الجمعة - 29 مارس 2024

ظريف وزيارة العراق..وملفاتها الثقيلة

منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


علي فضل الله ||

ايران على مشارف العودة بالحوار مع الولايات المتحدة الامريكية فيما يخص الملف النووي، وهذا الحوار قد يجبر ايران الى التهدئة في المرحلة القادمة من اجل الظفر برفع العقوبات الامريكية عنها، لما لذلك من اهمية كبيرة على الجنبة الاقتصادية لايران ورفع معاناتها التي امتدت لاكثر من عقدين مضت..
بنفس الوقت فالجمهورية الاسلامية تدرك جيدا، أن أمريكا ستحاول تعويض تلك الهزيمة الدبلوماسية في الملف النووي بترسيخ نفوذها على الجغرافية العراقية، مستثمرة بذلك (طبعا الكلام عن امريكا)حاجة ايران لعودة الحوار في ملف 5+1، وتلك الحاجة قد تجبر ايران لاعطاء اوامرها لمحور المقاومة بالتهدئة وضبط النفس قدر المستطاع وعدم التصعيد العسكري باستهداف المصالح الامريكية.
عليه فقدوم ظريف هو التحاور مع الحكومة العراقية وخصوصا الشركاء السياسين العراقيين، بضبط ايقاع الحوار الاستراتيجي ما بين العراق والولايات المتحدة الامريكية، والضغط على الشركاء السياسين العراقيين بأخراج القوات الامريكية من العراق وعدم السماح لهم ببناء اية قواعد عسكرية على امتداد الاراضي العراقية، لان ذلك بحسابات الجانب الايراني يشكل تهديدا لامن المنطقة وللامنهم الاستراتيجي الايراني، في المرحلة القادمة.
واذا ما نجحت ايران بذلك، من خلال اقناع الحكومة العراقية حول هذا المطلب،فانها ستكون قد انتصرت مرتين في الجانب الدبلوماسي بإجبارها الولايات المتحدة الامريكية بالعودة الى حوار الملف النووي مع رفع كامل العقوبات عنها وتحجيم الوجود الامريكي في العراق، وان كان المطلب الثاني(اخراج القوات الامريكية من العراق)صعبا لاسباب كثيرة، قد يكون من اهمها حالة الانقسام السياسي لدى الطبقة السياسية العراقية وخصوصا المكون السياسي الشيعي الاقرب ايديولوجيا لايران باتجاه التواجد الامريكي، بالاضافة الى ارتباك الحكومة العراقية اتجاه هذا الامر، والتي هي اقرب الى فكرة بقاء القوات الامريكية في العراق، وذلك ما يقلك ايران وحكومتها.
كما ان المتوقع من زيارة ظريف حث الحكومة العراقية بلعب دور اكبر في تقريب وجهات النظر ما بين ايران والسعودية في دور الواسطة الذي تمارسه العراقية لتلطيف الاجواء وعودة العلاقات الايرانية السعودية، لان ذلك سيلعب دوا” كبيرا بابعاد المنطقة من الازمات التي انعكست سلبا طيلة العقدين الماضيين، في ظل تقارب ايراني قطري، وحتى ايراني اماراتي، كما ويتوقع من وزير الخارجية الايراني السيد ظريف مناقشة ملف الطاقة فيما يخص تصدير الطاقة الكهربائية والغاز لمحطات التوليد العراقية..
اذن هي زيارة نستطيع ان نسميها ثلاثية الابعاد والغرض.