الخميس - 28 مارس 2024

من غرائب اسماء الله في الكتاب المقدس..!

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


إيزابيل بنيامين ماما اشوري ||

سؤال من الاخ حيدر كاظم الصريفي ، على موقع كتابات في الميزان حول موضوع إيليا يقول فيه :
((الاخت العزيزة إيزابيل بنيامين ماما اشوري اتمنى ان تكوني باحسن حال ،، لدي تساؤل حول الكتاب المقدس ، لدينا في كتابنا المقدس القرءان ان لله اسماء متعددة تسمى الاسماء الحسنى ،، هل يوجد اسماء للاله في الكتاب المقدس ،،؟؟ )). (1)
الجواب . مرحبا اخي الطيب حيدر كاظم الصريفي حياكم الرب .
باختصار اقول أن الكتاب المقدس الصق بالرب الله كل الاسماء حتى المجهولة المعنى والقبيحة لا بل ان بعض الاسماء لا ادري كيف تعني (الله) مثل اطلاق كلمة (صخر) على انها اسم من اسماء الله. كما نرى ذلك في سفر التثنية 32: 4 (هو الصخر. إن جميع سبله عدل. إله أمانة وعادل هو).
أما بالنسبة لأسماء الله التي وردت في العبرية هي (الوهيم،و إيل، و عليون، و شداي،و يهوه. وفي اليونانية ثيوس . وتترجم أيضا إلى يهوه و، يهوفا ، ويهو) .ولكن أكثرها انتشارًا اسم إيل مع مشتقاته إيليم وإلوهيم ، و إلوي.
يقول القس انطونيوس فكري : (كانت كل أسماء الله أصلا تدل على صفاته، ولكن اشتقاقات الكثير منها – ومن ثم معانيها الأصلية- قد فقدت، فكان لا بُدّ من البحث عن معان جديدة لها) .
ومن هنا فإنهم ادخلوا موسى ضمن قائمة الآلهة فقالوا كان موسى إلها (إلوهيم) لفرعون ولهارون ، كما مذكور في سفر الخروج 7 : 1 . ولكن آباء التوراة والكنيسة كانوا يظنون أن هذه الاسماء هي أثار لغوية باقية من مرحلة سابقة من مراحل الفكر قبل الأديان وهي متعلقة بمراحل تعدد الآلهة.
ولكن مع ذلك فإن هناك اسماء لله اذكر لك منها مع الاضافات : أولا إله إسرائيل باعتباره أسمى عن كل الآخرين المدعويين آلهة، وكثيرا ما تضاف ألقاب وصفية. مثل (فايل عليون) يشير إلى إله إسرائيل الأعلى بين الآلهة ، وهكذا (ياه عليون) وتعني الرب العلي و عليون (العلي) وكذلك (إيل شداي) وتعني الله القدير .
وهناك آلهة ارتبطوا بأسماء الانبياء او القبائل وتقريبا جاء القرآن على ذكرها امثال : إله إبراهيم وإله إسحق وإله يعقوب وإله سام ، وإله العبرانيين وإله إسرائيل . حيث يعتقد اليهود أن لكل قبيلة إلهها الخاص بها الذي يُمثلها ويُدافع عنها امام كبير الآلهة وان التماثيل التي يعبدها الناس والتي يتقربون بها إلى الرب الأكبر ما هي إلا آلهة صغيرة انتهى دورها على الأرض ورجعت إلى السماء.
وقد استخدمت بعض الأسماء للتعبير عن قوة الله وعظمته كوصف له، وهي ( صخر والعزيز والملك والسيد وكذلك بعل أي المالك أو السيد) حيث أنه يظهر في بعض أسماء الأعلام العبرية مثل (يربعل وأشبعل. و يهوه صباءوت (رب الجنود) أو إلوهيم صباءوت (أو إله الجنود). ويقصد به عموما رب الملائكة حيث انهم جنوده .
يقول اليهود في تفسير معنى رب الجنود كان رب الجنود في الأزمنة المبكرة يعنى إله الحرب الشاب الأشقر المفتول العضلات الذي قاد جيوش إسرائيل بنفسه يمتطي فرسا أبيض من صنع يده وبيده سيف ذو حدين تطربهُ قرقعة تكسر الجماجم ويؤنسه لون الدم ويسكر على صوت أنين الضحايا، ولكنه فيما بعد أخذ عند شيخوخته يرسل الجنود أبناءه الملائكة للقتال ويضربون بذلك مثلا فيقولون بعد أن شاخ الرب وضعف عن حمل السلاح اخذ يرسل أبناءه للمعركة نيابة عنه كما فعل في معركة بدر في زمن الاسلام حيث ارسل جنوده الملائكة للقتال ولذلك يُقال له رب الجنود.
وكذلك يرد اسم الله قدوس أو القدوس في الكتاب المقدس تقريبا (125) مرة .
وعلى سبيل المثال ففي الخروج يعلن الرب بأنه (أهيه) سفر الخروج 3: 14(فقال الله لموسى: أهيه الذي أهيه. وقال: هكذا تقول لبني إسرائيل: أهيه أرسلني إليكم). وهو صيغة مختصرة لـ إهيه أشير إهيه المترجمة أهية الذي أهيه أي (أنا هو الذي أنا هو) ويستخدم اليهود هذا الاسم في السحر النيكرونوميكون.لا بل يقولون بأن اسم الرب الاعظم موجود ضمن احد اشهر اسماءه (……….). وهو موجود عند الحاخام الأكبر لطبقة السنهدريم المتربع على مجمع الكهنة وخصوصا ممن تبقى من نسل لاوي والذي يستخدمه اليوم في حماية إسرائيل وصب الويلات بواسطته على اعدائهم.
في سفر التكوين قال يبدو أن قولهم (أنا هو) كان مستخدما منذ العصور المبكرة، وهناك نظريات تنادي باشتقاقه من مصر أو أشور أو تربطه إتمولوجيا (من ناحية أصل اللفظ وتاريخه) بزيوس أو غيره.وفي اكثر الأزمنة التي نزل فيها الرب بين الناس كان يتقمص شخصية إيلي إيليا ، ولكن المسيحية انكرت ذلك وقالت بأن المسيح هو الرب النازل في جسده وليس إيليا وإنما إلرب يتكلم على يد إيليا كما ورد في سفر الملوك الأول 17: 16(قول الرب الذي تكلم به عن يد إيليا). ولكن سفر الملوك الأول يُكذب مزاعمهم ويقول بأن الرب هو إيليا وهو احب اسماءه إليه وقد قام بقتل جميع انبياءه في فترة من الفترات ولو لم يكن هو الرب اسما وجسما لما فعل ذلك كما يقول في سفر الملوك الأول 19: 1(وأخبر أخآب إيزابل بكل ما عمل إيليا، وكيف أنه قتل جميع الأنبياء بالسيف فأرسلت إيزابل رسولا إلى إيليا تقول: هكذا تفعل الآلهة). وقد رد الأب عطية بهنام على من يزعم بأن إيليا ليس هو الرب بقوله : (إذا كان إيليا ليس هو الرب فبمن استغاث يسوع ، ولماذا عندما تنتهي مهمة الرب إيليا يصعد دائما بمركبات من نار إلى السماء). (1)
ولكن منذ زمن مبكر زعم اليهود والمسيحييون بأن إسم (الله) مقدس ولا يُمكن لعامة الناس ان تنطقه ، فقاموا بحذف كلمة الله التي كانت تتردد في الكتاب المقدس ( 2249 ) مرة فرفعوها واستخدموا بدلا منها (يهوه) او الاسماء المذكورة أعلاه ، ولكن قبل مائة سنة قررت المجامع ارجاع إسم (الله) إلى الكتاب المقدس ، فقاموا بإرجاعه ولذلك نراه الان يلوح في الكتاب المقدس بنفس العدد المحذوف وهو (2249 ) مرة بعد أن رفعوا اسم يهود واعادوا الله إلى مكانه. ولذلك فإنك لو بحثت عن إسم الله في الكتاب المقدس قبل مائة عام لما وجدته ولكن لربما يلوح في بعض الطبعات الآرامية القديمة جدا والغير معترف بها.
باختصار هذا بعض ما يتعلق بصفاة الله واسماءه في الكتاب المقدس ولكن البحث يتطلب تنقيبا في المخطوطات القديمة ففيها يوجد عجائب يطيش معها العقل لغرابة ما نسبوه للرب من أسماء.
المصادر والتوضحيات :
1- رسالة الأخ كما وردت لم اتصرف بها فقط كوبي ولصق.
2- اعتمد الأب عطية بهنام بنصوص كثيرة وردت في التوراة والانجيل معا لكي يُثبت بأن إيليا هو الرب النص الأول في سفر الملوك الثاني 2: 11(إذا مركبة من نار فصعد إيليا في العاصفة إلى السماء). أي رجع إيليا الرب إلى مكانه في السماء. واما النص الثاني حول استغاثة يسوع بإيليا فقد ذكر الأب عطية نص سفر إنجيل متى 27: 46 (صرخ يسوع بصوت عظيم قائلا: إيلي، إيلي، لما شبقتني؟أي إلهي، إلهي، لماذا تركتني؟ قالوا: إنه ينادي إيليا لنرى هل يأتي إيليا يخلصه).فقد كان شائعا في اليهودية والمسيحية بإن الله يتكلم بصوت إيليا لا بل يظهر بصورة إيليا.