الخميس - 28 مارس 2024

(فيسبوك) ينشيء مركز عمليات خاص بمراقبة المحتوى، على المنصات التابعة لها “فيسبوك – إنستغرام – واتسآب”

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


متابعة ـ شغاف كاظم الموسوي ||

لغط واسع أثير عبر مواقع وتطبيقات التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة حول “خوارزميات” تلك المواقع، لا سيما “فيسبوك” فيما يتعلق بالتصعيد الحالي في غزة وإسرائيل، بعد اتهامات بـ”ملاحقة المحتوى الفلسطيني” وتعليق بعض الحسابات لنشر محتوى مخالف لمعايير النشر على “فيسبوك”.
وفي الوقت الذي اتهم فيه نشطاء موقع “فيسبوك” بخفاء المحتوى الفلسطيني، لجأ الكثيرون إلى حيل مختلفة للهروب من خوارزمياته والتحايل عليها لنشر المحتوى الذي يريدونه دون التعرض لحذف المنشور، أو حتى حظر وتعطيل الحسابات كما حدث لآخرين خلال الأيام الأخيرة بشكل لافت.
تلك الحيل التي يعتقد البعض بأنها “ناجحة في التحايل على معالجات اللغة المستخدمة من جانب خوارزميات تلك المنصات”، تحدها في الوقت نفسه شكوك حول مدى نجاحها، بالنظر إلى “تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل لافت، وتعاملها حتى مع مختلف اللغات، بما في ذلك اللهجات العامية”
ول تلك الحيّل كانت من خلال كتابة الكلمات التي يُعتقد بحساسيتها وقراءتها من خلال خوارزميات فيسبوك، وذلك بأحرف متقطعة حتى تصعب عملية تصنيفها أو الكشف عنها من قبل تلك الخوارزميات، على غرار: (غ ز ة) و(إ س ر ا ء ي ل).
ومن بين الحيل أيضاً التي لجأ إليها بعض المستخدمين، كتابة الكلمات ذاتها بالعربية، مع اقتطاع أو حذف الحرف الأوسط وكتابته بالإنجليزية، كي تصعب عملية تصنيفه أيضا، كتحايل على خوارزميات فيس بوك ومعالجات اللغة الذكية، على غرار كتابتهم (إSـرائيل، غـ Z ة).. إلخ.
وبموازاة ذلك لجأ عديد من المستخدمين الذين ينشرون محتوى مرتبطاً بالتصعيد الحالي بين فلسطين وإسرائيل، والذين يستخدمون في بعض الأحيان مصطلحات قد تكون معرضة لقيود معينة عبر “فيسبوك”، إلى الكتابة العربية “بدون تنقيط” ضمن حيل الهروب من الخوارزميات، وقد برر أحد مستخدمي تلك التقنية أو الحيلة، قائلا (بدون نقاط): “مساحه امٮه ىٯدر ڡىها السحص ىٯول اللى هو عاوره”، أي “مساحة آمنة يقدر فيها الشخص يقول اللي هو عاوزه (ما يريده)”.
ولم يجد كثير من المستخدمين صعوبة في فهم وقراءة تلك “الشفرات” أو الحيل، وهو ما شجّع الكثيرون على الاعتماد عليها في موضوعات مختلفة؛ ظناً أنها ناجحة في خداع الخوارزميات.
لكنّ خبير أمن المعلومات الدكتور محمد الجندي، يتحدث في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية عن صعوبة التحايل على الخوارزميات الخاصة بمواقع التواصل الاجتماعي، مقللا من إمكانية أن تمثل تلك السبل حيلة من أجل الهروب من تلك الخوارزميات أو خداعها.

ويشير الجندي إلى أن كتابة الأحرف بشكل متقطع أو باختصارات بعينها أو حتى كتابة الكلمات بدون النقاط، لا يمكنها أن تمثل نمطا ناجحاً من أنماط التحايل؛ باعتبار أن هناك في تلك المواقع خاصية لمعالجة اللغات، بما في ذلك اللغة العربية، “حتى لو كانت الكلمة غير مكتملة أو مكتوبة بشكل مختلف يتم كشف تلك الكلمة ومعناها”.
وتستطيع مواقع التواصل اكتشاف وتحري الكلمات المختلفة بأي شكل مكتوبة به، لكنها “تحتاج إلى فترة حتى يتمكن النموذج الخاص بالذكاء الاصطناعي قراءة المكتوب”، طبقا للجندي.
هذا وقد أصدرت شبكة (فيسبوك) للتواصل الاجتماعي، الأربعاء 19أيار/ مايو، أول رد فعل بعد تزايد الاتهامات بحقها بأنها تمارس العنصرية بطريقة تعاملها مع التصعيد في غزة والاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.
وأوضحت (فيسبوك) في بيان نشره موقع (ذا هيل) الأمريكي أنها قررت ، وفق ما نقل موقع (سبوتنك).
وأشارت إلى أن المركز يضم متحدثين بالعربية والعبرية، لتحديد المحتوى الذي ينتهك سياسة (فيسبوك).
وقالت مونيكا بيكرت، نائبة رئيس سياسة المحتوى في (فيسبوك)، إن مركز العمليات الخاصة لديه إمكانات على مدار 24 ساعة ويتضمن متحدثين أصليين للغة العربية والعبرية لمساعدة فيسبوك في تحديد المحتوى الذي ينتهك سياساته، وكذلك استعادة المحتوى الذي تمت إزالته عن طريق الخطأ.
وتابعت بقولها إن مركز العمليات الخاصة، الذي تم تشكيله رسميًا الأسبوع الماضي، يضم أعضاء من فرق مراجعة المحتوى وسياسة المحتوى في (فيسبوك) ويجعلهم على اتصال منتظم مع بعضهم البعض للمساعدة في تحديد “المشهد المتغير” والاستجابة له، وستستمر تلك العملية “طالما كان الوضع ضروريا”.
وأوضحت المسؤولة أن مسؤولين تنفيذيين من (فيسبوك) التقوا الأسبوع الماضي بوزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، كما التقى نائب رئيس (فيسبوك) للشؤون العالمية والاتصالات، نيك كليج، برئيس وزراء السلطة الوطنية الفلسطينية، محمد اشتية، من دون أن تحدد طبيعة تلك اللقاءات وما دار فيها.
ووجه نشطاء مواقع تواصل عرب انتقادات كبيرة في الفترة الأخيرة، لفيسبوك بسبب حذفها منشورات وحظرها حسابات تنتقد الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، ووصفتها بأنها تحض على “خطاب الكراهية”.