الجمعة - 29 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


محمد السعبري ||

عندما تتحول الحكومة من القيادة الى المتفرج تختل كل التوازنات الاجتماعية والصحية والتعليمية والامنية والصناعية والاعلامية والقضائية وتتطور مؤسسة الفوضى والخراب والتهميش وتتحول الحكومة من القيادة الى الابادة والقمع بحجة تطبيق النظام والحفاظ على القانون.
اهم واجبات الحكومة صناعة الحلول وبناء القرارات الرصينة كي تحمي الامة المحكومة تحت سلطتها والغاية الاساسية هي خدمة مواطنيها.
اما ان تحوله الحكومة الى طرف متفرج وتترك الامور حتى تصحى بوادر الفوضى وبعدها تتدخل وتضع الشعب مقابل الشعب بالتصادم هذه حكومة فاشلة.
عندما يفشل السياسي لقيادة البلد بادارة فن الادارة ويركز فقط على سلاح الدولة الذي هو ملك الشعب وجهزت الموسسات العسكرية والامنية بهذه الكمية من الاسلحة والاعتداد الغرض من التجهيز وسببه حماية المواطن وكرامته وارضه وعرضه ولكن للاسف البعض ينظر ان هذه المؤسسات اصبحت فريق حماية لشخصه والدفاع عنه وعن اسمه لذا نرى الكثير من القادة في حالة فشلهم يلجئون الى المؤسسات الامنية لقمع المواطن هنا قتل الشعب الشعب باموال الشعب وبايادي الشعب.
فلسفة تصادم الشعب بالشعب وتبقى ثقافة التفرج وعلى الاحداث من بعد ومتى تأزمت الامور وخرجت عن السيطرة يعطي المسؤول الاول الايعاز الى الجهات الامنية اوامر بالتدخل والقمع بحجة الحفاظ على النظام العام وهنا الاشكال الاكبر والاخطر.
• كيف استخدم الشعب بقمع الشعب.
لو عدنا الى سياسة النظام السابق واستخدامة الوزارات الامنية والكل يعلم ان كل منتسبي هذه الوزارات هي من فئات الشعب ومن بيوتاتها ولكن للاسف ثقفت هذه الموسسات ثقافة هجينة غير وطنية اي ان اي شخص يتعارض مع سلوكيات النظام ان كانت هذه السلوكيات ضمن برنامج التفاهات الحكومية او الفساد الحكومي او القمع الحكومي او ارهاب الدولة واي معترض انه خائن فيجب قمعه هنا قتل الشعب المسلح النظامي الشعب صاحب الفكر والمثقف والنبلاء وهذا ما لمسناه من خلال النظام السابق وكيف حول كافة الوزارات الامنية من حامية للامة والبلد الى حامية للشخص الاول واسرته ومن يحيطه فاصبح الشخص الاول مقدس مجرم انتقاده ومحرم المساس به وفي نفس الوقت نرى الشخص الأول هو من ينتهك هفة الوطن والمواطن وامواله واستقلاله وشرفه.
وهذا ما حصل عندما استخدم النظام السابق الشعب الامني الغير مهني ضد العديد من نبلاء الامة من مفكرين وقادة ومناضلين وفلاسفة راحوا على ايادي جاهلة قد تكون غير حاصلة على ادنى مراحل التعليم العلمي والمهني والثقافي.
كذلك قتل الشعب الشعب في جميع الانتفاضات الشعبية والثورات الفكرية مثل الثورة الفكرية للمفكر الاول في العراق السيد الشهيد السعيد محمد باقر الصدر واخته الطاهرة العلوية بنت الهدى والثائر الثقافي والمرشد الروحي نبراس العراق السيد الشهيد السعيد محمد صادق الصدر ومن اغتالهم وبأي ايادي وما هي الايادي وما تحمل من ثقافة عقلية او روحية او دينية.
• ثقافة القمع الجماعي حفاظ على الوطن.
عندما تقصف مدينة كاملة بالسلاح الكيمياوي بحجة الحفاظ على النظام والبلد وعندما تدفن الالاف احياء بحجة الحفاظ على القانون والنظام وعندما تباد مئات القرى والارياف والقصبات ويروح ضحيتها اكثر من ١٣٥ الف من مواطني البلاد في كوردستان بحجة الحفاظ على النظام والقانون وعندما تقطع الاذن ويقطع اللسان حفاظا على النظام وعندما تهتك الاعراض في السجون بحجة الحفاظ على شرف الوطن هنا المأزق الكبير وهنا الغباء الجماهيري الكبير وهنا ظهرت الهوية الغبية لهذه المؤسسات الامنية التي بنيت ثقافتها ان الحفاظ على الوطن اهم ركائزه قتل المواطن وقطع اجزاء من جسده او انتهاك عرضه امامه حفاظا على شرف البلد.
• باب الثقافة القانونية لدى الموسسات العسكرية والامنية.
عندما يدرب المنتسب في الدوائر الامنية فقط على السلاح وكيف يستخدمه وفقط استخدامه عند الاوامر وحالات الطوارىء عندها يفتح النار يمينا وشمالا بدون وعي ثقافي قانوني قد يصله الى حبل المشنقة هنأ الكارثة الكبرى وهنا انتهت الحرمة والقداسة للمواطن واصبح المواطن عبدا للسلاح وحامله.
‎هنا يعود المتفرج الحكومي الى ثقافته مستخدما سلطاته بكاملها بحجة اظهار قوة الحكومة المتمثلة بايادي الشعب المستخدم من قبل التعيين ضد الشعب الرافض اساليب الحكومة وهنا المنتصر خسران والخاسر خسران والناتج دماء والاهم بقاء الرأس الاول في سلام وامان.
‎تحياتي