الجمعة - 19 ابريل 2024
منذ 3 سنوات
الجمعة - 19 ابريل 2024


عامر جاسم العيداني ||

عندما تكتب موضوع على الفيسبوك لا تتوقع أن تكون التعليقات حسب ما تريد انت وإنما الأمر متروك للشخص حسب فهمه للنص وبلغته الخاصة . فهناك أشخاص لديهم خلفية ثقافية واسعة فتكون تعليقاته موضوعية وتعطيك اجابة ترضيك وتضيف لك معلومة جديدة وقد تكون مؤثرة لك وللمتابع ، فهنا تجد متابعين جدد يتوسعون في الرد والتعليق . ومن جهة أخرى تجد تعليقات من أشخاص أقل ثقافة فيكون تعليقه هامشي وضعيف قد يكون بكلمة او كلمتين تعطي معنى بسيط . وهناك تصنيف آخر من الأشخاص تجدهم لا يفهم موضوعك ويعلق خارج الموضوع وبعيدا عنه ويدخلك في إشكالية لا تعرف ماذا تقول له ويجعلك مرتبكا.
وآخرون خلفيتهم الثقافية رديئة جدا ولا تجد منهم إلا الرد القاسي والمسئ فيجعلك تقف وتتأمل وتتألم لا تعرف كيف ترد عليه ، فأما تحذف التعليق او تتركه ، او تنتظر من يرد عليه من اصدقائك . وهناك من الأشخاص من يضطرك الى حذفه من صداقتك وعمل حظر له في احسن الأحوال . وهنا علينا أن نقبل كل التناقضات في التعليقات لتعرف ثقافة الأشخاص وتنوعهم الفكري لتزداد معرفة بالناس وتنوعهم الثقافي .
وهناك اشخاص أكثر سوءا من الذين تم ذكرهم , ويكون سلوكهم يشكل خطرا على حريتك وتشعر بهم انهم اعداء حيث تجدهم يفرضون عليك رؤيتهم ويقمعون حريتك في التعبير عن رأيك بنشر ما تفكر به ويطالبونك بنشر ما يتناسب مع رؤيتهم في الاحداث القائمة في البلد .وهؤلاء يؤمنون بحرية التعبير لأنفسهم فقط ودائما يرفضون تعليقات مع من يختلف معهم ورفضهم لكل وجهات النظر حيث يكون الرد قاسيا ويقول لك بالنص انها صفحتي وانا حر في نشر ما أفكر فيه والتعبير عن رؤيتي .
ومن جانب اخر ، هناك من يحاول توجيهك ، ويحاسبك ويقول لك لماذا لم تكتب عن الموضوع الفلاني ، والمسؤول الفلاني ، أو اكتب كذا وكذا ، وهذا الفرض او الاجبار يعتبر قمع لحريتك وارائك ولا يقيمون أي اعتبار لخصوصيتك في الكتابة على صفحتك الشخصية ، مثل هؤلاء الأشخاص لديهم عقد نفسية لا يحبون ان يتركوا للاخرين مساحتهم يعبرون فيها عما يشاؤون وانما يحاولون التأثير والتوجيه نحو ما يفكرون به او ما يرمون اليه من تحقيق لمصالح واهداف شخصية او يعملون لاجندات احزاب او جهات خارجية يحاولون تنفيذها في توجيه مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي وبالخصوص الفيسبوك نحو الاهداف الموكلة لهم .
الحرية لا تعني تجاوزك على الآخرين وحقوقهم .. وهي ليست مطلقة وإنما نسبية تقيدها الأعراف والتقاليد والشريعة الدينية والقوانين التي تنظم الحياة ، وتفرض عليك احترام الرأي والرأي الاخر .
ــــــــ