الجمعة - 29 مارس 2024

سبات غالبية العلماء والمفكرين

منذ 4 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


رضا جوني الخالدي||

هو موت بطيئ للأمة، قد يمتد للأجيال القادمة وينهي رسالة كبيرة جاهد وقاتل من أجلها الأنبياء والرسل في أمة صماء بكماء اجهدت تلك الثلة من الأنبياء والرسل، حتى امتدت رسالتهم ليكملها آل محمد (عليهم السلام).
ذلك الزمن البعيد الذي انهك من حمل الرسالات السماوية، كان زمناً اغبراً مليئ بالديانات التوحيدية المظهر والمشركة وعبدة الأوثان والطواغيت،  لكن لم يفني عزم المسؤول عن التبليغ والتبشير، فكان دورهم يعمل في الليل والنهار، وتحملوا اشد الحروب والتعذيب والقتل والبلاءات، لكنهم صبروا وقاتلوا من أجل هذا الدين القيّم وارساء قواعده المنزلة والثبوتية، لإعلام الناس بالحق وثوراتهم ضد الظلم ونبذ ما اختلف عن الرسالة.
لم يتوقف الأمر على الدين فحسب فقد تجاوز ذلك ليدخل في المجتمع وعلاقاتهم مع الآخرين ومع الأسرة الواحدة، وتعمق كثيراً حتى قال  وحرمنا عليكم الرباء والدم ولحم الخنزير، فكان الدين الالهي كامل من النواحي جميعها الصحية والدينية والأخلاقية والسياسية والإجتماعية، ولو شاء تدخل بملبسك وقد تدخل بغض البصر عن الطرح، فما أجمل تلك الرسالات.
عندما ترى العلماء واجمين اليوم عن ما يحدث فهذه بشرى تسر الإعداء لقبولهم، لا أعلم كيف تدار الأمور في الدين فقد قرأت الكثير عنها وجدتها مختلفة عند كثير من عقلاء أهل الدين، هذا المقال لا ينوي الأستنقاص من علمائنا الإعلام لكن هنالك الكثير من اختلف في رأيه وقصّر في تدخله المباشر في المجتمع ونبذ ما يدور من صراعات على الساحة الدينية والسياسية والإجتماعية بصورة عامة.
فيما  يعتبرني الكثير قد اخطأت في التصويب لكن هذا ما اره اليوم فأن الديانات اغلبها اذا ما كان كلها ديانات ليست تبشيرية فقط الدين الإسلامي دين تبشيري، لو كانت الديانات الأخرى والمذاهب تبشيرية ربما يعتنق بعض الجهلاء تلك الأديان، بطريقة أو بأخرى،  بالأمس القريب أعلنت كل من الامارات والبحرين تطبيعها مع اليهود وبشكل علني مع احتفالات بذلك التطبيع المذل، واتوقع قريباً تحدث تطبيعات اخرى من بلادنا العربية لا نعلم بالوجهة القادمة، هذا ينم عن إخلال كامل بأنظمة الدين والوحدة العربية المشتركة.
لذا ارى انهُ من الواجب أن تفيق الغالبية من العلماء والمصلحين والمفكرين من ابناء هذا الدين، للتصدي الكبير للظلم اولاً
وإعلام الناس بأهل الحق وأهل الباطل واخبار الأمة بأهمية الدين والوطن، السبات بهذا الوقت هو تدهور وموت للأمة واحتلال فكري كامل، نعلم تمام العلم، بأن الإعداء يمتلكون ادوات ماهرة تصيد العقول بها، فلابد أن تُحارب اليوم من خلال الدخول الكبير واليومي الى ساحات الصراعات.
لم يرد في مقالي هذا اية استفهام عن ما يجري فالأمور واضحة وجلية للناس، فلم يعد شيئاً مخفي، الحفاظ على الدين والمذهب افضل من العيش في قصر وأنت عبد فخلقنا أحرار ونموت أحرار، حتى لو كلف ذلك هلاكنا، فالرسول محمد عندما جاءوا أهل قريش بأن يتنازل عن الرسالة قال الرسول لو وضعتوا القمر في شمالي والشمس في يميني على أن اترك هذا الدين لما فعلت، فعلينا أن ندرك حجم هذا الدين العريق ونقتدي بقدوتنا رسول الله،
فالحسين بن علي (عليهما السلام)
قد قال قولته يوم الطف  ألا وأن الدعي بن الدعي قد ركز لي  بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة، يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنين.