الجمعة - 29 مارس 2024

لماذا لَم يُرافق البطريَرك الراعي البابا فرنسيس خلال زيارته للعراق؟!

منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


✍️ * د. إسماعيل النجار ||

🔰 كما جَرَت العادة في الفاتيكان يزور رأس الكنيسة الكاثوليكية في العالم دولاً معينَة بحد ذاتها تكون قد عآنَت من الحروب ومن المجاعات أو تطهير عرقي أو إثني،
** دائماً ما تهدف زيارة البابا إلى تلك الدُوَل والأمكنة من العالم إلى بلسَمَة جراح الناس اللذين عانوا من ويلات ما أسلفت ذكره، والوقوف عند خاطرهم، هذا غير الزيارات الرعوية العادية والدورية التي تحصل في كل عام.
🔰 البروتوكول الرسمي في دولة الفاتيكان يقتضي عند كل زيارة إلى المكان المقصود في أي بلد أن يستقبله فيها أو يرافقه إليها رأس الكنيسة الكاثوليكية المعنية مباشرة بأمور المسيحيين هناك.
🔰 أتَت زيارة البابا فرنسيس للعراق بعد ست سنوات على شَن داعش حربها ضده، وبعد أربع سنوات على الإنتهاء من التحرير، وبعد مغادرة ما يقارب أل 1250،000 مواطن مسيحي خارج البلاد.
** مع أن الزيارة جائت متأخرة لكنها حصلت لكنها لا تشبه زيارات رأس الكنيسة السابقين لأي دولة من دوَل العالم، حيث كان من المفترض حسب ما تقتضي تعليمات الكنيسة وبروتوكولها أن يرافق بطريَرك أنطاكيا وسائر المشرق مار بشارة بطرس الراعي، قداسة البابا خلال زيارته الى بلاد الرافدين، لكن ذلك لم يحصل ولم يلتقي البابا فرنسيس في بغداد سوى القليل من القساوسة اللذين رافقوا الوفد خلال زيارته لأور حيث مكان النبي إبراهيم.
🔰 لماذا تغَيَّبَ أو تمَنَّعَ الراعي من مرافقة البابا؟
وما هي الدوافع الحقيقية التي كانت خلف هذا القرار المتعمَد؟
** البطريَرك الراعي الذي زار العراق ثلاث مرات متتالية خلال السنوات السبع الماضية، كانت الزيارة الأولى لكنيسة سيدة النجاة بعد المجزرة التي تعرضت لها، والزيارة الثانية كانت من نصيب أربيل في إقليم كردستان عند سقوط الموصل وتهجير المسيحيين منها، والثالثة كانت بسبب إجتماع عموم المطارنة الكاثوليك الذي عُقِد في بغداد.
تمَنَّعَ عن مرافقة صاحب القداسة على أثر خلاف حصلَ بينه وبين البابا بسبب تحركات الراعي السياسية في لبنان من دون الأخذ برأي الفاتيكان أو التنسيق معها أو إلتزام الحياد الحقيقي الكامل، للحفاظ على مصداقية الكنيسة وحياديتها ولكي تبقى القبة الجامعه لكل أطياف المجتمع المسيحي في لبنان والمنطقة،
حسابات البابا فرنسيس بالنسبة للشرق صحيحة وسليمة ودوائر الفاتيكان تحسبها جيداً وتعلم تمام العلم أن أي موقف غير حيادي قد تتبناه الكنيسة في المشرق لصالح فريق ضد آخر سينعكس سلباً على باقي المسيحيين المقيمين في مناطق نزاعات تسيطر عليها القوَىَ الأخرىَ، الأمر الذي سيضر بمصالحهم أو يوقع الإنشقاق والخلافات بينهم.
🔰 وعدم ذهاب البطريَرك الراعي الى العراق، بررها سيد بكركي بسبب إنتشار كورونا!
ولقد نتجَ عن تمنعه من مرافقة البابا في هذه الزيارة حرمان كثيرين من المسؤولين اللبنانيين اللذين تمنوا أن يحظوا بفرصة لقاء البابا والتبارك به وبصلواتهِ ومنهم جبران باسيل رئيس التيار الوطني الحر الذي كان يرغب بالحاج الى العراق.
🔰 في الماضي الغير بعيد تَفَرَّدَ الكاردينال صفير بإتخاذ قرارات سياسية مصيرية ضد المقاومَة تسببت بأذى بالغ لأتباع الكنيسة في بعض مناطق الشرق وحصلت بينهم انشقاقات وصراعات أدَّت الى تمزيقهم وإضعافهم الأمر الذي إضطَرَ رأس الكنيسة إلى إقالتهِ بحجة أنه أصبحَ كبير في العمر؟
** أن الذي تكرر هذه الأيام مع البطريَرك الراعي ليس اقل من الذي حصل مع سلفه صفير، فهل ستتخذ الكنيسة الكاثوليكية تدابير بحق الراعي شبيهة بالتي اتخذت بحق سلفه صفير؟
**قادم الأيام ستوضح لنا كل شيء.

✍️ * د. إسماعيل النجار/ لبنان ـ بيروت
8/3/2021