الجمعة - 29 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


د.حيدر البرزنجي ||

لو لم تكن ايران موجودة ، لكان على الشعوب المضطهدة ان تبحث عنها ، ومن حسن حظ الشعوب التي تتعرض للعدوان ، ان تكون ايران قوية وذات كرامة ومبادئ ثابتة .
– ماكان يمنع العدوان السعودي / الإماراتي – ومن خلفهم الأمريكي / الاسرائيلي / البريطاني ، أن يجتاح اليمن ويستعبد شعبها ؟

– ما منع الاسرائيلي ، من اجتياح لبنان ، وتمزيقه وتثبيت ماسمي ب(دولة لبنان الجنوبي ) ؟
– من وقف الى جانب العراق ،حين اجتاحته قطعان الارهاب بجموع الانتحاريين والانغماسيين المعبأين بكل أحقاد الفتاوى التكفيرية ؟؟
– من جعل غزة تصمد بوجه العدوان وتقيم معه نوعاً من التوازن العسكري ،بعد ان اجبرته على الانسحاب ؟؟
وجود ايران اقام توازناً في المنطقة ،بين الإسلام الوهابي المتشدد من جهة ، وحكم ” الاخوان” من جهة أخرى ، فقدمت ايران نموذجها (الاسلام الحواري ) بدل الاسلام الانتحاري .
لكن الاسلام (الحواري) يمتلك مقولاته ومعتقداته التي تشكل ضداً نوعياً للإسلام الانتحاري ، والمعتقدات الهرمجدونية معاً ، فالأول يعتقد انه وحده يمثل الاسلام ، وكل من لاينتمي اليه أو يأخذ من فقهه ،فهو كافر ينبغي استتابته او استحلال دمه ، أما الهرمجدونيون ، فيواجهون من يمتلك مقولة عن ظهور مخلّص يملأ الارض عدلاً ، مايشكل تحدياً لمقولة ( معركة هرمجدون) حيث ينتصر الخير بقيادة أمريكا وأسرئيل ، على قوى العالم وجميع المعتقدات ،ما يمهد لظهور المسيح و اقامة حكمه في الأرض .
ايران بتمسكها ب(المخلص ) حسب المعتقد الشيعي ، مقابل (لاحكم الا لله ) الوهابية المتطرفة، ودولة العدل (الاخوانية) و( المسيح الهرمجدو ني ) ، يشكل هؤلاء ثلاثي المواجهة .
ايران تبدو اقرب – في موقعها وتوجهاتها السياسية والمعتقدية – أقرب الى الكاثوليكية والارثوذكسية ، في أوربا ، والهندوسية والبوذية في آسيا ، وبالتالي أصبحت بمثابة رأس حربة عالمي ،مستهدف من الهرمجديون والاسلاميين التكفيريين على السواء .
امتلاك ايران للتطور التكنولوجي – بما فيه السلاح النووي – يهدد مرتكزات المعسكر الهرمجدوني في المنطقة- حيث الميدان الرئيس لمعركة هرمجدون – ،ويضيف قوة أخرى الى ما يتملكه المعسكر البوذي / الهندوسي / الأرثوذكسي ، والقوة بالنتيجة مصدرها العقل العلمي المعرفي ، الذي تمتلك منه ايران ،مايكفي ليشكل خطراً .
لقد نجحت اسرائيل ومن تعاون معها ، على تعطيل البرنامج النووي العراقي ، حيث بدأ باغتيال العالم النووي المشرف على ذلك البرنامج المصري (يحيى المشد ) المتخرج من جامعات العراق ، ثم قصف المفاعل جوّ – بالتنسيق مع السعودية كما ذكرت الانباء يومها – أي بتعاون الاسلام الوهابي المتطرف مع المعسكر الهرمجدوني .
تتكرر الاحداث ،ويظهر التعاون مرة أخرى – كما تذهب المؤشرات – الى تعاون جديد بين المعسكرين ، أدى الى اغتيال العالم النووي الايراني محسن زاده ) .
ايران لايبدو ان برنامجها النووي سيتعطل باغتيال تلك الشخصية العلمية ،فلديها الكثير من العلماء بإمكانهم الاستمرار ، لكنها الحرب مستترة أو مكشوفة ، وايران لاشك تدرك مايمتلكه المعسكر المعادي من امكانيات مالية وتقنية هائلة ، ومع ذلك يبدو الانكسار بعيداً عنها ولا فرضية الإنتهاء لا وجود لها في عالم الامكان هكذا يبقى الصراع الدائر مستمر فلا انكسار ولا انحصار
ــــ