الخميس - 28 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


محمود الهاشمي ||


أكد رئيس اركان جيش الاحتلال الصهيوني بانه سيتم تشكيل تحالف من اسرائيل ومصر والاردن واليونان وقبرص ودول الخليج لغرض محاربة ايران ،بالمقابل فان الناطق الرسمي باسم القوات الايرانية سرعان مارد (سنسوي الارض بتل ابيب وحيفا )!!
بين هذين التصريحين مساحة كبيرة من الكلام .
لم ترفع اسرائيل من منسوب تصريحاتها ضد الجمهورية الاسلامية بهذا الشكل الصريح مثل هذه المرة ،فقد اعتدنا ان نقرأ بين السطور عن مشروع هجوم اسرائيلي يستهدف المنشآت النووية الايرانية ،فيما لم تؤيد ذلك جهة دولية بما في ذلك الولايات المتحدة !
ان اعلان حرب من قبل اي دولة في العالم يجب ان يحمل اسباب (مقبولة) كي يتفهم العالم الحاجة للحرب ! وفي حال القيام بهذه الحرب دون سبب منطقي وقانوني فعلى من اشعل الحرب تحمل نتائجه ! ونسأل ؛- ان دولا عديدة تمتلك اسلحة نووية ومنها اسرائيل ،فلماذا لايحق لايران ان تمتلكها ؟
صحيح ان العقيدة الاسلامية الحاكمة في ايران تحرم انتاج الاسلحة النووية واستخدامها للحرب لانها تحمل صفة (الابادة) للجنس البشري الذي خلقه الله باحسن تقويم ،ولكن حق الدفاع مكفول بالاسلام كما ان استخدام الطاقة النووية لاغراض سلمية اصبح واحدا من المصادر المهمة بالعالم .
ما الذي دفع اسرائيل لاعلان الحرب ؟
ادركت اسرائيل ان دول اوربا دخلت مرحلة الشيخوخة ولذا قال عنها ترامب (القارة العجوز ) وقال عن (حلف الناتو ) اصبح قديما !
وبذا ماعادت تعول على (العجائز ) للدفاع عنها ،كما ادركت ان الولايات المتحدة بدأت بالضعف وانحسار النفوذ وهي غير جاهزة للانخراط في حرب لاتصب بمصلحة شعبها .
ترامب كان يخطط في صناعة كتلة اقتصادية وعسكرية في منطقة الشرق الاوسط تقودها اسرائيل عسكريا وتمولها دول الخليج وجيوشها من مصر والاردن وربما السودان والاردن ،للتعويض عن الانسحاب الاميركي باتجاه المحيط الهادي حيث الصين .
هذا المشروع لاحت ملامحه عبر سلسلة من الاجراءات بدأ بمؤتمر وارسو وورشة البحرين وصولا للتطبيع مع البحرين والامارات والمغرب والسودان ،والامتيازات التي منحها ترامب لاسرائيل وغيرها وكان مخططا ان يكون العراق جزءً منه ،ومجيء الكاظمي ولقاءاته الثلاثية مع رؤوساء الاردن ومصر وعقد الاتفاقيات تصب بذات المشروع ،لكن كل هذا المخطط اصطدم بهزيمة (ترامب ) وعودة الديمقراطي الى ادارة الحكم في امريكا وتداعيات الانتخابات ونتائجها سواء على امريكا او المنطقة !
الدول المقترحة للانضمام الى (حلف اسرائيل ) غير مستعدة للذهاب الى حرب تخسر فيها خسارتين الاولى سمعتها ،فشعوب هذه الدول ثقافتها ضد اسرائيل ،واذا كانت السعودية دفعت المليارات الى مصر للانخراط معها في حرب ضد اليمن فكانت ردة فعل الشعب المصري واسعة جعلت الطرفان المصري والسعودي يغلقان الموضوع بالتمام ،فكيف سيتقبل المصريون القتال مع اسرائيل وهم يغلون عليهم غيظاً وهذا يتمدد على الاردن والسودان والمغرب ايضا ،فيما دول الخليج اذا ارادت ان تذهب مع هذه الحرب ضد ايران فلابد ان تحتاج الغطاء والدعم الاميركي وهذا غائب والادارة الاميركية ،الجديدة تسعى الى تهدئة منطقة الشرق الوسط وهذا تجلى في رغبتها حل مشكلة اليمن
والعودة للاتفاق النووي مع ايران !
السعودية تعيش وضعا صعبا سواء في الحرب على اليمن والنزاع مع انصار الله وتلقيها ضربات الصواريخ والطائرات المسيرة الحوثية ،وسواء فقدانها الهيمنة السابقة على دول الخليج وقرارتها ،وهذا ماتجلى في قمة مجلس التعاون الاخيرة وخيبة النتائج !
لذا ادركت خطورة الموقف فعاجلت زيارة روسيا وفرنسا لايجاد الحلول ،فيما ارسلت الامارات وفودها الى طهران للاطمئنان على مصيرها ،وهي تدرك معنى المنازلة مع ايران !
اما عمان والكويت فابعد مايكون عن الانخراط باي حرب ،وقد زار وكيل وزير الخارجية الايراني الكويت للتحاور بشأن مصير المنطقة وقدم اوراق تفاهمات لامن المنطقة ومستقبلها !
البحرين تخنقها المعارضة ،وقطر صديقة لايران .
اسرائيل تعلم ان حربا دون الولايات المتحدة تعني الخسارة وتعني زوالها ،لانها قد تبدأ ولكن لانهاية لها ،وتدرك ان ايران ستواجهها بعمق استراتيجي من كل صوب وحدب قبل ان تردها صواريخ ايران الاستراتيجية!
اليونان البلد الاكثر تدهورا اقتصاديا في اوربا ،ويعيش على المساعدات الاوربية ،ثم ما خلافه مع ايران كي يدخل الحرب معها ؟
وما مصلحته في اسرائيل كي يضحي من اجلها ؟
المرحلة المقبلة تؤكد ان الولايات المتحدة لم يعد (الجنس الابيض) من يحكمها فقد تداخلت الوانها ،ولاحت بوادر فرقتها وضعفها ،وباتت الصين (خصمها) الاول .
بالمقابل فان بوادر تشكيل قوة جديدة قد اتضحت وطريق الحرير اصبح سالكا حتى البحر الابيض المتوسط ،وان الساعة التي علقها الشعب الايراني في طهران للعد بانهيار. امريكا وزوال اسرائيل باتت عقاربها اكثر سرعة .!