الخميس - 28 مارس 2024

ثوابت الصراع مع حلف الشيطان ومسكنات ألحلول..!

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


✍️ * د. إسماعيل النجار ||

🔰 مَن يقرأ تاريخ الصراع الطويل بين محوَر الشر الأميركي الصهيوني وقِوَىَ المقاومَة والتحرير منذ إغتصاب فلسطين حتى يومنا هذا، يُدرِك جيداً أن أنصاف الحلول التي قَبِلَ بها العرب لَم تأتي بجديد لهم وأنها منحت إسرائيل فُرَصاً كثيرة من خلال جولات الحوار والتفاوض أكسبتها الوقت الكافي لتثبيت نفسها وتنمية قوتها وقضم ما تبقى من أراضي فلسطين،
**حتى أنَّ الإنتقال الصهيوني إلى المرحلة الثانية من مخططهِ بالتَوَسُع أصبَح قآبَ قوسين أو أدنىَ بعد عمليات الإنبطاح والزحف العربي نحو تل أبيب والهرولَة نحو التطبيع.
**أيضاً مفاوضات السلام التي انطلقت عجلتها في واشنطن بين مصر والكيان الصهيوني بعد زيارة أنور السادات الى القدس منحت الولايات المتحدة الأميركية القوة والقدرَة على إختراق أنظِمَة المِحوَر العربي وتفتيتها والسيطرة على أغلبية تلك الدُوَل التي كانت حليفة للإتحاد السوفياتي السابق بعد زرع الخلافات بين بعضها البعض،
وكانَ الصراع الكبير الذي كان يدور بين عراق صدام حسين من جهة وسوريا من جهة أخرى برعاية سعودية والتصدي السعودي الدائم للرئيس جمال عبدالناصر هوَ بداية الإنقسام العربي الحقيقي الذي أوصل اليوم الأُمٍَة العربية الواحدة إلى حآل يوصف بالأُمَم العربية المتنازعة.
**التاريخ لن يرحم غباء وخيانة القادة العرب اللذين وجهوا سفينة المواجهة نحو جُرف الإستسلام والخنوع وتقديم التنازلات،
لأن كافة القادة العرب اللذين توالوا على حُكم دُوَلِهِم جائوا بدعم إستخباراتي أميركي وصنيعة أميركية.
** من جهتها الشعوب العربية التي تجمَّدَت بنَيتروجين السلام مع دولَة أمعَنَت بالقتل والإعتداءآت وإذلال العَرب، أصبح مفهوم المقاومة لديها شبيه بروايات ليلى والذئب التي تُصَوِّر للناس إنتصار ليلى عليه رغم ضعفها!
كما دأبَت قِوَى الإستعمار بين فترة وأُخرى على مَنح العرب نصر وهمي محدود تتغَنَّىَ به أمام شعوبهم لكي تبقى هذه الشعوب أسيرة الأوهام والحلم بالنصر.
**بعد صفقة أوسلو الجريمة ومنح منظمة التحرير الفلسطينية بقعة أريحا لإعلان السلطة الفلسطينية عليها، تَم تحقيق أول نجاح أميركي إسرائيلي بتواطئ رسمي عربي بترويض النمر الفلسطيني وإدخاله القفص الصهيوني والإمساك برقبته عن قُرب.
**وحدها ثورة الإمام الخميني العظيم كانت المفاجئة الغير متوقعة لرأس الشر العالمي وربيبته إسرائيل، حيث دَخَلت الأمة العربية والإسلامية عالماً جديداً من الصراع مع هذا العدو المتغطرس في ظل أجواء الإنحطاط التي يعيشها العرب والوهم الكبير بأن جيش إسرائيل لا يُقهَر!
حيث أثبَتتَ الأيام أن هذا الكيان المصطنع اللقيط أوهَن من بيت العنكبوت بعدما توالت فوق رأسه الهزائم منذ عام ٢٠٠٠ ولغاية اليوم كما أثبتت المواجهات العسكرية التي خاضتها المقاومة الإسلامية في لبنان والحركات الجهادية في فلسطين أن الجندي الإسرائيلي أجبَن من أن يقف بمواجهة شُبَّان لبنانيين وفلسطينيين في مقتبل العُمر ومواجهتهم.
**إختار زناديق العرب عموماً والخليج خصوصاً المقنعين بوجه الإسلام طريق الذُل والمهانة والإستعطاف مع واشنطن وتل أبيب، ودفعوا ثمن حماية عروشهم ثروات شعوبهم التي ترزَح تحت خط الفقر.
بينما إختارت إيران والعراق وسوريا ولبنان واليمن طريق المواجهة ولو كانت طريق ذات الشوكة التي سلكها الأنبياء والأولياء من قبل، وهآ هي الجمهورية الإسلامية تحققُ النصر تلو النصر على عدوها الأميركي الصهيوني اللدود، ومحادثات فيينا التي تجري حالياً برعاية الدوَل (٤+١) خير دليل على تراجع هيبة أميركا أمام صمود وتَعَنُت الأسد الإيراني الشجاع.
**إنَّ ثوابت الصراع مع أميركا وحلفائها لدى محوَر المقاومة لن تتغيَر، وستبقى الحلول الجزئية الحالية عبارة عن أنصاف خلول ومُسكنات موضعية لحين إجراء الجراحة الكُبرى وإستئصال الغدة السرطانية الصهيوأميركية من المنطقة،
*والله ولي الأمر والتدبير

✍️ * د.إسماعيل النجار / لبنان ـ بيروت