الجمعة - 29 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


د.حيدر البرزنجي||

– كيف تتركون حشد لشعب بهذه البسالة ؟؟
الحشد عدو عنيد وخصم يحرج خصومه ووجوده يصعب من مهمة استهداف العراق من قبل سلسلة من القوى الداخلية والاقليمية والدولية ، فهذا العائق الذي لم يكن بالحسبان ,حين ظهور داعش وتوسعها السريع ، لابد من امتصاصه وبعثرة قوته ، كي لا يبقى الرقم الاصعب في المعادلة العراقية .
تلك القوى التي تمرست في القتال خطورتها تكمن ليس في مهارتها القتالية فحسب وليس في كونها القوة الوحيدة في تاريخ العراق الحديث التي لم تهزم باي مواجهة بل بأمتدادها الاجتماعي والسياسي والمعتقدي لذا ينبغي ان يكون الاستهداف لرمح ثلاثي يشمل :
1 -الحشد في بنيته العسكرية وقد حمل هذا الاستهداف مجموعة الألقاب التي أطلقت على الحشد لتشويه سمعته وصدقيته الوطنية من نوع (ولائيون – ذيول – مليشيات منفلتة وغيرها) وكلمة ولائيون تعني ان ولائهم لغير العراق هكذا اريد لها وفق مفهوم من يستهدف الحشد ولكن اصل المفردة ليس كما يوظف الخصوم ,وكلمة (ذيول) اريد لها ان تصب بالمعنى ذاته وكلها حملت كراهية وحقداً بلا حدود وتخلت حتى عن شرف الخصومة , اما كلمة مليشيات منفلتة فلكي توحي بان الوجود العسكري للحشد هو تهديد للعراق.
2- الحاضنة السياسية ويقصد بها تلك القوى السياسية والاحزاب المساندة والمؤيدة للحشد حصراً فقد إلصق بها مصطلح ( الاحزاب الفاسدة) وذلك من اجل حصر الفساد بها دون غيرها وبالتالي افقادها صدقيتها السياسية والاجتماعية معاً ,وكان ذلك الأسلوب الاخر في الرمح المتعدد الرؤوس.
3- الحاضنة الإجتماعية وقد الصق بها سلسلة من التسقيط والاوصاف المقصودة بذاته فهذه البنية الاجتماعية بوصف القوى المناهضة للحشد هم ( متخلفون وجهلة) ولما كانت الحاضنة الاجتماعية للحشد بمعظمها هي ممن يؤمنون بالموروث الديني كزيارة المراقد وغيرها فقد جرى استهداف منظم لهم مثل الهتاف بالساحات (وين الملايين كلها جذب تلطم على الحسين) اي اتهامهم بانهم كاذبون حتى في عقائدهم ومع هتافات من نوع ( خلي الرضا يفيدك) اضافة الى ما حصل في الزيارة الاخيرة من الرقص واستخدام الدفوف والمزاهر والطبول في استفزاز واضح لجموع الزائرين .
فاذا اضيف الى كل ذلك , المحاولات المستمرة للنيل من المكانة الدينية والاجتماعية للمرجعية والاستهداف المركز لكل من يؤيد الحشد تظهر خلاصة الصورة بشكل واضح بان منظمي تلك الحملات هي قوى دولية واقليمية وجدت لها في الداخل العراقي من يسير في ركابها .
قيل قديما بامكانك ان تخدع بعض الناس كل الوقت وبمكانك ان تخدع كل الناس بعض الوقت لكنك لايمكن ان تخدع كل الناس كل الوقت وهكذا ومع استمرار تلك الاستهدافات وكثافتها المثيرة للانتباه ومع انكشاف اهدافها وكميات الاكاذيب التي تستخدمها بدأ الكثير من العراقيين ،يراجعون انفسهم .
واليوم اصبحت الهجومات على الحشد تشير الى نتائج عكسية بعد انكشاف حقيقة القائمين بها ومنفذيها , بل وتحولت الى نقمة على هذه الجهات .
الخلاصة : لا انهيار للديمقراطية لا انتصار للارهاب لا تقسيم للعراق – طال كان الحشد مازال موجوداً .
بعد سقوط طروادة ، قذف الغزاة ،طفل هكتور (قائد المقاومة الطروادية) من الأسوار قائلين (كيف يمكن أن يعيش طفل لأب بهذه البسالة ؟)
ــــــــ