الجمعة - 19 ابريل 2024

الأمم المتحدة: كراهية المسلمين “وباء حقيقي”

منذ 3 سنوات
الجمعة - 19 ابريل 2024


متابعة ـ ياسر الربيعي ||

قالت الأمم المتحدة، إن الكراهية ضد المسلمين قد وصلت إلى “أبعاد وبائية” عقب أحداث 11 سبتمبر/أيلول 2001 في الولايات المتحدة، والأعمال الإرهابية المروعة المنفذة باسم الإسلام، وذلك وفق ما أكده المقرر الأممي المعني بحرية الدين والمعتقد أحمد شهيد، في تقييمه لمعاداة الإسلام التي شهدت تصاعداً خلال السنوات الأخيرة، في تقرير قدمه لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة.
تحذير الهيئة الأممية من تصاعد العداء ضد المسلمين والإسلام بعدد من بقاع العالم، يأتي على خلفية تصاعد “الإسلاموفوبيا” خاصة في الدول الأوروبية والأمريكية، إضافة إلى الانتهاكات ضد المسلمين بعدد من الدول الآسيوية، والتي زكاها صعود تيارات دينية متطرفة، أو سياسية يمينية معادية للإسلام.
في المناسبة نفسها، أشار شهيد إلى أن العديد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية “تستهدف المسلمين بشكل مفرط”، وأن تدابير جديدة تم اتخاذها ضد المسلمين بذريعة التطرف والتهديدات الأمنية.
كما شدد على أن الخطابات المعادية للإسلام أججت التمييز والمعاداة والعنف ضد المسلمين، مضيفاً: “وهكذا برزت نتائج خطيرة مثل تقييد الحريات الدينية والمعتقد للمسلمين، وحرمانهم من حقوق الإنسان”.
المتحدث ذاته حذّر من أن سياسات مكافحة الإرهاب ساهمت في استمرار “التمييز والعداوة والعنف” ضد الأفراد والمجتمعات المسلمة، وجعلها قانونية وعادية.
في معرض حديثه عن الخلاصات التي خلص إليها التقرير، قال المقرر الأممي المعني بحرية الدين والمعتقد، إن استطلاعات الرأي في أوروبا، عامي 2018 و2019، أظهرت أن 37% من السكان تشكلت لديهم نظرة سلبية تجاه المسلمين.
كما بيّن شهيد أن المسلمين غالباً ما يتم استهدافهم في البلدان التي يعيشون فيها كأقلية، بسبب “الخصائص الإسلامية” مثل “أسمائهم ولون بشرتهم والحجاب وغيرها من الملابس الدينية”.
ودعا الدول إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة لمكافحة جميع أشكال التمييز المباشرة وغير المباشرة ضد المسلمين، وحظر أي كراهية دينية تحرض على العنف.
فقد دأب أفراد بعينهم، سياسيون وإعلاميون غربيون ينتمون لليمين المتطرف، على تحويل رهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) إلى صناعة، واستخدموا المسلمين كبش فداء لتحقيق مآربهم الخاصة، مستخدمين افتراضات محددة، فما هي، وما مدى صحتها؟
وعلى الرغم من أنَّ المشاعر المعادية للمسلمين كانت موجودة قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، بالولايات المتحدة، فإنه بعد تلك الهجمات الإرهابية أصبح هناك تكثيف في ترديد التعبيرات المجازية العدائية المستخدمة لتوصيف الإسلام والمسلمين.
ومن أبرز تلك الافتراضات أنَّ الإسلام دين عنيف بطبيعته، أو أنَّ المسلمين لديهم نزوع إلى التطرف العنيف، ونشر موقع The Conversation الأسترالي تقريراً رصد فيه كيف تم توظيف الإسلاموفوبيا كصناعة لأغراض سياسية، ووضع تقييماً لتلك الظاهرة بصورة موضوعية كشكل من أشكال التعصب، وفي هذا الشأن تكون الدراسات التجريبية وسيلة فعّالة لفضح التحيّز المتفشي في كلا جانبي الطيف السياسي الغربي.
يرفض المسلمون في جميع أنحاء العالم التفجيرات الانتحارية وجميع أشكال العنف الأخرى التي ترتكب ضد المدنيين بدعوى الدفاع عن الإسلام، إذ وجدت دراسات أنَّ معظم المسلمين في العديد من الدول ينظرون إلى مثل هذا التطرف على أنَّه أمر نادر الحدوث أو لا يمكن تبريره على الإطلاق، من بينهم 96% في أذربيجان، و95% بكازاخستان، و92% في إندونيسيا و91% بالعراق.
وفي تقرير بعنوان “What Muslims Want”، نشرت مؤسسة ICM Research عام 2016، نتائج أكبر بحث أجرته على المسلمين البريطانيين. وجد التقرير أنَّ 9 من 10 مسلمين بريطانيين يرفضون الإرهاب تماماً. عندما طُرح عليهم سؤال “إلى أي مدى تتعاطف مع الأشخاص الذين يرتكبون أعمالاً إرهابية كشكل من أشكال الاحتجاج السياسي”، أدان 90% ممّن شملهم البحث مثلَ هذه الأعمال، في حين 3% فقط لم يُظهروا تأييداً أو إدانة واضحين لتلك الأعمال.
وفي استطلاع أجراه مركز “Pew” للأبحاث عام 2017، أكّد 84% من المسلمين الأمريكيين أنَّ قتل المدنيين لأسباب سياسية أو اجتماعية أو دينية، “لا يمكن تبريره على الإطلاق”.
وفيما يتعلق بمستوى دعم المنظمات الإرهابية تبيَّن أنَّ معظم الأشخاص في الدول التي يعيش فيها عدد كبير من السكان المسلمين لديهم نظرة سلبية للغاية تجاه تنظيم “داعش”، حيث أبدى 100% من المشاركين في الاستطلاع بلبنان رفضهم التام لتنظيم داعش، فضلاً عن 94% في الأردن و84% بالأراضي الفلسطينية.

*عربي بوست