الخميس - 28 مارس 2024

“مزامط” على تويتر

منذ 4 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


حمزة مصطفى||

لحظة الجلوس على الحاسوب أوتصفح التلفون الذكي تنفصل في الغالب الذات عن الموضوع. لحظات تأخذ الواحد منا الى عوالم مدهشة نرى فيها كل شئ ولا نرى شيئا. العالم مفتوح وكذلك الهاتف. الشريحة عبارة عن مكتبة الكونغرس فيها مالذ وطاب من الكتب والمؤلفات من طاليس الى مطلوس. والذاكرة مملوءة صورا بدء من صورة جدك بالأسود والأبيض وهو عائد من حرب “السفربرلك” في تركيا الى ثورة العشرين في العراق وإحتمال “دكة رشيد عالي الكيلاني” الى صورك في السبيعنات عند أرشاك الى آخر صورة لك التقطت في المتنبي بالقرب من تمثاله على نهر دجلة ذات جمعة.
أكتب ماشئت. قل ماشئت. علق على ماشئت. صادق ما شاءت ومن شئت. أزل ماتشاء ومن تشاء من أصدقائك الإفتراضيين وحتى الواقعيين ممن رافقوك في رحلتك من أول مدرسة إبتدائية مازلت تتذكرفيها “راشدي” أستاذ عباس الى آخر أكلة باقلاء بالدهن الحر في حال لم يعلقوا لمدة ثلاثة أيام متتالية على ما تنشره من درر وحكم ومقالات ودراسات وإستذكارات ونكات حتى لو لم تضحك حتى فيل. كيف لا وأنت ملك نفسك. كل العالم طوع أمرك بمن في ذلك ترمب. “شنو الفرق” هو لديه تويتر وأني عندي تويتر. لا أحد افضل من لا أحد.
إستمر في “التمغلج” و”التعيقل” وحتى “البطرنة”. غير ماشئت من صورك. كيف لا وأنت ملك اللايكات التي تبدأ من “منور” للمتعجلين الى “حفظك الله ورعاك” فتتخيل نفسك إنك ربما “ليش لا” أصبحت قائدا ضرورة على مواقع التواصل. الجميع يخطبون ودك. رسائل الإعجاب لاتنقطع. طلبات الصداقة “على أفى من يشيل”. الدخول على الخاص ميزة تتصور إنك وحدك تنفرد بها. تأتيك الصور والعواجل والفيديوهات من كل مكان في كل القارات تطالبك برأي وموقف تتصور إنه لك وحدك و”وحدك ملكت الروح ياأبن العشيرة”.
نعم العشيرة التي سرعان مايأتيك خبرها. دكة أو عركة أو خصام. هذا قتل بزونة ذاك, وذاك دهس زوجة الشيخ, وأبن الشيخ صوب إبن المختار حين كانوا “يتزامطون” على تويتر أيهما يجلب إشعارات أكثر. ليس لديك وقت. نادى منادي العشيرة. لم يعد أمامك سوى أن تتحول بطرفة عين الى طرفة بن العبد “إذا القوم قالوا من فتى خلت أنني دعيت.. فلم أكسل ولم أتردد”. كيف تتردد وأصوات القاذفات وصلت الى أخوة موزة مؤسسي تويتر جاك دورسي, نوح غلاس, بيز ستون. “كلش عيب من بيز ستون”.
لم يعد أمامك سوى أن تنهض لأداء الواجب. لاتويتر ولا فيس بوك بعد اليوم. أمرؤ القيس القائل “لاصحو اليوم ولاخمر غدا” ليس أفضل منك. لاسناب شات اليوم ولا إنستغرام غدا. يابنت العم “كومي أعطيني البارودة” ومعها وصلة غنائية لسميرة توفيق “بالله صبوا هالكهوة وزيدوها هيل”. نعم زيدوها هيل. ففي حروب الأخوة الأعداء لاتنفع في ساحات الوغى سوى القهوة ذات الهيل لا قهوة رضا علوان التي نتناول فيها النسكافى بعد عطوة بين عشيرتين من عشائر الوطن. فكل شئ محسوب. للحب وقت وللموت وقت “على كولة” ريمارك. وزمن الذود عن شرف العشيرة الرفيع الذي دنسته تغريدة.. نعم تغريدة بـ 140 كلمة ..قد حان,وحان معه ذبح خرفان الفصل العشائري. “طز بكيك” مارك زوكربيرغ.