الجمعة - 29 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


هاشم علوي ||

اليوم عقدت قمة مجلس التعاون الخليجي اهم مافي جدول اعمالها التصالح بين قطر والسعودية ابتدأ وبين قطر وبقية دول الحصار الامارات والبحرين ومصر والتي اعلنت حصار قطر برا وبحرا وجوا على خلفية اختراق الكتروني لاحد مواقع قطر وادعاء تصريحات اميرقطر ضد السعودية وعلى خلفية دعم الدوحة لتنظيم الاخوان المسلمين وماتفعله اعلاميا قناة الجزيرة بدول الحصار الاربع وبدا الحصار عام ٢٠١٧م خرجت قطر على ضوء ذلك من تحالف العدوان على الشعب اليمني وسحبت كتيبتها العسكرية من جنوب السعودية وتفاقمت الازمة بين قطر ودول الحصار الاربع وارتفعت وتيرة الحملات الاعلامية المتبادلة والمقاطعة حتى وصل التصعيدالعسكري الى التلويح بإجتياح قطر عسكريا بماحدا بأمير قطر الاستعانة بقوات تركية وبناء قاعدة عسكرية تركية الى جانب قاعدة العديد الامريكية التي لن تتدخل بأي حال تعرضت قطر لإجتياح عسكري ولجأت قطر الى إيران بحماية السواحل القطرية وتزويدها بالمواد الغذائية تعويضا عن البضائع الخليجية والمصرية الى جانب التعويض من السوق التركية.
تدخلت الكويت في مساع حميدة لرأب الصدع بين دول مجلس التعاون الخليجي قدمت دول الحصار شروط تزيد عن ثلاثة عشرشرطا للمصالحة تصب في سياسة إخضاع تميم وقطر للهيمنة السعودية وكان من ضمنها ايقاف دعم جماعة الاخوان التي صنفتها مصر والامارات ومؤخرا السعودية بانها جماعة ارهابية وغيرها من الاشتراطات المرتبطة بالمنطقة وايران وتركيا وخسارة دول الخليج في سورياعبر دعم الجماعات الارهابية وايقاف بث قناة الجزيرة وغيرها من الشروط التي رفضتها قطر وقاومت الحصار وتعاملت بالند للسعودية والتي تجاوزت حجمها من وجهة النظر السعودية والتي بدأت تنافس السعودية في التدخل بالقضايا الاقليمية او الدولية وتلعب دورا بارزا بحكم الفائض المالي الناتج عن تمركز قطربالمستوى الاول لانتاج الغاز عالمياً وهذا ماحدا بدول الحصار الغيرة من قطر اضافة الى علاقة قطر بحركة حماس وتقديمها اموال لتغطية احتياجات قطاع غزة من المرتبات او الوقود.
كل ذلك صعد الخلاف وانبرى المحللين السياسيين من الطرفين كلا للتبرير لموقفه وموقف دولته وهكذا.
الادارة الامريكية كانت تستغل الخلاف لصالح مصالحها وكلا من الدوحة والرياض وابوظبي تدفع الاموال حسب الارادة الامريكية والكل يعقدالصفقات العسكرية ويشتري السلاح والطائرات من الشركات الامريكية والاسرائيلية وغيرها المهم الكل يصب الاموال الى الخزينة الامريكية والاسرائيلية وهذا الاهم لدى الادارة الامريكية لانها ضابط ايقاع الخلاف.
خمس سنوات حصار لم تستغله قطر للتحرك الجاد ضد دول الحصار ماعدا تسليط الجزيرة على هامش من الاحداث في دول الحصار ولان الايقاع امريكي واسرائيلي ولان الطرفين يقيمان علاقات مع اسرائيل سواء التجارية والاقتصادية والرياضية والزيارات السرية قبل اعلان التطبيع المعلن مؤخرا وانفتاح دول الحصار على اسرائيل بشكل كبير ومهول.
اليوم اعلن عن بيان تصالح بين قطر ودول الحصار عبر قمة العلا التي تستضيفها السعودية بغياب قادة دول الحصار عدا السعودية وقطر والمتمعن بالاحداث يتبين له ان عراب التطبيع هو عراب التصالح بين قطر والسعودية تحت مظلة او خيمة مجلس التعاون الخليجي الذي لم يعد فيه تعاون.
كوشنر صهر ترامب استنفذ اساليب ابتزاز دول الحصار وقطر التي استثمرها لصالح الادارة الامريكية والكيان الصهيوني واليوم يتحرك لإجبار الدب الداشر محمد سلمان الذي خسر معركته مع قطر وتميم الذي ينافسه وينافس بن زايد بالظهور الدولي والاقليمي والذي يحاول الخروج من العبائة السعودية التي يحاول بن سلمان الباسها اياه.
خسارة قطر بسوريا وخسارة السعودية والامارات ودول العدوان والحصار على اليمن يتطلب من منظور الادارة الامريكية اعادة ضبط الايقاع والامساك بجميع خيوط اللعبة وتسليمها ليد تل أبيب حتى لاينفرط عقد مجلس التعاون الخليجي ويتناثر الى احضان النفوذ الايراني الذي يتقدم ملفه على جداول المفاوضات الاقليمية والدولية.
إيران حاضرة بالمشهد الخليجي واليمن حاضر بقوة بكل تسويات خليجية وكل خطوة تخطوها دول العدوان باتجاه التطبيع مع الكيان الصهيوني بل محور المقاومة حاضر بتصاعد قوته وبحجم القلق الصهيوني من ردات الفعل الايرانية تجاه الاستفزازات الامريكية المتمثلة باستهداف قاسم سليماني الذي حلت ذكرى استشهاده مع ابومهدي المهندس نائب قائد الحشد العراقي واغتيال فخري زاده العالم ومهندس المشروع النووي الايراني الذي تم اغتياله قبل نحوشهر واتجهت الاتهامات الايرانية الى اسرائيل وتصاعد القلق الصهيوني من تنامي القوة اليمنية وادراك الصهاينة بان من اوصل الصواريخ الى جدة وينبع والرياض قادر على ايصالها الى ايلات وتل ابيب وهذا مادفعها الى الدفع بغواصات وقطع حربية الى باب المندب وخليج عدن ودفع الادارة الامريكية بحاملات طائرات وطائراتها الاخرى العملاقة الى الخليج حتى سادت اجواء الاستعدادات للحرب سواء كانت خاطفة او شاملة والتي حذر منها محور المقاومة سواء القيادة الايرانية التي تحفظ بحق الرد على اغتيال سليماني وفخري وتدرس خياراته والتي لن تكون اقل من اخراج القوات الامريكية من المنطقة إضافة الى تحذيرات قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي لاي حماقة تقع فيها اسرائيل تجاه اليمن والذي سيؤدي الى ظرب اماكن ومواقع حساسة داخل الكيان الصهيوني.
دراسة وتحليل الوضع بالمنطقة يدرك ان التصالح السعودي القطري لايندرج ضمن استراتيجيات خليجية عربية تصب في المصلحة العربية والخليجية انما تصب في خدمة الصهيونية كون السعودية لم تنبر للمصالحة لاجل وحدة الصف الخليجي مثلا انما خدمة لاسرائيل ونقل القرار الخليجي والتأثير والتحكم من واشنطن الى تل ابيب لكي يكون نتن ياهو هو القائد للمنطقة خصوصاً اذا تحققت مخاوف الانظمة الخليجية من سياسة بايدن القادم بعد ايام من هذا الشهرلاستلام الحكم بالبيت الابيض خصوصاً انه قداعلن ايقاق السلاح عن دول العدوان ومحاسبة الدب الداشر.
كل تلك المعطيات تشكل هاجس لدى السعودية التي اجبرت على مايسمى التصالح الشكلي مع قطر والايام القادمة ستشهد انبطاح قطر اسوة بالبعران المتصهينين فالكل على ابواب الصهاينة مطوبر وكل الطرق تؤدي الى التطبيع ايا كانت الطريق فالكل يخطب ود تل ابيب درء لتقلبات السياسة الامريكية التي تدفع بالبعران الى الحضن العبري.
وكإستنتاج ان قطر لم تستثمر الحصار والعداء الخليجي سوى اعترافها بالاخفاق في سوريا ومغادرتها حلف العدوان على اليمن والسعودية خسارتها لاتوصف فمازالت تتدحرج الى الهاوية.
سواء تصالحوا ام اختلفوا فلم ولن يخدم سوى اسرائيل والتطبيع…
ـــــــ