الخميس - 28 مارس 2024

لعبة عض الاصابع والمتغيرات السياسية في المنطقة

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


محمد العيسى ||

وصل القصف المتبادل بين فصائل المقاومة من جهة وجيش الكيان الصهيوني من جهة أخرى الى حدود خطيرة كما يظهر من عمليات الطحن المتواصلة التي يقوم بها جيش الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة ،في حين تواصل فصائل المقاومة في قطاع غزة ،صمودها وقصفها للداخل الفلسطيني دون أن تتمكن آليات العدو وماكنته العسكرية من فت عضد المقاومة وشل قدرتها على إطلاق الصواريخ .
الكيان الغاصب لايملك خيارا غير استهداف البنية التحتية لقطاع غزة وقتل المدنيين للضغط على فصائل المقاومة ،ولاحداث شرخ بين الأهالي في فلسطين وفصائل المقاومة ،الاانه لم ينجح في ذلك ،فالفلسطنيون وكل شعوب العالم الحرة تواصل وقوفها خلف فصائل المقاومة ،ادراكا منها أن هناك متغيرات سياسية كبيرة ستفرضها هذه الحرب رغم الخسائر في صفوف المدنيين والبنية التحتية في قطاع غزة.
الحرب بين فصائل المقاومة وجيش الاحتلال ستفرض قواعد لعبة جديدة لاينحصر مداها وتأثيرها على الواقع الفلسطيني فحسب ،انما سيمتد تأثيرها إلى المنطقة بالكامل ،فامريكا الداعم الأكبر للكيان الصهيوني في عهد اوباما تختلف عن تلك التي في عهد ترامب ،فالرئيس الأمريكي الجديد يسعى لحل مشاكل المنطقة وعدم الغوص في وحلها ،تحت تاثير وضغط القطب العالمي الجديد المتمثل بالتنين الصيني الذي يلوح باقتصادياته الهائلة ،وتاثيره الكبير في المعادلات السياسية .
الحرب القائمة اليوم سوف تفرض معادلات جديدة في اسرائيل فنتنياهو ،لم يعد طرفا رابحا في هذه المعادلة رغم الدعم من الحاضنة العنصرية في فلسطين المحتلة ،فهذه الحرب سوف تسقط جميع المتطرفين والعنصريين ،لان المنطقة بحاجة إلى إعادة تأهيل والى بسط الأمن والسلام بقناعة إدارة بايدن
في فلسطين هناك متغيرات ستطرأ نتيجة هذه الحرب ،فلم يعدرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مؤهلا للبقاء في إدارة هذه السلطة ،ومحور السعودية، الامارات سوف يفقد أدواته بعد مواقفهما المؤيدة للرئيس الفلسطيني والكيان الصهيوني وسينتصر في مقابل ذلك المحور الإيراني-التركي _ القطري الداعم لمحور المقاومة في فلسطين .
أما الملف النووي الايراني فسوف يحسم لصالح إيران وبشروط إيرانية بعد أن أدركت ادارة بايدن أن الرفض الإسرائيلي للاتفاق النووي سيضع المنطقة على كف عفريت ولايمكن المضي خلف التوجسات والشروط الاسرائيلية كما مضىت ادارة سلفه ترامب .
في العراق لم يعد للجوكرية فرصة في الوصول للسلطة وسيفقدون كل ادواتهم والدعم الأميركي . امريكا تسعى لإعادة الجيل الاول للسلطة في العراق ،وارى حظوظ نوري المالكي كبيرة في هذا الصدد..
لعبة عض الاصابع ستنتهي لصالح محور المقاومة في المنطقة ،فامريكا لاتريد اشعال المنطقة بعنتريات نتنياهو ومخاوف السعودية،ولاتريد إحداث تغييرات سياسية كبيرة ربما تؤدي إلى منزلقات خطيرة فهذا ماتخشاه تماما فاولوياتها هي الصين القادمة بقوة التي ستحول العالم إلى ثنائي القطب لامحالة .