الخميس - 28 مارس 2024

بين داعش وسبايكر..ماذا حدث..ماذا سيحدث؟!

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024


عمار محمد طيب العراقي ||


في محاولة لفهم ماذا حدث في العراق إبتداءا من 10/6/2014، وماذا سيحدث في قادم الأيام، لا سيما بعد أن تم فرز الخنادق، وعرف الجميع أين يجب عليهم أن يقفوا، فإنه يتعين علينا عدم الخلط بين الفهم والمفهوم..فما يفهمه أي منا عن أمر ما، لا يعني أنه يمثل المفهوم الصحيح لذلك ألأمر، فما هي معيارية المفهوم إذأ؟!
فجريمة سبايكر التي تعد محطة كبرى في تاريخ شعبنا، لم تكن جريمة أرتكبها تنظيم يوصف بأنه إرهابي، ولا تنطبق البتة صفة “الإرهاب” على من أرتكبوها، بل أن مفهوم “الإرهاب” ذاته لا ينطبق حتى على تنظيم داعش الإجرامي نفسه..فما هو الإرهاب إذا؟!
سنحاول فهم معنى “ألأرهاب” من خلال ما حدث في العراق في حزيران 2014، ومنه ما حدث في سبايكر، وسنتوصل بعدها وفقا لهذا الفهم الى ما يعيننا على تصحيح أفكارنا وتفكيرنا.
جريمة سبايكر لم يرتكبها داعش، فقد حدثت قبل أن يدخل داعش الى “ديرة” التكارتة، وهي “ديرة” مختلفة في كل شيء عن “ديار” العراقيين جميعا، بما فيها ديار ابناء السنة الكرام، الذين يدعي سكان تكريت الإنتماء لهم..
أبناء هذه الديرة وخلال 40 سنة كانوا معتلين ظهور العراقيين، وكان كل شيء في العراق تحت أياديهم وأقدامهم، فالرئيس منهم، والوزراء منهم، وقادة الجيش وجميع المؤسسات الأمنية والمخابرات كانوا منهم، والمحافظين والسفراء ومدراء الدوائر والمؤسسات ورؤساء الجامعات وعمداء الكليات منهم، ومعظمهم كانوا يؤشرون بأصبعهم الصغير، فتأتيهم الدنيا طائعة ذليلة، وكانوا يتخذون العراقيين عبيدا..لقد كانوا كواسج..وفجأة فقدوا كل هذا، وكان يتعين عليهم أن يعتادوا الوضع الجديد بعد أن زال سلطانهم، ويكيفون أوضاعهم ويعيشون كسائر العراقيين، لكنهم لم يتحملوا هذه الخسارة ولم يهضموها..
جريمة سبايكر تمثل خلاصة تفكير الكواسج(أسماك القرش)، وهي جريمة أرتكبتها فضائيات وصفحات وعشائر واعلاميين مأجورين، وأسس لها رجال دين ملوثين، مستندين الى فتاوى تكفيرية خبيثة، كفروا طائفة كاملة، ومهدوا الطريق لإبادتها، وجيشوا النفوس للتقرب بقتلهم الى الله!
لقد قتل أبناء عشائر تكريت طلاب وجنود قاعدة سبايكر، إنتقاما لمجدهم المفقود، مقررين أن هؤلاء الطلاب والجنود، أبناء من سلب منهم عزهم!
لقد تحول ابناء عشائر تكريت الى وحوش كاسرة، بعد أن أنسلخوا عن القيم العربية؛ التي صدعوا الرؤوس ولسنوات طويلة بها، وظهروا في لحظة حقيقة على حقيقتهم، كاتباع بررة للمجرمين الأكثر دموية في تاريخ البشرية، الطاغية صدام ورهطه وزبانيته!
ما حدث جريمة إستثنائية ضد الإنسانيةارتكبها، مجرمون محترفون خلوا نهائيا عن إنسانيتهم، وأنتموا الى صنف وحوش الغاب، التي تقتل الكائنات الأضعف، ليس لتفترسها بل تقتلها لمجرد القتل، او فقط لوجودها في منطقة نفوذها، مجرمو سبايكر قتلوا الطلاب والجنود، فقط لأنهم شيعة شروكية، وليس لتحقيق أهداف ذات أبعاد سياسية أو أمنية، مجرمو سبايكر ليسوا إرهابيين، ولا تنطبق عليهم صفة الإرهاب، فالإرهاب موضوعه وأهدافه مختلفة عما فعله أنذال تكريت!
هؤلاء تحولوا الى وحوش بشرية، بالفعل والقول او حتى مجرد الشعور والاحساس الذي يختبىء بالاعماق، ولا يمكن تصور ان تجدي معهم عمليات إعادة التأهيل قط، لأنهم مجبولين على الجريمة ولا يعرفون غيرها أسلوبا للتعاطي مع ألآخرين..
أمريكا التي صنعت داعش مدت خطوطا علنية، مع ما كانوا يسمون أنفسهم “ثوار العشائر” ومنهم هؤلاء القتلة المجرمين في تكريت، وهم مشروع أمريكي موازي لمشروع داعش، او هو جزء منه لا فرق، تقوم فلسفة هذا المشروع الإجرامي على عمليات الصدمة، بإحداث قدر هائل من الخسائر لتركيع الخصم الشيعي العنيد، الرافض لمشاريعه الصهيوامريكية في المنطقة، ولذلك فإن ماجرى في تكريت، كان عملية تحت نظر وتخطيط الأمريكي ، وبصمات جريمة “ماي لاي” التي ارتكبها الأمريكي في فيتنام، هي ذاتها بصمات سبايكر حتى بالتفاصيل الدقيقة.
أما ماذا سيحدث غدا، فثقوا بانه لو تمكن التشارنة، وهم أيضا نتاج المصنع الأمريكي، كما مكن للدواعـش من رقاب العراقيين، لفعلوا في كل قضاء وناحية ومدينة جنوبية، كالذي فعله المجرمون في قصر الملعون بتكريت..
داعش صناعة أمريكية، وما جرى في سبايكر مادة تكميلية لهذه الصناعة، وليس خطأ مصنعي، لذلك فإن ثأرنا عند امريكا.. وعند كل مجرم جند نفسه خصما لاعدائها.
• يجب تجريم من ينكر هذه الحقائق.
• يجب تجريم من يتعاطف مع القتلة.
• يجب تجريم من يبرر للمجرمين.
• يجب تجريم من يحاول النيل من الحشد.
• يجب تجريم من يدافع عن البعث.
• يجب تجريم من يمتدح صدام.
لاخير في مجتمع يصل فيه ابن العفلقي الصدامي البعثي؛ لأعلى مراكز السلطة؛ ويمجد لحكم ابن صبحة، ومنصات العار، وعشائر النذالة والخسة، ممن قتل الأبرياء !!!
ــــــــــــــ
شكراً 2021/6/15