الجمعة - 29 مارس 2024

حزب أللَّه تجربة ونجاح قُوَّة وأقتِدار الجزء الثاني (2)

منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


✍️ * د. إسماعيل النجار ||

🔰 بعد الإنسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان عام 2000 بدأت المقاومة تستعد للمرحلة الثانية من العمل العسكري بوجه العدو الصهيوني، وبدأت العمل على التطوير اللوجستي والعسكري والتدريب وتجهيز قوة ردع موازية لقوات النخبة لديها تستطيع من خلالها ردع العدو في حال حصول أي إعتداء على الأرض اللبنانية،
فكان سلاح الصواريخ هو الهدف المركزي بعمل المقاومة وتم التركيز عليه، إلى جانب ولادة قوة جوية للرصد والإستعلام قامت بجهود ذاتية جبارة بمساعدة إيرانية أضفَت على قوة المقاومة قوة جديدة وأصبحت أيوب مفخرة لدى جمهورها زادتهم يقيناً بالنصر وإيماناً بها.
اغلبية الشعب اللبناني يؤيد هذه المقاومةوبإستثناء قِلَّة من أصحاب التاريخ الأسوَد بالذبح على الهوية أذناب السعودية التي بدأت تحضر بالتنسيق مع الإمارات والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل إلى فتنة داخليه تفجرها بوجه حزب الله لكي تقضي على سمعته وتجرده من سلاحه، لكن الله كانَ أقدَر وأقوَىَ من قريش وأبرهة وأفشَل مؤامراتهم ونصرَ حزبه الإلهي،
في العام ٢٠٠٥ إغتالت إسرائيل وأمريكا والسعودية رفيق الحريري رئيس وزراء لبنان بهدف خلق فتنة سنية شيعية تصدَّى لها حزب الله وأفشلها بقوته وصموده وتحدِّيه محوَر الشَر الأميركي الإسرائيلي السعودي، الأمر الذي دفعَ بالسعودية والإمارات الى الضغط على إسرائيل للقيام بعمل عسكري ضد لبنان للقضاء على المقاومة وأبدَت الرياض وابو ظبي تمويل كامل الحملة العسكرية التي ظنوا أنها ستستمر لأيام وتنتهي، وكان موعدها في شهر أيلول أو تشرين اول قُبَيل فصل الشتاء، لكن الأقدار دفعت بالمقاومة إتخاذ قرار تنفيذ عملية أسر جنود إسرائيليين على الخط الفاصل بين البلدين إتخذتها إسرائيل ذريعة للحرب لكنها أنقذت لبنان وحزب الله من عنصر المفاجئة الذي لم يكُن متوقعاً أو بالحسبان.
**عملية الأسر كانت بتاريخ ١٢ تموز ٢٠٠٦ فأندلعت شرارة الحرب بين المقاومة وإسرائيل وبداءَ يشتَد لهيبها فأستخدمت إسرائيل كامل قوتها النارية جواً وبحراً وبراً وعندما لم تستطع إنجاز أي نجاح بدأت بالتقدُم براً على عدة محاور كان رجال المقاومة لها بالمرصاد فلقنوهم دروساً في القتال لم يشهدوها مع العرب من قبل ولم يعهدوها من فريق مقاوم، إذ حصلت مواجهات في بعض الأحيان عن مسافة صفر دفعَ الجيش الصهيوني نتيجتها ثمناً باهظاً من رجاله وعتاده، وبإعتراف بعض الجنود اللذين تجرأوا الظهور على شاشات التلفزَة أقروا بأنهم كانوا يسمعون عن جهنم لكنهم تعرفوا عليها في جنوب لبنان في معركتهم مع مقاتلي حزب الله الأشداء وأنهم خاضوا تجربة لن يسمحوا لأنفسهم بتكرارها وهذا ما تسبب بالكثير من عمليات الفرار من الجيش والإنتحار التي تجاوزت المئات وليسَ العشرات.
**تاريخ ١٤ آب كان موعد وقف إطلاق النار الذي إستجداه الصهاينة من مجلس الأمن وعادَ جنودهم مخضبين بالدماء مشَوَّهين خاسئين يشكرون الله على عودتهم الى عوائلهم أحياء.
**إحتفل حزب الله بالنصر الإلهي ونزلت الملايين الى ساحة الإنتصار حيث خرج اليهم سيد المقاومة السيد حسن نصرالله خاطباً بهم مناديهم ب يا أشرَف الناس، واعداً إياهم بنصرٍ جديد قائلاً :
لقد وَلَّىَ زمن الهزائم وجاء زَمن الإنتصارات.

♦ يُتبَع حزب الله تراكم القوَة.

✍️ * د. إسماعيل النجار/ لبنان ـ بيروت