الجمعة - 29 مارس 2024

عاشوراء والثورة الفكرية

منذ 4 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


كاظم الطائي /النرويج ||

والله لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر منكم فرار العبيد ويقول (ع) الموت أولى من ركوب العار- والعار أولى من دخول النار .
نعيش هذه الايام  ذكرى عاشوراء- ذكرى المدرسة الخالدة – ذكرى
(انتصار الدم على السيف) ذكرى انتصار العزة والكرامة على الظلم – ذكرى استشهاد ابن بنت الرسول الاكرم محمد (ص) وسيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (ع) مع  أهله واصحابه..
ومنذ العاشر من شهر المحرم الحرام عام 61 للهجرة تتكرر ذكرى ملحمة عاشوراء ليعيشها  وينهل منها الاجيال- ويتعلم منها الصدق في التضحية..
حيث قاد القافلة الامام الحسين (ع) وعلى أرض كربلاء وما شهدته تلك الفجيعة المأساوية من قتل وسبي وتعذيب على أهل بيت النبوة.. لتسجل بذلك ملحمة عاشوراء رسالة تخلدت في ذاكرة المضحين ..
وان مسيرة عاشوراء يصفها لنا الإمام الرضا (ع) في حديثه عن محرم وهو يتحدث لابن شبيب : كان أهل الجاهلية يحرمون فيه القتال.. فاستحلت فيه دماؤنا وهُتكت فيه حرمتنا.. وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا وأضرمت النيران في مضاربنا.. وانتهب ما فيها من ثقلنا.. ولم ترع لرسول الله حرمة في أمرنا.. إن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كربٍ وبلاء وأورثنا الكرب والبلاء إلى يوم الانقضاء.
يا بن شبيب إن كنت باكياً لشيء فابك للحسين عليه السلام..
لقد سجلت ملحمة عاشوراء وعلى مر العصور اروع المأثر الانسانية في الجود والايثار والتضحية والشجاعة والعطاء..
ولقد حققت ثورة الحسين (ع) الكثير- واكثر ما تجلى فيها البعد الديني والانساني وحفظ للمبادئ بعد ان حاول اعداء الله التمرد عليها ومحاولة تحريفها.. لولا تدخل لطف الله ليكون الحسين (ع)كبشها.. والذي حارب بثورته الفساد والطغيان المتجذر بشكل لا يصح معه الا القيام !!!..
وهو يقدم أعز ما عنده  ليكون ولده
(علياً الاكبر اول الشهداء) وهو يردد العبارة :لم أخرج أشراً ولا بطراً.. ولا مفسداً ولا ظالماً..
وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي رسول الله (ص) أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر..
وأسير بسيرة جدي وأبي.
وان ملحمة عاشوراء تركت للأجيال الكثير من القيم المعنوية: إذ رسمت لنا المعالم الأساسية التي اعتمدناها  لنبذ الجاهلية.. و اثمرت في تحديدالتمرد و التخلف والعبودية – وأفرزت لنا العناوين القادرة على تحديد الطغاة في كل زمان ومكان.. كذلك ملحمة عاشوراء كانت مصداقاً لرفض الهيمنة والتسلط والاستكبار والاستعباد من قبل القوى المهيمنة والمسيطرة على زمام الأمور العسكرية والاقتصادية والسياسية.
اليوم نرى كيف ان عاشوراء تتجدد عاماً بعد عام- لكن مع اختلاف الزمان والمكان والشخصيات!
 اليوم نرى كيف أن قوى الشر في العالم ومن يمثلها باتت كـ يزيد ابن معاوية عليه لعنة الله.. وهي الاخرى تسيطر بشكل مباشر على مقدرات الشعوب المستضعفة والمغلوب على أمرها..
اليوم نرى كيف تسعى هذه القوى بغطرستها واستكبارها وبأساليب مختلفة محاولة منها اركاع الشعوب التي تنتهج منهج الحسين ابن علي (ع)
فها نحن نرى الشعب العراقي الصامد.. وشوعوب اخرى وهي صابرة تعاني ..
لكونها تسير على نهج الحسين عليه السلام. وهو يعيش نفس المحنة حيث يغرق بالدم ويُقتل على يد طغاة الارض والتي اجمعت على ان تقضي على كل من يحمل المبادئ الاسلامية والمنهج المحمدي العلوي الحسيني.. وليس لدى الشعوب غير ان تقول
كلمتها : الدم لابد وان ينتصر يوما على  السيف ..
نسال الله ان يجعلنا من السائرين على نهج الامام الحسين عليه السلام..
ومن الله التوفيق !