركز لمرور الرحل وأهل التجارة والاقتصاد لذلك كانت مهد للتسوق والبيع والشراء إضافة لمرور الأنبياء لها وخاصة نبي الله إبراهيم وكذلك أن الكوفة بلد زراعي وكانت لها خراج كبير حتى أنها أكبر من خراج اليمن وكان الإمام الحسين عليه السلام عندما سأل لماذا الكوفة اتخذتها انطلاقة لثورتك أجاب أن الكوفة منبع الرجال والمال ولو أن الحسين قد سيطر على الكوفة فهي بوابة السيطرة على البصرة وعندما يسيطر الإمام عليهما فإن ذلك سوف يجعل انهيار دولة بني اميه حتميا.
وكانت الكوفة تمتلك الحماية العسكريه وما مسجد الكوفة الا شاهد تاريخي يعزز هذا الرأي فهو حصن حصين ومن خلال تاريخها وتعاقب الولاة عليها واهتمامه بها جعلها حصنا لهم إضافة أن الكوفة تمتاز بالتنوع السكاني الذي يجعل من هذا الأمر مهم في النهضة لاختلاف وتنوع العشائر وكذلك كانت الكوفة فيها خلص الشيعه الذين هم ملاذا وقوة للحسين لأنهم كانوا موالين لأهل البيت.
والدليل على ذلك أن بعد مقتل الإمام الحسين عليه السلام كانت الكوفة مصدر للثورات ومنها ثورة التوابين وثورة زيد بن علي عليه السلام وغيرها وان الدولة الأموية سقطت بشعار يالثارات الحسين وهناك أمر آخر أن المدينه التي كانت تحمل بذرات النهوض في كل تاريخ الثورات وامتد ذلك إلى التاريخ الحديث وما ثورة العشرين والفتوي الجهاديه للمرجع الأعلى ضد داعش الا دليلان على مكانة الكوفه في التاريخ.
إضافة إلى أن الحسين عليه السلام أراد من الكوفة منطلقا لكل الأحرار في العالم وكان يدرك أن أهل العراق نبع لثورته وانطلاق مشع لكل العالم والمورخون يذكرون إذا أردت أن تنهض أهل الكوفة فما عليك إلا المنادات بالشعار يالثارات الحسين عليه السلام وكان الحسين عليه السلام كان يقول والله لو خيروني بين ترقد بين شواطي الفرات أو الكعبه لاخترت شواطئ الفرات لذلك أن العالم أدرك مؤخرا صحة اتخاذ الحسين الكوفة انطلاقا لثورته.
وكيف نرى الان ان اهل الكوفة وأهل العراق نموذج حيا للولاء العلوي الحسيني وخاصة في مناسبة الأربعين التي أصبحت نموذجا لبقاء ثورة الحسين عليه السلام وهي مصداق للقول كل أرض كربلاء وكل يومَ عاشوراء…..
اما لماذا غير الامام الحسين وجهته من الكوفة لكربلاء فان ذلك يتعلق بامران الامر الاول ان مقتل رسوله مسلم بن عقيل وسيطرة ابن زياد على مقاليد السلطة في الكوفه وزجه خيار وعليين القوم في السجون او تحت المراقبة المتشدده خرفا من ان ابن زياد من نصرتهم للحسين جعل احوال الكوفة تتغير راسا على عقب والامر الثاني محاصرة جيش الحر الرياحي لموكب الإمام الحسين وجعله يبتعد عن الكوفة حتى وصل كربلاء لتكون منطلقا لثورته المباركة الخالدة…. شاء الله ان يراني قتيلا