الخميس - 28 مارس 2024

محمد علي الطاهر (1896 – 1974) مثقف ومجاهد واديب من فلسطين

منذ 4 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


سامي جواد كاظم||

محمد علي الطاهر (وكنيته أبو الحسن) هو كاتب، وصحافي فلسطيني، ولد في نابلس عام 1896، وتلقى تعليمه الأساسي فيها. وقد عمل صحافيًا في أكثر من جريدة، منها جريدة فتى العرب التي كانت تصدر في يافا، وجريدة سوريا الجنوبية التي كانت تصدر في القدس. تولى الطاهر مديرية البرق، والبريد في مدينة نابلس، ثم انتقل بعدها إلى القاهرة عام 1920، وقد كان الطاهر من أوائل الصحفيين الذين حذروا من نية الانتداب البريطاني إنشاء دولة يهودية في فلسطين. ولقد توفى الطاهر في بيروت عام 1974
كتب عنه الاستاذ جعفر الخليلي رحمه الله في موسوعته هكذا عرفتهم في الجزء الخامس وقد سلط الضوء على مكانته الجهادية والثقافية والوطنية من جهة وعلى دسائس الصهيونية في ذلك الزمان من جهة اخرى ، هذا الرجل صديق حبيب بورقيبة الرئيس التونسي المرحوم وله علاقات مع اغلب رؤساء الدول العربية واذا تدخل في امر ما فانه يحصل على نتيجته يلبي حاجة اي شخص يقصده يعرفه او لا يعرفه .
مثلا من مواقفه لديه صديق في ابي ظبي احيل على التقاعد وكان مريضا وليس لديه مصدر رزق للعيش وهو يونس بحري فابرق الطاهر الى شيخ زايد يطلب منه حسن الضيافة لهذا الرجل المريض فما كان من الشيخ زايد الا نفذ له المطلوب، جمع الطاهر مبلغا من الليرات لكي يعالج نفسه وهو في اشد الحاجة للمال ولكنه طلب من صديقه زهير مارديني ان يحول هذه الليرات عبر البريد الى صديق مناضل في احدى العواصم العربية وقد اعطى وطنه كل شيء وبخل عليه الوطن بثمن الدواء ، يقصد حكام الوطن .كانت له علاقة بالامير شكيب ارسلان ولهما مواقف وطنية من اجل العروبة والاسلام وابن عمه علي نصوح الطاهر الوزير الاردني وفيما بعد السفير الاردني في طهران يقول كنت انا والدكتور صلاح الدين المنجد والاستاذ جعفر الخليلي في اصفهان ، يقول الخليلي فاهدى لي نصوح كتاب عن عائلتهم فوجدتها مفخرة من مفاخر العرب في كل شيء
ومن اصدقائه الشيخ جلال الحنفي والاديب نظير زيتون، وديع فلسطين، د محمد حسن سلمان، عبد الجليل الراوي، محمد عزمي، توفيق الغصين، المؤرخ جواد بولس والمحامي محسن سليم وغيرهم، الطاهر لايملك تليفونا في بيته وما يربطه بالعالم صندوق بريده المرقم 4888، سنة 1940 سجن من قبل الانكليز بسبب نضاله من اجل القضية الفلسطينية وكان لجريدته الشورى الصدى الواسع من اجل قضيته وكان بورقيبة من المشتركين فيها بل ان بورقيبة عندما يزور بيروت ينزل في بيت الطاهر وليس البيت الرئاسي ضيفا لان الطاهر هو من اوى بورقيبة عند فراره من تونس الى مصر واسكنه في ارقى فنادق القاهرة ( الكونتينتال) وقد عرف الوطنيون مكانه فتوافدوا عليه للاحتفاء به ، وقد قلدت زوجة بورقيبة الطاهر وسام التقدير بحضور الحاج محمد امين الحسيني مفتي فلسطين ورئيس الهيئة العربية العليا .
وحكايته مع المناضل العراقي في المغرب العربي عبد الكريم الخطابي حكاية تدل على شهامة ووطنية الطاهر وفعلا هو طاهر فقد ابرقوا له من عدن بان الخطابي على ظهر سفينة ستمر من السويس ـ تلقى البرقية في منتصف الليل فاسرع الى الملك فاروق لكي يخبره حتى ياخذ الاجراءات اللازمة لضيافة ورعاية الخطابي في القاهرة ولكنه فوجيء بان الملك في سهرة خارج القصر فترك البرقية عند حارسه وبالفعل عند عودته بعد منتصف الليل وقرا البرقية نفذ ما طلبه منه الطاهر .
يجلس الطاهر في مضيفه خلف منضدة اعداد الشاي ويقوم بنفسه عمل وتوزيع الشاي على الضيوف، يقول زهير مارديني سالت العقاد عن سبب التفاف الناس حول الطاهر بالرغم من انه عصبي ويسمعهم كلاما غليظا الا انهم سرعان ما يلتفون حوله اكثر فقال وبالرغم من القطيعة بين العقاد والطاهر فقال العقاد “في هذا الصقر نداء الانسان الفلسطيني …..” ، بورقيبة كان على خلاف مع الثعالبي التونسي وعند وفاته دفن في تونس بدون اهتمام فابرق الطاهر يامر بورقيبة بان يكون لهذا الرجل قبرا مناسبا ونفذ له ذلك الرئيس التونسي
اعتقل الطاهر اربع مرات، وقد كانت معظم أسباب الاعتقال هي بسبب آراءه الصحفية المناهضة للاستعمار. اعتقل أول مرة لمدة سنتين في معتقل الجيزة عام 1915، والمرة الثانية كانت عام 1925، والمرة الثالثة كانت عام 1940، وتمكن الطاهر من الهرب، حتى صدر عفو من وزارة النحاس باشا، والمرة الأخيرة كانت عام 1949 في معتقل هاكستب الشهير في القاهرة.
ــــــــــــ