الخميس - 28 مارس 2024
منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


حسين فائق آل عبد الرسول ||

كثيرا ما نسمع ثم نستمع من جهات متنفذة سواء كانت حكومية او غيرها ورود عبارة ” قوانين صارمة ” اذ تذكر هذه العبارة عند التأكيد على فرض القانون وتطبيقه بجميع مفاصله من غير تهاون او تردد وعند سماع هذه العبارة مع نبرة الحدة والشدة التي يستخدمها المتحدث تشقعر لها الابدان ويبدأ المواطن بمشوار الحذر من مخالفة القانون ويوصي أهله واصدقاءه بضرورة التقيد بالتعليمات القانونية فالمسؤول استخدم عبارة ” قوانين صارمة ” لذا فالأمر مهم والجهات التنفيذية ستكون متشددة في اتباع تلك القوانين والتعليمات ؛ وما إن تشرق شمس اليوم التالي فيخرج المواطن متخذا جميع إحتياطاته وملتزما بحذافير التعليمات خوفا من صرامة القانون …
وإذا به لا يجد شيئا من تلك الصورة المنضبطة التي رسمها في مخيلته ، فالمسؤول لم يلتزم والجهات التنفيذية لا تأبه بتلك القوانين “الصارمة” ان لم تكن تجهلها أصلا …
اذن لا بد للمسؤول ان يحذف هذه العبارة من خطاباته او يتبنى تطبيق معناها ناظرا لسلبيات تطبيقها وإيجابياتها ، فكثرة القوانين من غير تطبيقها تضعف من هيبة الجهات المصدرة لها من جهة ، وتشجع على التمرد من قبل بعض فئات المجتمع من جهة اخرى .