الخميس - 28 مارس 2024

العراق يلتزم الصمت امام الانتهاكات التركية

منذ 3 سنوات
الخميس - 28 مارس 2024

📌🖊غدير التميمي ||

بعد مرور فترة على القصف التركي داخل الأراضي العراقية الجميع كان يفكر هل سيكون هناك رد من بغداد على الانتهاكات التركية؟ وهل يقود هذا الانتهاك الجديد للبلاد إلى تحالفات سياسية جديدة في المنطقة بعيدا عن طهران؟
يبدو أن مستقبل العلاقات بين تركيا والعراق لن يكون أقل توتراً مما هو عليه خصوصاً في ظل التصعيد بين الجانبين ، تنقل تركيا صراعها المستمر منذ عقود مع المسلحين الأكراد إلى حدود أبعد في عمق الأراضي العراقية في الشمال، وتقيم قواعد عسكرية وتنشر طائرات مسيرة مدججة بالسلاح ضد المقاتلين المتحصنين بمعاقلهم في الجبال.
والسبب في ذلك أن القوات التركية موجودة أصلاً في العراق منذ فترة طويلة. إذ تعتمد تركيا في تدخلها العسكري على اتفاقية قديمة مع النظام السابق تعود إلى 1995 وإلى اتفاقية مماثلة مع حكومة برزاني عام 1997 لشن عمليات عسكرية على مقاتلي حزب العمال الكردستاني. أبرم النظام السابق الاتفاقية مع تركيا عام 1995 للسماح للقوات التركية بالتواجد في قواعد بشمال العراق لمطاردة حزب العمال الكردستاني الانفصالي. وتملك تركيا قاعدة عسكرية كبيرة في بامرني (45 كلم شمال دهوك) في محافظة دهوك بإقليم كردستان منذ 1997. وتملك تركيا أيضاً ثلاث قواعد أخرى صغيرة في غيريلوك (40 كلم شمال العمادية) وكانيماسي (115 شمال دهوك) وسيرسي (30 كلم شمال زاخو) على الحدود العراقية التركية وهذه القواعد ثابتة وينتشر فيها جنود أتراك على مدار السنة.
من جانب اخر فان السلطات الكردية في الإقليم اوضحت انها سمحت بإقامة هذه القواعد بحسب اتفاقية بينها وبين الحكومة التركية نصت على أن تكون تحركات الجنود الأتراك بعلمها الأمر الذي يثير التساؤلات حول الخيارات الموجودة أمام بغداد للتعامل مع الاختراقات التركية.
وايضا فان العراق يشكو باستمرار من نقص في إمداداته المائية في نهري دجلة والفرات بسبب الإجراءات التركية غير الودية في خفض التدفقات لدوافع قد يكون بعضها سياسياً، وبعضها الآخر اقتصادياً
ومن جهه اخرى، حكومة بغداد قالت انها سوف تلجأ الى الحوار والدبلوماسية والعمل السياسي لوقف تلك الهجمات إلا أن تلك الحلول يمكن أن تتحول إلى عسكرية في أي وقت وخاصة بعد التصريحات المتتالية من الجيش العراقي أنه لن يقف مكتوف الأيدي مقابل تلك الانتهاكات عليه والى الان الحكومة تلتزم الصمت امام تركيا .
بالتالي فانه يتوجب على حكومة بغداد الجلوس على طاولة الحوار مع تركيا لحل المسائل العالقة وايقاف الانتهاكات على السيادة العراقية بشكل جدي وليس فقط كلام يذاع على وسائل الاعلام.