الخميس - 28 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


عبد الحسين الظالمي ||

هكذا صرح القران الكريم على لسان الحق مخاطبا رسولنا الكريم إنا أعطيناك الكوثر “. والكوثر كما ذهب اغلب المفسرين انه نهر في الجنه هدية من رب العباد للرسول الكريم
بعد ما عانى من اوباش القوم من محن والالم
وحرب تحمل فيها التعب والعطش والتنكيل ،
وقد ورد في احاديث اخرى انه الحوض الذي يسقي منه الرسول امته يوم القيامة بيد ابن عمه ووصية أمير المومنين علي .( حتى ترد علي الحوض ) .
وقد ذهب البعض الاخر من المفسرين على ان الكوثر هو فاطمة الزهراء سلام الله عليها بعد ان وصف الاعداء الرسول بالابتر ( مقطوع الذرية ) في قول الله سبحانه وتعالى((إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ)) وفي كل التفسير ين ان كان الكوثر نهرا او كان فاطمة الزهراء فكلاهما كوثرا من الله الى امة محمد صل الله عليه وعلى اهله وسلم .
فمثلما كان الكوثر نهرا في الجنه وحوضا للرسول يوم لا ساقي سواه فكذا الزهراء كوثرا في الدنيا والاخرة وسر الولاية الكبرى وهنا نسال ماذا لو لم يكن كوثر اهل البيت في الدنيا كيف يكون حالنا ؟ .
ذلك النهر العذب الذي ينهل منه كل محب لاهل بيت الرسول بل كل محبين الانسانية
هذا النهر الذي لولاه لبقت الارواح تعاني الجفاف ، فهم رحمة الله وبابه الواسعة الذي نلج منه الى فضاء الرحمة الخاصة والعامة وهم اوتاد الارض بدونهم لساحة وتدحرجت ، بهم عرفة سماحة الاسلام و بهم عرف الحق وبان الباطل فهم منهل العلم وترجمان القران ومراة السنة النبوية الشريفة .
ملاين من البشر يعيشون بفضلهم وعلى ضفاف نهر عطائهم ، بفضلهم يكسب البعض لقمة العيش وبفضلهم يتنفس البعض حين تضيق الصدور وتشدد النوائب . بفضلهم نجتمع ويفضلهم ناكل ونشرب .
فهم كوثر النفوس الحائرة والعطشى للحقيقة
لست قادرا على ان اتخيل لحظة واحد من حياة الدنيا دون ان تمتد يدنا لذلك النهر الذي تجاوره النفوس وتقف على ضفافه مطمئنه من هول العطش ، فهم سبل النجاة في الدنيا وحبل الامل
المتين في الاخرة ،
نهر لا ينضب ولا يمسه الرجس فهو عطاء غير محدود رغم ان مليارات من البشر ينهلون منه بدون تميز ، ولكنه يبقى متدفق عطاء ورحمه وشفاء لما في الصدور .
فهو دواء المريض وفرج المكروب وباب الرزق .
في كل لحظة وفي كل ثانية مليارات من الايدي تمتد اليه لتنال غرفة عطاء دواء كانت او فرج او طلب رزق او حاجة خالجت النفس .
قد يتخيل البعض حدود لهذا النهر ولكن الحقيقة ان حدوده هي اقطار السموات والارض نهرا غير محدود لانه عطاء اكرم الاكرمين الى اشرف خلق الله واحبهم اليه ومنه الى امته ومحبيه .
انا اعطيناك رحمة لا تنضب وباب لاتغلق وحبل متين لا ينقطع مهما نالت منه سكاكين الايدي الملوثة بالذنوب والجفاء ونكران النعمة .
انا اعطيناكم محمد والمحمد رحمة ورضوان من الله اكبر ونهرا سائغا للشاربين فهنيئا لمن يغترف منه بيد طاهرة ونفسا شاكره وعقل يدرك النعم .. ({ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأبتر})
انحر الانا وتصدق بالعطاء وعلم ان وصول يدك الى هذا النهر توفيق من الله وعطاء ونعمة يجب ان تشكر . ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾.