الخميس - 28 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


مهدي المولى||

نعم الحسين ليس مجرد شخص بل أنه رمز للحرية وللحياة الحرة ومرقده الشريف ليس مجرد مرقد عادي بل أنه قبلة الحرية ومنبعها انه سر قوة الحرية ومصدر ضيائها انه صوت العدالة الإنسانية وقيمها السامية .
لهذا نرى الأحرار في كل مكان من الأرض بمختلف ألوانهم وأطيافهم ووجهات نظرهم يرون في زيارة كربلاء والدوران حول مرقده الشريف قوة ربانية تمنحهم القوة والتفاؤل بالنصر على العبيد والعبودية على أعداء الحياة والإنسان والثقة بنجاحهم في بناء حياة حرة وإنسان حر.
لهذا بقيت صرخة الإمام الحسين بيوم الطف بوجه العبيد والعبودية أعداء الحياة والإنسان ( كونوا أحرارا في دنياكم) مستمرة تزداد بمرور الزمن علوا وقوة واتساع حتى أصبحت تنطلق في كل مكان من الأرض حتى تتطهر الأرض من العبودية والعبيد.
فالحسين لم يطلب من البشر الا أن يكونوا أحرارا فقط لأنه على يقين ان الإنسان الحر مصدر خير ونور وحب وسلام وعلم وحضارة والإنسان الحر محب للحياة والإنسان ومساهم جاد وصادق في بناء الحياة الحرة وخلق إنسان حر.
على خلاف العبد الذي هو مصدر شر وظلام ووحشية وخراب ويكون معاديا للحياة والإنسان ومساهما فعالا في تدمير الحياة وذبح الإنسان.
ومنذ تلك الصرخة الدعوة التي أطلقها الإمام الحسين التي كانت تقول كونوا أحرارا في دنياكم أسرع الأحرار الى تلبية تلك الدعوة بصرخة ( لبيك يا حسين ).
فصرخة الأحرار في كل مكان من العالم هي تلبية لدعوة الحسين (كونوا أحرارا في دنياكم) فالحرية هي التي تمنح الإنسان إنسانيته وبدونها يعني مسخ إنسانية الإنسان وجعله دون الحيوان منزلة وهذا ما يريده وما يبتغيه الطغاة الوحوش أعداء الحياة والإنسان قديما وحديثا.
لهذا ليس عجبا عندما يصرخ العراقيون ان العراقي فقد شرفه في زمن صدام يعني فقد إنسانيته وتحول الى عبد حقير كل همه ان يرضي صدام وأفراد عائلته بأي طريقة من الطرق .
وهذا ما جعل العبيد يتنافسون في التنازل عن شرفهم عن إنسانيتهم عن دينهم من أجل كسب ود الطاغية او احد أفراد عائلته او أحد أبناء العوجة او أحد سماسرته.
يقول برزان التكريتي كان قادة الحزب والحكومة يتظرعون الى كامل حنا وتعرفون من هو كامل حنا ويتوسطون لديه من اجل ان ينقل صورة حسنه لصدام ويخبرهم رأي صدام بهم وكان اذا سافر الى الموصل ا او اي محافظة يستقبله المحافظ ويتذلل له وهذا أسلوب ال سعود ومن قبلهم جدهم الأعلى معاوية وآل سفيان .
فكان الطاغية لا يكره الا الشريف الذي يعتز ويفتخر بإنسانيته بشرفه لهذا يشعر بالخطر من هكذا شخص فليس أمامه الا ان يتنازل عن شرفه عن كرامته ويسلمها بيده الى الطاغية او يقتل وهذا ما أكدها وأقرها أحد أفراد زمرة صدام حمادي الجبوري لهذا لم يبق حوله الا المخربط عزة الدوري ومن أمثاله العبيد الذي أعترف امام العالم وفي حضرة سيده صدام ( سيدي أنا أخربط بدونك) ومن أمثاله الذين تنازلوا عن إنسانيتهم عن شرفهم محمد الزبيدي حيث كان عبد حقير كل الذي يريده ويبتغيه هو خدمة بدو قرية العوجة بدو تكريت وكان يعلن عن ذلك بصوت عاليا أنا في خدمة بدو تكريت رغم إنه رئيس وزراء حيث كانت مهمته استقبال بدو العوجة وتهيئة وتأجير حفلات الكاولية وتقديم الخمور لهم ويردون عليه ساخرين شكرا سيادة الرئيس ويقول ناموا رغد والله لن ادع للشيعة اثر في العراق وللعشائر الشيعية ودعا الذين لا شرف لهم من البعثيين الشيعة هذا يومكم فلا حياة لنا بدون صدام وقرية العوجة قيل ان أحد أعضاء القيادة من تكريت حاول ان يهدئ من غضبه ويمنعه من إبادة الشيعة في الوسط والجنوب ربما هناك بعض الأبرياء لكنه رفض وقال لن أدع طفلا ولا امرأة ولا شابا ولا شيخا سأحرقهم جميعا وقال علينا ان ننفذ شعار صدام لا شيعة بعد اليوم.
والغريب أن احد قادة القاعدة قال في أحد اجتماعات قادة القاعدة أمر أبو مصعب الزرقاوي الكف عن ذبح الشيعة المدنين وتفجير مساجدهم ومراقد أئمتهم والتوجه لمقاتلة القوى الأمنية العراقية والقوات الأمريكية لكن عناصر البعث الذين انتموا الى القاعدة بعد قبر نظامهم وشكلوا الأغلبية في قيادة القاعدة رفضوا ذلك وقالوا عدونا الأول والأخير هم الشيعة مراقد أئمة الشيعة المرجعية الشيعية فلا عدو لنا غيرهم فلا القوات الأمريكية ولا إسرائيل عدو لنا.
وهذا هو نهج وهدف كل العبيد والعبودية في كل التاريخ وفي كل مكان من الأرض.
الله ما أعظمك مأ أجلك ايها الإنسان الحر فكنت أول من أدرك سبب معانات الإنسان وخراب الحياة والذي يحول دون يناء الحياة الحرة وخلق الإنسان الحر المحب للحياة والإنسان المحب للحياة والإنسان هو العبودية والعبيد.
لهذا كانت صرخته كونوا أحرارا في دنياكم .
أيها الأحرار هيا الى تلبية تلك الصرخة الدعوة بصرخة لبيك يا حسين .
لنطهر الأرض ونحررها من العبودية والعبيد ونتوجه لبناء الحياة الحرة والإنسان الحر.
فالحسين ليس شخص إنما هو رمز للحرية والأحرار وكربلاء ليست مدينة بل هي قبلة الأحرار ومنبع الحرية.