الجمعة - 29 مارس 2024

فتوى الجهاد وجرح سبايكر الذي لا يندمل

منذ 3 سنوات
الجمعة - 29 مارس 2024


مالك العظماوي ||

جريمة لا تضاهيها جريمة بالعالم في العصر الحديث، كونها لا ترتكز على أسباب القتل المعهودة، كقصف الطائرات أو تفجير المفخخات او إطلاق الصواريخ وغيرها، بل هي ترتكز على الوغول في القتل والجريمة والإمعان في الدم ومحاولة التخطيط لقتل أكبر عدد ممكن من البشر. شباب عزَّل، لا ذنب لهم ولم يكونوا مقاتلين، وحتى وإن كانوا مقاتلين فلابد أن يكون مصيرهم الأسر في حالة كهذه وفي جميع القوانين واللوائح الإنسانية ولدى كافة المجتمعات!
فما الذي حصل في تكريت؟ وتم قتل ٢٤٠٠ شاب على أقل تقدير، ولماذا يقتلوننا هكذا أهالي تكريت وعشائرها؟ وهل صحيح أنهم يطلبون ثأراً لأن الحكومة أعدمت صداماً؟ وهل صحيح أن العشائر تخلت عن أخلاقها ومبادئها وشرفها وغدرت بشباب لا يحملون السلاح وغير قادرين على الدفاع عن أنفسهم؟
لا، ليست هذه هي الأسباب التي دعتهم لفعلتهم النكراء هذه، بل هناك سبب واحد مغروس في النفوس ولا شيئ آخر سواه.
لكن.. هل حصل هؤلاء الأوغاد الجبناء على مبتغاهم؟ أبداً، بل قدموا لنا دليلاً ثابتاً للتأريخ وللأجيال القادمة لكي لا تُخدع بكلام معسول ويتنازلون عن مبادئهم. لقد أثبتوا من حيث لا يشعرون وبالدليل، أن لو كان عدد المغدورين مليون إنسان لقتلوهم أيضاً ولم يترددوا لطرفة عين أبداً، فهم يعتقدون بأنهم قادرون على محونا واجتثاث نسلنا من الوجود، لقد خاب فألهم وأفتضح حقدهم وبان غلهم، وأثبتوا – بالدليل – مدى خستهم ونذالتهم وسيبقى هذا الفعل الجبان حافزاً للأجيال القادمة من أجل الثبات على المبادئ والقيم والدين الحنيف.
وجاء القول الفصل من السيستاني العظيم، الرجل الذي إنبهر به الأعداء قبل الأصدقاء، الذي لا ينطق من فراغ ولا يتردد في قول الحق، حتى حسده بنو جلدته على حكمته وشجاعته وقراره بفتواه المباركة التي تسابق فيها الرجال الشرفاء ليسقطوا اسطورة دولة الخرافة، ويعيدوا للأسلام هيبته، وللدين مبادءه وللمجتمع إنسانيته التي حاولت عشائر تكريت سلخها، وليس هذا فحسب، وإنما صانوا حرائر تكريت من دنس أصحابهم، وحرروا مدنهم بعد أن استباحوها من كانوا يظنونهم المخلصين لهم، واستطاعوا أن يخيبوا فأل من كان يتصور أنه بقتل هؤلاء الشباب يستطيع القضاء على المبادئ التي رسمها الله تعالى، [فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ۖ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا].
ــــــــــ