الجمعة - 29 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


محمد وناس||

ليس ذلك الكتاب الذي رافقنا في مدارسنا من الصف الخامس الابتدائي ولغاية الصف الثالث متوسط . والمحشو اقوال للقائد الملهم والقائد المؤسس ومنهاج الثورة العربية والمؤتمر القطري التاسع .
الوطنية هو الانتماء لبقعه ارض وشعب يعيش عليها ومجتمع بكل اعرافه وتقاليده وعقائده وثقافته وابجدياته .
لكل انسان منا مجموعة ولاءات ( عقائدية . اديولوجيات فكرية . وقومية) وقد يتزامن ان تجد مجموعة البشر يعيشون في نفس البقعة من الارض وفي نفس المجتمع لديهم ولاءات مختلفة . يكون الرابط بينهم هو الانتماء الوطني لتلك البقه ولذلك المجتمع ,,
مع بساطة تعرف مفهوم الوطنية . نجد صعوبة كبيرة في وضع هذا المفهوم قيد التنفيذ . لكل مجتمع نظرته الخاصة حول تنفيذ هذا المفهوم على واقع الارض .
العراقي . او العربي بشكل عام تنحصر الوطنية عنده في الهتافات والشعارات والاناشيد التي تبثها قنوات التلفزيون . او في مباراة كره قدم يفوز فيها الفريق الوطني الممثل لهذا البلد فيعقبه زخات من الرصاص قد تصل الى ما يشبه جبهة الحرب احتفالا بفوز هذا المنتخب .
او في نكته تهكمية لواقع بائس او لحالة متخلفة يعيشها ابناء ذلك المجتمع بسبب ادارة البلد .
تطبيق الوطنية لدينا مشوش وفي كثير من الاحيان نتصرف بلا وطنية ولا حرص على البلد ونحسب انفسنا انا في قمة الوطنية .
المواطن الغربي يحمل صورة مختلفة عن الوطنية . فالحفاظ على ممتلكات البلد واحترام النظام واحترام وقت العمل ودفع الضرائب والاجتهاد في اي محفل دولي لرفع اسم البلد هي مقاييس الوطنية عن الغرب .
في جهة معاكس لما نقوم به نحن في اوطاننا من قتل للوقت وتهديم لكل مرتكزات البلد .
معالي السيد الوزير الفلاني يتعاقد مع شركة اجنبية معينه لاجل ان يحصل على حصته او نسبته من العقد .
النائب الفلاني يعين اخوه او اخ زوجته والذي لا يحمل اي شهادة في درجة مستشار او خبير او مدير عام في بعض الاحيان .
ابسط مسؤول في الدولة لا يحترم نظام المرور
ابسط مسؤول في البلد يخرق كل قواعد العرف الاداري والاجتماعي لأجل قضاء مشاغله . ومساءً تجد نفس المسؤول يقدم خطبة عملاقه عظيمة مليئة بالشعارات الوطنية وبمنجزات هذا المسؤول . ومن خلال قناته الفضائيه التي حجز مبالغ بثها عبر القمر الصناعي بملاين الدنانير المنهوبة من رزق المواطن البسيط ومن مقدرات الوطن
ومازلت اتذكر مدرسة الوطنية وهي تشرح لنا التقسيمات الادارية لكل مؤسسة من مؤسسات الوطن . وفي نهاية السنة الدراسية كانت درجاتي الاعلى بين باقي الطلاب . لاني وحسب الاستاذة اكثر طلابها وطنية