الجمعة - 29 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


مجيد الكفائي ||

يحق للملايين من العراقيين تسميتها بسنة الموت، فاكثر الاسر العراقية فقدت في سنة 2020 عزيزا عليها واحدا او اكثر بسبب وباء كورونا المختلق ، في ظل صمت مريب للحكومة والسلطات المحلية التي لم تستطع ولاكثر من ستة عشر عاما من ايلاء قطاعي الصحة والخدمات اي اهتمام ، كما ان الحكومات المتعاقبة لم تتمكن وعلى مدى سنوات طويلة من حل مشكلتي الفقر والبطالة اللتان اشبعتا العراقيين جوعا وتمزيقا وتأليما وذلة، وعندما تظاهر العراقيون مطالبين بتحسين واقعهم المعيشي والخدمي ثارت عليهم افواه البنادق لتردي بعضهم شهيدا والآخر جريحا، وكأنهم طالبوا
حكومتهم باعطائهم قصورا فخمة كقصور بعض الفاسدين من السياسين والوزراء وتسجيل ناطحات السحاب التي امتلكوها اؤلئك من سرقة اموال العراق باسمائهم او منح الفقراء والمحتاجين من العراقيين حصة من نفطهم الذي نهبه كل من هب ودب .
سنة 2020 لم تكن سنة عادية ، بل لم تكن طبيعية ابدًا ، انما كانت سنة ثائرة على العراقيين المساكين بكل ما تعنيه كلمة ثورة ، فقد حصدت ارواحهم بالوباء واغلقت عليهم الابواب والنوافذ سوى باب السماء الذي ظل مفتوحا يراقب الظالمين ويسمع دعاء المظلومين مثلما سمع ورآى كيف امتلأت جيوب كانت فارغة وامتلكت ايد كانت متسولة ، كما اطاحت هذه السنة المشؤومة ايضا بصحة العراقيين وكرامتهم بسبب الحاجة والفقر وتردي الاوضاع المعيشية وانهيار البنى التحتية وقلة المشافي المؤهلة لاستقبال المرضى وانهيارها امام ذلك الوباء وارتفاع سعر الدواء الاصلي وغياب بعض الادوية المهمة بشكل مفاجىء لكنه مدروس.
سنة 2020 سنة حاقدة صديقة لحكوماتنا الحبيبة ، جاءت ثائرة ومتحاملة على كل السنين والحكومات المركزية والمحلية السابقة متهمة الكل بالتقصير في تعذيب العراقيين وتجويعهم واضطهادهم وتشريدهم، فستأثرت وأساءت الاستئثار ، رغم ان العراقيين قد ذاقوا المرَّ خلال السنين الماضية بسبب اعتلاء الفاشلين والفاسدين والسراق سدة الحكم وتمكنهم من رقاب الشعب المظلوم ليشبعوه فقرا وظلما وفسادا، فلا كهرباء مستمرة ولامياه صالحة للشرب ولا رواتب او اعانات ولا امان ولاحقوق ولا مستحقات ، واصبح العراق المليء بالخيرات بين ليلة وضحاها من افقر البلدان واكثرها تعاسة، يقترض كي يسدد رواتب موظفيه، فيا لله وللفاسدين.
ان سنة الموت المنتهية 2020 فضحت كذب و زيف ادعاءات بعض السياسيين وكشفت سوء ادارة السلطات التشريعية والتنفيذية ، وصورت بوضوح جسد العراق المريض الذي نخره الفساد وبدد امواله الفاسدون ولم يبقَ منه سوى الهيكل والذي سيتداعى حتما لو استمر الفساد والسياسة الاقتصادية الخاطئة وتولي غير الاكفاء اعلى المناصب والادارات ، ندعو الله ان تكون السنة المقبلة سنة خير وسلام وامان وان يقتلع العراقيون الفساد والفاسدين من الجذور ، ويعطى كل ذي حق حقه .