الجمعة - 29 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


🖋️🖋️محمد شرف الدين ||

” براءة من الله ورسوله الى الذين عاهدتم من المشركين”

الاية الكريمة تشير الى قاعده اجتماعية مهمة في حياة المجتمع الموّحد حيث تبين طبيعة العلاقة بين مجموع افراد المجتمع الاسلامي والمجتمع المشرك او العدو او المجتمع الناصب العداء للمسلمين.
وقد اكد القران الكريم على وجود هذه القاعدة ، بل اعتبرها الشرع المقدس من فروع الدين ، ومن الايات التي تؤكد هذه القاعدة. قوله تعالى
” يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا الكافرين اولياء من دون المؤمنين”
واكثر من ذلك فقد ذكرها القران الكريم كفعلٍ فعله قوم وصاروا اسوةً للاخرين ، حيث يقول الباري تبارك وتعالى
” قد كانت لكم اسوة حسنة في ابراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده”
فعليه هذه الايات ترشدنا الى واقعية هذه القاعدة في المجتمع الموّحد حيث ذكرها ملاك ومحور للاقتداء والاتباع وميزان البراءة او مقياسها واساسها هو عدم الشرك بالله اي رفض عبودية الطواغيت اي التوحيد الالهي العملي.
كما تذكر الاية في مكانين
– ” انا براء منكم ومما تعبدون من دون الله ….”
– ” كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء حتى تؤمنوا بالله وحده ”
وهذه القاعدة لها مراحل و عدة مستويات ،
واول هذه المستويات ، هو مستوى اعلان و اعلام العدو بالبراءة،
حيت تقول الاية
” اذ قالوا لقومهم انا براء منكم….” اي اعلام العدو او الطرف الاخر ان مبتعدون عنكم ولا نتبع خطواتك ولا نودكم .
ففي هذا الإعلان للبراءة وقعة وصفعة قوية للعدو ، وفي نفس الوقت تكون زيادة حرص وحذر – نتيجة اعلان المسلمين البراءة – من الاعداء وتقويه للايمان الموجود بين افراد المجتمع وتوكلهم على الحق تعالى ،
المستوى الثاني : المخالفة العقدية لهم
حيثت تقول الايه
” ….كفرنا بكم ….”
في هذا المستوى تتجسد البراءة النظرية فالكفر بما يعتقده اعداء الاسلام اي عدم تصديق اصلا بما يطرحوه من مفاهيم ونظريات وايدولجيات لانها كلها صارت من وليهم الظالم او المستكبر.
لان ثقافتهم وافكارهم لا ترتكز على هداية الحق تعالى بل تبتني على ايجاد ركائز فكرية قبال دعوة الله عز وجل، وهذا ما نشاهده اليوم كيف ان افكارهم قد غزت عقول متعلمينا وكتب مكتباتنا العامة حتى بعض الوسائل الاعلاميه قد غُزيت بثقافة أعداء الاسلام .
المستوى الثالث : العداوة والبغضاء
حيث تقول الاية
” وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء ابدا حتى تؤمنوا بالله وحده”
و هذا المستوى يجسد البراءة العملية التطبيقية، اي الحرب والقتال في سبيل الله ضد اعداء الله ، وهذا القتال مستمر الى ان يتحقق الهدف من البراءة او اساس البراءة وهو الايمان بالله وتوحيده العملي ورفض غيره من الظالمين والمستكبرين واتباعهم و هذا المستوى كثيرا ما نردده في زياراتنا للائمه سلام الله عليهم اجمعين.